يتواصل حصار عشرات العائلات المدنية في جزيرة "حويجة كاطع"، وسط نهر الفرات، مقابل مدينة دير الزور، في ظل أوضاع إنسانية مأساوية، ومعلومات عن عدم سماح القوات النظامية والروسية لهم بالخروج باتجاه مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وأفادت مصادر محلية في دير الزور، طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ"العربي الجديد"، بأنّ "عشرات العائلات، معظمها من الأطفال والنساء، فرت من القصف والعمليات العسكرية لجأت إلى جزيرة حويجة كاطع، وهم محاصرون بشكل كامل منذ نحو أسبوع، في ظل شح شديد بالمواد الغذائية وعدم توفر المياه الصالحة للشرب والمواد الطبية، في حين يوجد العديد من الجرحى".
وقال أحد سكان دير الزور، الإعلامي عامر هويدي، لـ"العربي الجديد"، إن "نحو 70 عائلة محاصرة في جزيرة حويجة كاطع، بينهم أربعة مقاتلين من تنظيم داعش مع عائلاتهم وأمير في التنظيم يدعى عبد الله التامر، وهم يتحملون جزءا من مسؤولية تعطيل معظم الاتفاقيات"، مضيفا أن هناك "جرحى مدنيين، ومن مقاتلي داعش وأطفال وكبار السن، وهناك حالات صحية تعاني من أمراض مزمنة".
وتابع "آخر التسريبات تفيد بأن هناك اتصالات في البوكمال لإطلاق سراح الجنديين الروسيين المحتجزين لدى التنظيم، مقابل السماح للمدنيين بالانتقال إلى مناطق الأكراد، وعناصر التنظيم مع أميرهم ينقلون إلى الريف الشرقي لدير الزور".
وأوضح أن "النظام خاطب المدنيين عبر مكبرات الصوت ليقوموا بتسليم أنفسهم، إلا أنهم فقدوا أي ثقة به، خاصة بعد دخوله للعديد من المناطق".
يشار إلى أن الأوضاع الإنسانية بشكل عام لأهالي دير الزور سيئة للغاية، إذ تتعرض المناطق المدنية للاستهداف العسكري، في حين يستخدم التنظيم الأهالي كدروع بشرية، وتكاد مقومات الحياة الرئيسية من مواد غذائية وطبية ومياه للشرب تكون معدومة.