في ذكرى الهدف المونديالي الشهير الذي سجله مارادونا بيده في مباراة الأرجنتين وإنجلترا، يتابع العربي الجديد سلسلة "ذاكرة مونديالية" عبر طرح قضية هذا الهدف المثير الذي أحدث ضجة كبيرة في العالم.
في 22 حزيران/يونيو من عام 1986، إنه ربع نهائي مونديال 86 في الأرجنتين، حيثُ تلعب صاحبة الأرض والجمهور مع المنتخب الإنجليزي، الكل كان يترقب مارادونا كونه من أفضل نجوم كرة القدم آنذاك، وهو الساحر الأرجنتيني الذي تخافه كل منتخبات العالم، لكن في هذا اليوم وفي هذه المباراة شهد المونديال على واحدة من أكثر اللقطات إثارة في بطولة كأس العالم، والتي أطلقت عليها وسائل الإعلام "يد الرب" التي سجل من خلالها مارادونا هدف الفوز للأرجنتين.
وشهد هذا اللقاء على فضيحة المونديال كما وصفتها الصحافة الرياضية في تلك الحقبة، إذ تلقى مارادونا كرة في الهواء عن طريق الخطأ من أحد مدافعي المنتخب الإنجليزي لتتجه الكرة نحو الحارس الإنجليزي، لكن مارادونا كان قد حول الكرة إلى الشباك بيده بطريقة خدعت حكم المباراة التونسي بن ناصر الذي تعرض لفضيحة كروية وانتقادات كبيرة؛ بسبب عدم رؤيته لتلك اليد التي أصبحت معروفة بـ"يد الرب".
ولم تظهر الإعادات التلفزيونية إلا بعد ساعات من نهاية المباراة لتؤكد عدم صحة هدف مارادونا، فقد ظهر بشكل واضح أنه استعمل يده بغية تسجيل الهدف التاريخي الذي ما زال حتى اليوم حديث المونديال، في وقت أشار الحكم التونسي بن ناصر أنه تعرض لموقف محرج على أرض الملعب، خصوصاً أنه كان ينتظر إشارة من الحكم البلغاري المساعد الذي وقف صامتاً وجامداً من دون أي حركة، ليؤكد بن ناصر أن تعليمات الفيفا "تنص على أن الحكم الذي يكون في موقف أفضل يحق له اتخاذ القرار المناسب"، خصوصاً أن بن ناصر كان بعيداً جداً عن اللقطة وفي مكان لا يسمح له برؤية اليد.
وبعد نحو 30 سنة على الحادثة الكروية المثيرة، كشف مارادونا في كتابه "ألـ دييغو" أن هذه اليد هي بمثابة انتقام لخسارة الحرب في جزر "فوكلاند" أمام بريطانيا، خصوصاً أن الشعب الأرجنتيني عانى بسبب هذه الحرب ومات الكثير من الأطفال، وفي عام 1986 جاء وقت الانتقام، إنجلترا خسرت والأرجنتين فازت بلقب كأس العالم آنذاك، والأهم أن مارادونا اعترف بأنه استعمل يده في تسجيل الهدف، لكن بعد أن منحت "يد الرب" الأرجنتين لقب الذهب في مونديال 1986.
اقرأ أيضاً: ذاكرة مونديالية...عندما رفض نجم تركيا التفريط في صلاة الجمعة!