حذر رئيس الشاباك الأسبق، كرمي غيلون، من خطر تعرض المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، لمحاولة اغتيال بفعل التحريض المتواصل ضده من قبل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأنصار اليمين.
غيلون، الذي ترأس جهاز الشاباك (المخابرات الإسرائيلية الداخلية) خلال فترة حكومة إسحاق رابين، الذي اغتاله متطرف يميني إسرائيلي، أوضح أن محاولة الاغتيال يمكن أن تنفذ نتيجة لقرارات مندلبليت المختلفة في ملفات نتنياهو القضائية، وآخرها رفضه، الأربعاء، إقرار السماح لنتنياهو بالحصول على تمويل بقيمة 10 ملايين شيقل، لتغطية تكاليف محاكمته من قبل أحد أصدقائه من رجال الأعمال.
وقال كرمي غيلون، في مقابلة مع صحيفة هآرتس، الجمعة، إن مندلبليت تقاعس في ملفات نتنياهو وأهمها دوره في إقرار صفقة الغواصات، لكن ذلك لم يمنع نتنياهو "من التحريض عليه بشراسة، وفي نهاية المطاف سيطلقون النار على مندلبليت بسبب تحريض نتنياهو".
وكرر غيلون مواقفه السابقة بأنه يحمل بنيامين نتنياهو مسؤولية عن التحريض الذي تعرض له إسحاق رابين، بعد اتفاق أوسلو، وأدى في نهاية المطاف إلى اغتيال رابين في نوفمبر 95 ووقف عملية السلام.
وبحسب غيلون، فإن اتفاقية أوسلو ثبتت حالة "ستاتيكو" يخدم دولة إسرائيل ولا حاجة لتغييره، فهي تقوم على المصالح المشتركة لإسرائيل والسلطة الفلسطينية. واعبر أن الاتفاق منح إسرائيل "الاتفاق الأمني الذي خدمها على أحسن وجه والاتفاقيات الاقتصادية".
ومع أن غيلون قال إنه صحيح أن الدول العربية لن توقع اتفاقاً مع إسرائيل ما لم يمر ذلك من رام الله (في إشارة للتسوية مع الفلسطينيين)، إلا أنه أضاف أنه يتطور الآن محور معتدل يقوم كله على المصالح.
وقال غيلون إنه يعتقد أن نتنياهو لن يجرؤ على تطبيق مخطط الضم الكامل، زاعماً أنه وكافة رؤساء جهاز الشاباك السابقين كانوا يعارضون الاحتلال.
وبحسب غيلون، فإن إسرائيل كان يمكن لها أن تتطور إلى دولة ديمقراطية، لولا احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة في العام 67، مشيرا إلى أن ذلك أدخل عنصر الديموغرافيا من جديد في معادلة الصراع.
وردا على سؤال حول إمكانية أن يمنح الضم الحل الممكن من خلال منح الفلسطينيين مواطنة كاملة، قال غيلون "إن ذلك ممكن، ولكن لماذا علينا أن نحول اليهود إلى أقلية؟"، مضيفا "هناك من يؤيدون ذلك لكنهم أقلية".
إلى ذلك، اعتبر غيلون أنه لا يمكن الحديث عن دولة يهودية وديمقراطية، معتبراً أن ذلك كان ممكناً في الماضي إذا لم يحدث الاحتلال، لافتاً إلى أن عملية تحول إسرائيل إلى دولة ديمقراطية عادية كانت جارية، لكن صعود اليمين واليمين الديني للحكم في 1977 أوقف هذه العملية.
وبحسبه، فإن الفلسطينيين في الداخل، اليوم، ليسوا ضد الدولة لأنهم يستفيدون من مكتسبات الديمقراطية، ويعبرون عن أنفسهم.
وأضاف "صحيح أنهم قد يعانون من الغبن، لكنهم ليسوا ملاحقين. القائمة المشتركة (تحالف الأحزاب العربية في الكنيست) ليست تنظيما سرياً، بل تخوض الانتخابات وتعمل بالطرق والأدوات القانونية التي وفرتها لها الدولة، بما في ذلك حزب التجمع الوطني، الذي لا أفهم كيف سمحت له المحكمة بخوض الانتخابات، ولكن لا توجد لي أي مشكلة مع أيمن عودة".
واعتبر غيلون أنه لا يرى سيناريو يمكن فيه إنهاء الاحتلال، إلا إذا جاء رئيس حكومة على شاكلة أرئيل شارون.
وتطرق غيلون إلى تعامل جهاز الشاباك الإسرائيلي مع المستوطنين وتنظيماتهم المختلفة، السرية، لافتاً إلى أن الجهاز يتعامل معهم بحذر شديد، وأنه فقط بعد جريمة قتل عائلة دوابشة، التي قتل فيها مستوطنون أفراد العائلة الفلسطينية في قرية دوما، ولم ينج منها إلا الطفل أحمد دوابشة، فقط بعد هذه الجريمة بدأ الشاباك يتعامل مع الإرهابيين اليهود بنفس أساليب تعامله مع الفلسطينيين.