جدد الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح رفضه الاعتراف بالشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، واتهم وفد الحكومة بعرقلة مشاورات الكويت، فيما طالب نائبه الأسبق، علي سالم البيض، دول التحالف العربي بدعم الانفصال أو "استعادة الدولة الجنوبية"، وحذر من التقسيم الفيدرالي للبلاد إلى أقاليم.
جاء ذلك في خطابين مكتوبين أصدرهما صالح والبيض أمس السبت كلاً على حدة، بمناسبة الذكرى الـ26 لتوحيد اليمن، علماً أن الرجلين هما طرفا اتفاق الوحدة الذي وُقع في الـ22 من مايو/أيار عام 1990، ولاحقاً احتربا ليخرج الحزب الاشتراكي الذي كان يمثل الجنوب بقيادة البيض من السلطة، فيما فرض الطرف الآخر استمرار الوحدة عسكرياً.
وسرد صالح الخطوات والاتفاقات التي بدأت منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، وقادت إلى إعادة توحيد في نهاية المطاف، وبرر شرحه بأنه لتأكيد أن الوحدة لم تأتِ من فراغ، ومع ذلك فقد ربط توقيع الشطر الجنوبي الذي كان محكوماً من الحزب الاشتراكي، بانهيار الاتحاد السوفيتي.
واعتبر الرئيس المخلوع أن مشاورات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة وتستضيفها الكويت، يُراد منها أن تكون "مضيعة للوقت من خلال عرقلة، الوفد الحكومي" الذي سماه بـ"وفد الرياض" لمجريات المشاورات. وطالب الأمم المتحدة بـ"فرض عقوبات على كل من يعرقل إحلال السلام في اليمن ويسعى لإفشال المشاورات".
وفي إشارة إلى استمرار تنصله من قرار مجلس الأمن 2216 الذي تعتبره الحكومة مرجعاً أساسياً للمشاورات، اعتبر صالح أن ذلك القرار فقد شرعيته بشن ما وصفه بـ"العدوان" على اليمن. وقال إن "من يدّعي الشرعية استناداً إلى هذا القرار واهم"، وإن الرئيس عبدربه منصور هادي انتخبه الشعب رئيساً توافقيّاً لمدّة سنتين فقط، و"إذا كانت هناك أي شرعية فهي للحكومة التي يترأسها خالد بحاح بموجب تشكيلها الأول، والذي بموجبه نالت ثقة ممثلي الشعب في مجلس النواب".
من جهته، وجه نائب الرئيس الأسبق، والقيادي البارز في الحراك الجنوبي، علي سالم البيض، خطاباً مكتوباً حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، شرح فيه دوافع ومبررات إعلان الانفصال من قبله، أو ما وصفه بـ"قرار فك الارتباط" أثناء الحرب الأهلية عام 1994.
ودعا البيض دول التحالف العربي لدعم "الجنوب" باستعادة دولته، معتبراً أن أي تأخير في ذلك، "وفق ما يلوح في أفق سيناريو المشهد السياسي الرتيب من حوارات عقيمة لا تستفيد منها سوى منظومة الشمال سياسية وعسكرية كانت في صف الشرعية أو صف الحوثيين والمخلوع صالح".
إلى ذلك، حذر البيض، والذي يتزعم مطالب الانفصال، من أن "إعادة إنتاج نتائج مخرجات الحوار اليمني من نظام أقاليم أو أي حلول" تنتقص من حق من وصفه بـ"شعب الجنوب العربي ستكون مصيرها الفشل".
ويواجه مشروع تحويل اليمن إلى دولة اتحادية مؤلفة من أقاليم، والذي تتبناه القيادة الشرعية وعلى رأسها الرئيس عبدربه منصور هادي، معارضة من المتشددين بالتمسك بنظام الدولة الموحدة، كما يعارضه الانفصاليون، ويقولون إنه يهدد وحدة الجنوب، والذي ينقسم وفقاً لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني إلى إقليمين، والشمال إلى أربعة.
ويعتبر صالح والبيض الرئيسين اللذين وقعا اتفاق الوحدة عام 1990، وبموجب الاتفاق انتهت شخصية الجمهورية العربية اليمنية (شمالاً)، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (جنوباً)، وولد كيان جديد هو الجمهورية اليمنية، تولى صالح في فترته الانتقالية منصب الرئيس، فيما تولى البيض منصب النائب، وتصاعدت الخلافات بينهما وصولاً إلى الحرب 1994، أعلن البيض خلالها الانفصال، ونزح على إثرها إلى خارج البلاد، وبعدها تفرد صالح وحزبه بالحكم، فيما يصف المطالبون بالانفصال هذه الفترة بـ"الاحتلال".