أكد مسؤولون فلسطينيون أن الخطوات العملية في مجلس الأمن الدولي بشأن مشروع القرار الفلسطيني العربي لإنهاء الاحتلال قد بدأت بالفعل، إذ اتُخذ القرار السياسي بذلك فلسطينياً وعربياً، وأن القضية باتت الآن مرتبطة بالأمور اللوجستية والإدارية لا أكثر، مشيرين إلى أن تقديم مشروع القرار من المفترض أن يتم اليوم كحد أقصى، وأن القضية مرتبطة بتحديد موعد بين الوفد العربي والرئيس الجديد لمجلس الأمن وفقاً لأجندة الأخير.
ويوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في تصريحات لـ "العربي الجديد"، أن "ما يجري الآن بشأن القرار الفلسطيني العربي لإنهاء الاحتلال هي خطوات عملية في مجلس الأمن".
ويشدد عريقات على أن "لا تأجيل بشأن القرار، والمشاورات الرسمية قد بدأت بالفعل مع الدول الأعضاء في المجلس".
وعن الوفد الوزاري العربي الذي تم إقرار تشكيله في اجتماع جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي عُقد السبت الماضي، والذي يضم الكويت والأردن وموريتانيا ومندوباً عن جامعة الدول العربية وفلسطين، يؤكد عريقات أنه سيبدأ هذا الأسبوع بمشاورات رسمية لحث الدول الأعضاء في مجلس الأمن على التصويت لصالح مشروع قرار إنهاء الاحتلال، موضحاً أن الوفد "سيبدأ زياراته إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن انطلاقاً من باريس في الأيام القليلة المقبلة".
من جهته، يؤكد عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية لـ "العربي الجديد"، أن "المشاورات انتهت فعلياً حول مضمون مشروع القرار، وأن أهمية الوفد الوزاري العربي تكمن في أننا لم نحصل حتى الآن على الأصوات التسعة اللازمة لإقرار المشروع في مجلس الأمن، لذا كان هناك قرار بأن تضع الدول العربية ثقلها مع الجهود الفلسطينية لإقناع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وتحديداً الدول دائمة العضوية بالتصويت لصالح المشروع".
وحول المدة الزمنية، يقول اشتية "نحن نتكلم عن أيام قليلة، آخذين بعين الاعتبار أن الأيام الحالية تصادف الاحتفالات بعيد الشكر".
ويؤكد عضو اللجنة المركزية لـ "فتح" أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "حريص على وجود دعم عربي كامل يتجلى في المشاركة بالخطوات العملية بشأن مشروع إنهاء الاحتلال".
وكان وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي قال للإذاعة الفلسطينية الرسمية أمس الإثنين، "إن القرار السياسي بالتحرك المباشر نحو مجلس الأمن لتقديم المشروع قد اتُخذ في اجتماع جامعة الدول العربية يوم السبت الماضي، والقضية الآن مرتبطة بالأمور اللوجستية والإدارية لا أكثر، وقد يحدث ذلك اليوم (أمس) أو غداً الثلاثاء (اليوم)، تبعاً لتحديد موعد بين الوفد الوزاري العربي والرئيس الجديد لمجلس الأمن".
وأوضح المالكي أنه "خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب تم اتخاذ القرار وإعطاء التعليمات اللازمة لتقديم المشروع، لذلك فالوفد الوزاري الذي يضم سفير الجامعة العربية وسفراء الأردن وفلسطين في إطار التحرك".
وفيما يتعلق بالمبادرة الفرنسية، أكد وزير الخارجية الفلسطيني أن "فرنسا بدأت تتحدث حول مقترح متكامل من جهتها حول مشروع قرار يُقدّم لمجلس الأمن لإنهاء الاحتلال وفق المرجعيات الدولية والقانون الدولي"، مشيراً إلى أن "المقترح مدعوم من دول أوروبية وغير أوروبية، لهذا السبب أردنا أن نتقدم بشكل سريع بمشروع القرار الفلسطيني العربي حتى لا نجد أنفسنا أمام نسخ مختلفة من مشاريع قرارات سوف تقدم إلى مجلس الأمن".
وتعليقاً على المبادرة الفرنسية، يؤكد اشتية لـ "العربي الجديد" أنها "ليست بديلاً عن تقديم المشروع الفلسطيني العربي أمام مجلس الأمن"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل لن توافقا على المبادرة الفرنسية، وهذا سيكون مخرجاً لفرنسا للاعتراف بدولة فلسطين".
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قد أعلن عن مبادرة دبلوماسية عبر عقد مؤتمر دولي للسلام لحل القضية الفلسطينية، على أساس إقامة دولة فلسطينية وفق مرجعيات الأمم المتحدة والقانون الدولي إلى جانب دولة إسرائيل.