أصدرت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، تقريرا وصف بـ"الأسود" بخصوص تعنيف مظاهرات الأساتذة المتدربين في المغرب، مشددة على أن "ضرب المتظاهرين السلميين بالهراوات ورميهم بالحجارة يقع خارج نطاق الوسائل المشروعة لتفريق مظاهرة سلمية"، داعية السلطات المغربية إلى "محاسبة المفرطين في العنف".
ودعت المنظمة في التقرير الذي وصل إلى "العربي الجديد" نسخة منه، السلطات المغربية إلى "ضمان أن قوات الشرطة والأمن لا تستخدم عنفا لا لزوم له ضد المتظاهرين، وأن تحاسب أي شخص يقوم بذلك"، مُشيرة إلى أن رجال الأمن قاموا بتعنيف الأساتذة المتظاهرين بهراوات مطاطية، وقاموا بركلهم، ما سبب عشرات الإصابات.
وفي السياق نفسه، شددت المنظمة على أن المعايير الدولية لا تسمح للشرطة بتفريق المتظاهرين إلا "إذا كانوا يعرقلون حركة المرور، أو يهددون النظام العام، وإذا كان المتظاهرون يرفضون أوامر التفريق"، ولا يتم ذلك إلا عن طريق "استخدام الحد الأدنى من القوة اللازمة لتحقيق الهدف المشروع"، وهو الشيء الذي لم يتوفر، خصوصا بمدينة أكادير جنوبي المغرب.
ونقلت المنظمة الحقوقية عن الأساتذة المتدربين منفذي هذه الاحتجاجات، كونهم "لم يخطروا رسميا السلطات بالاحتجاجات، لأنهم كانوا على يقين بأن الحكومة لن تمنحهم الموافقة"، وذلك في تعليق على تصريح سابق لمدير الأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، الذي قلل من "عنف" رجاله، مشددا على أنه "لم يتم الترخيص للتظاهرات من طرف الحكومة".
وأوردت المنظمة في تقريرها مجموعة من الشهادات لأساتذة متدربين وبعض أفراد أسرهم، إلى جانب نقابيين وحقوقيين، تحكي بعض المشاهد من "الخميس الأسود".
ومن جهته، قال الصابري الخمار، أستاذ فلسفة متدرب، لـ"هيومن رايتس ووتش": "كان تدخل الشرطة مفاجئا، لأنه لم يكن هناك أي تحذير مسبق. جلس بعض المتظاهرين منا الذين كانوا في المقدمة على الأرض، بينما ركض غيرهم نحو داخل مركز التدريب في إنزكان، ولكن ضرب الشرطة استمر بشكل عشوائي وعنيف".
وكشف المتحدث أن متدربة تعرضت لضرب مبرح على الرأس والكتف وأيضا الصدر، فيما كان الدم ظاهرا على رأسها، مضيفا "حاولت حملها بعيدا، ولكن ضُربت على كتفي، ولم أستطع حملها. ثم حاصرني 5 رجال شرطة، وضربوني بالعصي، وركلوني على جسدي والكتفين والقدمين، نقلت إلى مستشفى إنزكان في سيارة إسعاف، وفقدت البصر لبضع ساعات. فنقلت إلى المستعجلات في مستشفى الحسن الثاني بأكادير، لكن بعد ليلة واحدة في المستشفى، أجبرونا على المغادرة لأنهم تلقوا تعليمات من الشرطة"، حسبما يقول الشاهد.
إلى ذلك، قالت المنظمة إن "مقاطع الفيديو والصور والشهادات الطبية للضحايا التي راجعتها هيومن رايتس ووتش تدعم روايات الشهود".
ويحتج الأساتذة المتدربون منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، على مرسومين أصدرتهما الحكومة المغربية، يتم بموجبهما فصل التكوين عن التدريس، وهو الشيء الذي يرفضه المحتجون، فيما أعلن رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، عن عدم تراجع حكومته عنها حتى لو أدى الأمر لإسقاطها، بحسب تصريحات سابقة له.
من جهة أخرى أطلق مجموعة من النقابيين والسياسيين والحقوقيين، مبادرة "وسطية" تضمن مجموعة من المقترحات لحل الأزمة التي تهدد بسنة بيضاء على مستوى مراكز تكوين الأساتذة والمعلمين بالمغرب.
وتحشد التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إلى مسيرة وطنية بالعاصمة المغربية الرباط، في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، وذلك ردا على تصريحات رئيس الحكومة المتشبثة بالمرسومين سبب الجدل.
اقرأ أيضا:الحكومة المغربية تطلب وساطة نقابيين لحل ملف الأساتذة المتدربين