وشن أويحيى، خلال تجمّع شعبي في إطار الحملة الدعائية للانتخابات البلدية المقررة في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، هجوماً على قوى المعارضة سواء التي تطالب بإنهاء حكم بوتفليقة أو تلك التي تدعو إلى تدخّل الجيش لإنفاذ تغيير سياسي في البلاد.
وقال أويحيى إنّ "الجزائر بخير، وهذا بفضل مؤسساتها المستقرة التي تتغير كل خمس سنوات، ورغم هذا نسمع البعض يتحدّث عن مرحلة انتقالية، وعن مؤسسات بدون شرعية"، مضيفاً "لكن في الواقع هذا لا يطعن في الرئيس بوتفليقة ولا في البرلمان وإنما يطعن في اختيارات الشعب".
وكان أويحيى يردّ على دعوات ومطالبات أطلقتها أحزاب وشخصيات معارضة، لإنجاز مرحلة انتقالية في الجزائر، بسبب مرض بوتفليقة منذ إبريل/ نيسان 2013، كان آخرها نداء وجهته ثلاث شخصيات سياسية؛ وهي: وزير الخارجية الأسبق طالب الإبراهيمي، والجنرال المتقاعد رشيد بن يلس، والناشط الحقوقي علي يحيى عبد النور.
ودعت الشخصيات الثلاث إلى توحيد قوى المعارضة وبلورة برنامج تغيير سياسي في البلاد، لقطع الطريق على ولاية رئاسية خامسة للرئيس بوتفليقة في عام 2019.
كذلك كان وزير التجارة الجزائري السابق نور الدين بوكروح، قد طالب جنرالات الجيش بالتدخل لإحداث تغيير في البلاد، فيما تطالب بعض قوى المعارضة بإقرار مرحلة لانتقالية تنتهي بتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة.
ورأى أويحيى أنّ دعوات بعض السياسيين لتدخل الجيش "هي دعوات تعبّر عن اليأس السياسي الذي بلغه بعض المعارضين، فيما الجيش متوجّه للانشغال بمهامه الدستورية"، مشدّداً على أنّ "زمن الانقلابات انتهى".
وقال رئيس الحكومة إنّ "هذه المعارضة لا تبيع سوى الأوهام للمواطنين، وتحاول تهويل الوضع الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر".
وفي وقت سابق، عشية احتفال الجزائر بذكرى ثورة التحرير في "الفاتح نوفمبر"، أكد بوتفليقة على نهاية عهد المراحل الانتقالية في البلاد، معتبراً أنّ "الوضع السياسي في الجزائر لن يتيح العبور إلى مراحل انتقالية في المستقبل"، مطالباً بإبعاد الجيش عن المناوشات السياسية.
وقال بوتفليقة، في رسالة وجهها إلى الجزائريين: "لقد ولّى عهد المراحل الانتقالية في الجزائر، وبات الوصول إلى السلطة من الآن فصاعداً يتم عبر المواعيد المنصوص عليها في الدستور عن طريق الانتخاب".
وطالب القوى السياسية بإبعاد الجيش عن أي جدال أو مناوشة سياسية، وقال إنّ "من المهم الإبقاء على هذه المؤسسة الجمهورية في منأى عن المزايدات والطموحات السياسية".
إلى ذلك، قلّل أويحيى من تداعيات الأزمة المالية الخانقة التي تمرّ بها الجزائر، مذكّراً بأنّ "الأزمة المالية التي عاشتها البلاد جعلتها تفقد 50% من مداخيلها، ولكن تم تجاوزها بسلام".
وأضاف أنّ "الجزائر تسير في الطريق السليم"، في إطار ذكره ما وصفها بـ"إنجازات سياسية" تحققت خلال الولايات الرئاسية الأربع لبوتفليقة منذ عام 1999، لا سيما ما يتعلّق بالمصالحة الوطنية والبنية التحتية.
وتُعاني الجزائر من أزمة مالية خانقة، بفعل تراجع مداخيل النفط، في أعقاب انهيار أسعاره في الأسواق الدولية.