ندد الرئيس التنفيذي لمجموعة سوفت بنك اليابانية، ماسايوشي سون، بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على يد أفراد من قطاع الأمن السعودي، لكنه قال إن شركته يجب أن تستمر في تحمّل مسؤوليتها تجاه الشعب السعودي الذي يستثمر أمواله في صندوق رؤية.
والسعودية أكبر مستثمر في الصندوق المملوك للمجموعة اليابانية والذي أطلق العام الماضي برأسمال يزيد على 90 مليار دولار، مما أعطى "سون" القدرة على الدخول في مشاركات ضخمة مع شركات ناشئة كبيرة مثل وي ويرك للإسكان الإداري وأو.يو.أو الفندقية.
خطر على خطط "سوفت بنك"
غير أن موجة الغضب التي اجتاحت العالم بسبب قتل الصحافي السعودي دفعت العديد من المراقبين لاعتبار أن هذا الاعتماد على السعودية يشكل خطراً على خطط سوفت بنك لجمع المزيد من المال.
وقال سون الإثنين "هذه الأموال مهمة للشعب السعودي لضمان تنويع اقتصاده حتى لا يظل معتمداً على النفط". وأضاف "حقيقي أن واقعة مروعة حدثت. لكن على الجانب الآخر لدينا مسؤولية تجاه الشعب السعودي، وعلينا الاضطلاع بمسؤوليتنا لا أن ندير له ظهورنا".
وكان سون يعرض نتائج أعمال سوفت بنك وظهر أمام الصحافيين لأول مرة منذ مقتل جمال خاشقجي الصحافي السعودي المنتقد للمملكة في أوائل الشهر الماضي في القنصلية السعودية باسطنبول.
وحقق سوفت بنك أرباح تشغيل بلغت 705.7 مليارات ين (6.23 مليارات دولار) في الفترة من يوليو/ تموز إلى سبتمبر/ أيلول مدعوماً بتقييمات أعلى لاستثماراته في مجال التكنولوجيا الحديثة بالمقارنة مع 395.6 مليار ين في الفترة المقابلة من العام السابق، وفقاً لمعايير محاسبية مختلفة.
وحتى الآن ليس هناك إشارات تُذكر على أن علاقات سوفت بنك بالسعودية تمنع الشركات الناشئة من قبول أموال من صندوق رؤية، فقد أعلنت شركة فيو للإنترنت يوم الجمعة استثماراً قدره 1.1 مليار دولار، قائلة إن الصفقة ستمكنها من رفع وتيرة النمو.
لكن القلق من التداعيات المتعلقة بالسعودية وتراجع أسهم شركات التكنولوجيا الحديثة على مستوى العالم أثرا على أسهم سوفت بنك في الأسابيع القليلة الماضية. فأغلق سهم البنك اليوم الإثنين على 8747 يناً بانخفاض بنسبة 24 بالمئة عن أعلى مستوياته في سبتمبر/ أيلول البالغ 11500 ين.
مخاوف بشأن الطرح العام الأولي
ومن بواعث القلق في الفترة الأخيرة الطرح العام الأولي المزمع لشركة الهاتف المحمول التابعة لسوفت بنك، وسط ضغوط تمارسها الحكومة على قطاع الاتصالات الياباني لخفض أسعار خدماته.
وقال متعاملون في السوق إن الطرح قد يتجاوز القيمة القياسية للأسهم التي باعتها مجموعة علي بابا الصينية القابضة في نيويورك عام 2014 والبالغة 25 مليار دولار.
وسيمثل إدراج أسهم سوفت بنك في البورصة تحوله من شركة اتصالات محلية نجحت في تحدي الاحتكار الثنائي الراهن في البلاد إلى واحدة من أكبر الشركات العالمية للاستثمار في التكنولوجيا.
وفي حين من المتوقع أن يجتذب الطرحُ مستثمري التجزئة اليابانيين الذين تتوافر لديهم السيولة والذين تجذبهم صورة سوفت بنك باعتبارها شركة تكنولوجيا ناجحة وتوفر فرصاً لعائد مستقر، يأتي ذلك في الوقت الذي تضغط فيه الحكومة من أجل خفض الرسوم.
وعلى هذه الخلفية قالت شركة ان.تي.تي دوكومو، الأسبوع الماضي، إنها ستخفض سعر الخدمة بنسبة تصل إلى 40 بالمئة، مما سيؤثر على إيراداتها اعتباراً من العام المالي المقبل.
من ناحية أخرى من المتوقع تزايدُ المنافسة مع دخول شركة راكوتين عملاق التجارة الإلكترونية سوق الهواتف المحمولة في غضون عام نتيجة اندماجها مع شركة كيه.دي.دي.آي للاتصالات.
(رويترز، العربي الجديد)