1
ثَلجٌ فِي الطَّرِيقْ
أيْنَ انْوَجَدْتْ
كَانَ الخَيْلُ مِثلَ الليْلْ
يَشخُبُ فِي دَمِي
وَكَانَ الاصْفِرارُ فِي الكَلامْ
أَيْنَ ابْتَسَمْتْ
كَانَ الثلجُ ضَاحِكاً
فِي شَفَتِي
وَكَانَ النَّهْرُ سَابِحاً
عَلى الأصَابِعْ
أَيْنَ انْعَبَسْتْ
كَانَتْ شَفْرَةُ السِّكِينِ
فِي الحِجَارَةِ
التِي أَجُرُّ فِيهَا قَدَمِي
وَكَانَ الآخَرُونَ يَسْخَرُونْ
...
لَوْلاَ البَيَاضْ
كُنْتُ قَتَلتُ
الشَّبَحَ الجَمِيلْ
2
نَاظِمْ حِكْمَتْ
فِي التِّيهْ
بَيْنَ شَارِعٍ مَسْدُودْ
وَشَارِعٍ عَلى سَعَةِ الرِّيحْ
سَألتُ عَنْهُ حَارِساً
فِي بَابِ القَصْرْ
فَقَالَ لِي:
أنَا الذي شَجَجْتُ رَأسَهُ
فَانْفَطَرَ الكَمَانْ
حَبَّاتِ دَمْعٍ
فِي البَِلاطْ
سَألْتُ عَنْهُ البَحْرْ
فَقَالَ لِي:
أنَا الذِي نَفَيْتُهُ إِلَى البَعِيدْ
وَكَانَ يَبْكِي الدَّمْ
وَكَانَ الثلجُ بَيْتَهُ الأخِيرْ
سَألتُ عَنْهُ أحَداً
وَكَانَ فِي نِهَايَةِ الخَرِيفْ
فَقَالَ لِي:
أنَا الذِي أرْسُمُ صَوْتَهُ
عَلى قِمَاشِ الرُّوحْ
أنَا اَلذِي أَبْكِيهِ طُولَ اللَّيْلْ
3
سُرُورُ المَكَانْ
في ضريح "أيوب الأنصاري"
هَكَذَا كَانْ
مُلْتَفِعاً بُرْدَةَ الضَّوْءْ
مُنْعَزِلاً فِي سَرِيرَتِهِ
كَالقَصِيدَةِ قَبْلَ الجَنَاحْ
كَالسَّحَابِ الجَنِين
خَلِياً مِنَ الدَّمْع ِ
فِي أهْبَةٍ لِلغِنَاءْ
فَمَا عَادَ لِلدَّوَرَانِ هَدِيرْ
وَمَا عَادَ لِلغَثَيَانِ هَوَاءْ
هُوَ الآنَ
مُنْفَلِتٌ
مِنْ زَعِيقِ الصَّبَاح
وَنَدْبِ المَسَاءِ
...
هَكَذَا كَانْ
مُنْذُ أنْ بَدَأ السَّفَرَ الغَسَقِيَّ
فَجَازَ تُخُومُ الفُصُولِ
وَكَانَ لَهُ الاسْمُ
مِثلَ الرَّذَاذِ
وَكَانَ لَهُ العِيدُ
مِثلَ التُّوَيْجْ
...
هَكَذَا كَانْ
لَمْ يُبْلِهِ الدَّهْرُ
كَانَ عَفِياً
جَدِيدَ الحَيَاةْ
4
تَحْتَ الظِّلْ
ظِبَاءٌ بِيضْ
فِي بُرُودٍٍ سُودْ
هُنَّ الخَيَالُ الصَّعْبْ
تَخْطِفُنِي
إلَى مَجَرَّةٍ وَرَاءَ الوَقْتْ
فَهَذِهِ حَمَامَةٌ
تَهْدِلُ فِي مَشْيَتِهَا
وَهَذِهِ سَوْسَنَةٌ
تَكْتُبُ فِي الرَّصِيفْ
قَصِيدَة السَّمَاءْ
وَهَذِهِ هِيَ اَلتِي عَشِقْتْ
فِي زَمَانِ الحُلمِ المُسْتَحِيلْ
* شاعر من المغرب