هل يمكن تصنيف بعض الفئات من الرجال والشبان بأنهم من ضمن الفئات الهشة أو المهمشة أو الأكثر تأثراً أو هم بحاجة لأطر حماية؟ إذا كنت نسوياً أو نسويةً، فربما يصعب تصديق هذا الأمر أو ربما قبوله. ثمة أسباب عدة تدفعنا إلى التشكيك بالأمر، فكيف يمكن ذلك وثمة جملة من الامتيازات الذكورية التي يحظى بها الرجال والشبان في مجتمعاتنا، وغالباً ما يصاحب هذه الامتيازات استغلال لموازين القوى. يصعب أيضاً تصديق ذلك حيث أن الشواهد والأرقام تؤكد على أن النساء والفتيات هن من أكثر الفئات تهميشاً وتأثراً وهشاشة سواءً في الأطر الثقافية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو القانونية أو السياسية.
أشارت إحدى الدراسات التي قامت بها لجنة الإنقاذ الدولية عام 2016 إلى أن الرجال والشبان من اللاجئين السوريين إلى لبنان كانوا عرضة لأحداث عنيفة ولاستغلال سواءً من قبل السلطات الحكومية أو المجتمعات المضيفة. وأشارت الدراسة أن حوالى ثلثي الرجال اللاجئين كانوا قد تلقوا تهديدات تؤثر على أمنهم وأمانهم الشخصي. وبلغت نسبة الأفراد الذكور الذين تعرضوا لتحرش أو استغلال 17،74 في المائة، وكانت أكثر من 50 في المائة من هذه المضايقات تتم في أماكن العمل. وفي معظم الحالات التي يتعرض لها الرجال لمضايقات أو تحرشات، لم يقوموا بإبلاغ السلطات بسبب عدم ثقتهم بالعدالة. كما أشار عدد كبير من اللاجئين إلى أنهم لم يسعوا للدفاع عن أنفسهم في وجه البيئات المضيفة تجاه أي من هذه المضايقات.
النظر للرجال كمجموعة متجانسة دون لحظ الاختلافات والتقاطعات لمختلف العوامل (كالجنسية والعرق والهوية الجنسية والوضع الاقتصادي)، بل والاقتناع بأنهم جميعاً يمتلكون امتيازات ذكورية ويستغلون موازين القوى، قد يكون أمراً مجحفاً، وقد يعني النظر إلى الرجال من منظور الثقافة الذكورية والأبوية. أوليست هذه الثقافة الأبوية/الذكورية هي التي تريد تصويرهم على هذه الصورة؟
اللاجئون السوريون الرجال في لبنان مثلاً، هم من ضمن الفئات التي يمكن اعتبارها الأكثر عرضة للتأثر أو من ضمن الفئات الهشة، كما أظهرت الدراسة. كذلك هو الأمر بالنسبة للرجال الذين يعانون من تحديات في الصحة النفسية، والرجال المثليين أو المتحولين جنسياً، بالإضافة إلى الشبان في البيئات الخطيرة أو غير المستقرة، والصبيان الذين يتم تجنيدهم وإجبارهم على حمل السلاح. هذه بعض الفئات التي قد تكون بحاجة لتدخل مؤسساتي.
والسؤال الأبرز التلقائي هو لماذا يتم غض النظر عن هذه الفئات من الرجال لدى صياغة أطر التدخل المؤسساتية وأطر الحماية؟ الجواب برسم المنظمات النسوية والنسائية والعاملة على قضايا الجندر، دون وصم هذه المؤسسات التي قد تقدم مثل هذه البرامج بأنها ساومت على حقوق النساء أو تنازلت عن مطالبهن.
*ناشطة نسوية
اقــرأ أيضاً
أشارت إحدى الدراسات التي قامت بها لجنة الإنقاذ الدولية عام 2016 إلى أن الرجال والشبان من اللاجئين السوريين إلى لبنان كانوا عرضة لأحداث عنيفة ولاستغلال سواءً من قبل السلطات الحكومية أو المجتمعات المضيفة. وأشارت الدراسة أن حوالى ثلثي الرجال اللاجئين كانوا قد تلقوا تهديدات تؤثر على أمنهم وأمانهم الشخصي. وبلغت نسبة الأفراد الذكور الذين تعرضوا لتحرش أو استغلال 17،74 في المائة، وكانت أكثر من 50 في المائة من هذه المضايقات تتم في أماكن العمل. وفي معظم الحالات التي يتعرض لها الرجال لمضايقات أو تحرشات، لم يقوموا بإبلاغ السلطات بسبب عدم ثقتهم بالعدالة. كما أشار عدد كبير من اللاجئين إلى أنهم لم يسعوا للدفاع عن أنفسهم في وجه البيئات المضيفة تجاه أي من هذه المضايقات.
النظر للرجال كمجموعة متجانسة دون لحظ الاختلافات والتقاطعات لمختلف العوامل (كالجنسية والعرق والهوية الجنسية والوضع الاقتصادي)، بل والاقتناع بأنهم جميعاً يمتلكون امتيازات ذكورية ويستغلون موازين القوى، قد يكون أمراً مجحفاً، وقد يعني النظر إلى الرجال من منظور الثقافة الذكورية والأبوية. أوليست هذه الثقافة الأبوية/الذكورية هي التي تريد تصويرهم على هذه الصورة؟
اللاجئون السوريون الرجال في لبنان مثلاً، هم من ضمن الفئات التي يمكن اعتبارها الأكثر عرضة للتأثر أو من ضمن الفئات الهشة، كما أظهرت الدراسة. كذلك هو الأمر بالنسبة للرجال الذين يعانون من تحديات في الصحة النفسية، والرجال المثليين أو المتحولين جنسياً، بالإضافة إلى الشبان في البيئات الخطيرة أو غير المستقرة، والصبيان الذين يتم تجنيدهم وإجبارهم على حمل السلاح. هذه بعض الفئات التي قد تكون بحاجة لتدخل مؤسساتي.
والسؤال الأبرز التلقائي هو لماذا يتم غض النظر عن هذه الفئات من الرجال لدى صياغة أطر التدخل المؤسساتية وأطر الحماية؟ الجواب برسم المنظمات النسوية والنسائية والعاملة على قضايا الجندر، دون وصم هذه المؤسسات التي قد تقدم مثل هذه البرامج بأنها ساومت على حقوق النساء أو تنازلت عن مطالبهن.
*ناشطة نسوية