ربيع الصين

يتثاءب الرجل الستّيني وهو يحمل أزهاره الملوّنة العملاقة. هو اشتراها من أحد معارض العيد في متنزّه ديتان في العاصمة الصينيّة بكين.

في الصين، تستمرّ فعاليات عيد رأس السنة القمريّة الذي يُعرف أيضاً بعيد الربيع الصيني. وهي كانت قد انطلقت في 19 فبراير/شباط الجاري الذي يصادف اليوم الأول من الشهر القمري الأول بحسب الرزنامة الصينيّة، على أن تُختتم في اليوم الخامس عشر منه مع "مهرجان الفوانيس" الشهير.

وعيد رأس السنة القمريّة هو أضخم أعياد الصينيّين، وقد بدأ الاحتفال به قبل نحو أربعة آلاف عام.

في استقبال السنة الجديدة، عادة ما يعمد الناس - من أهالي الأرياف والمدن على حدّ سواء - إلى تنظيف بيوتهم بشكل شامل والتخلّص من كل الملابس الرثّة والأغراض التالفة وفضلات الطعام وما إليها. أما الهدف، فانطلاقة جديدة واجتذاب للحظ السعيد.

وفي ليلة العيد، تماماً كما في كل الأعياد في العالم، تجتمع العائلات حول موائد طعام تتنوّع أطباقها. ويحرص الصينيّون على السهر لاستقبال اليوم الأول من السنة الجديدة، الذين يرون فيه دائماً تجدداً وبداية ما. أما المفرقعات التي يتفنّن بها أهل البلاد، فتشكّل أحد طقوس عيدهم الكبير التي من شأنها أن تطرد الأرواح الشريرة.

هذه السنة هي "سنة الخروف" بالنسبة إلى الصينيّين. وعلى الرغم مما يُقال عن التشاؤم منها، إلا أن هذا الرجل أصرّ على شراء تلك الأزهار العملاقة احتفاءً بها.