في عام 2016، حاز الأكاديمي والكاتب التشيلي من أصل فلسطيني أوخينيو شهوان (1947-2019) جائزة CHAC عن عمله "البنيان الإسلامي للكوميديا الإلهية"، الأستاذ في جامعة تشيلي لأربعين عاماً والذي عرف حضوراً مؤثراً في البحث والفكر في أميركا الجنوبية رحل مطلع هذا الشهر ولم يجر تداول خبر رحيله، عربياً، سوى أمس.
وقد نعته جامعة تشيلي على موقعها ببيان طويل ذكرت فيه تأثيره الكبير داخل الجامعة وخارجها، والمناصب التي تولاها وقالت: "كان البروفسور شهوان متحدثاً موهوباً ورجلاً مليئاً بالطاقة والمبادرة. هذه الميزات البارزة سمحت له بتشجيع النقاش ليس فقط حول العالم العربي ولكن أيضاً حول التعليم العام وتنسيق مساحات النقاش التي شارك فيها أكاديميون وطلاب وشخصيات سياسية، خاصة في أوقات الاضطرابات السياسية في جامعة تشيلي بسبب الحراك الطلابي".
المتابع لسيرة ونشاط شهوان الأكاديمي والثقافي، يدرك أن الرجل كان يعيش بجسده في تشيلي وبقلبه وعقله في العالم العربي، وقد خصص حياته لدراسة الثقافة العربية والإسلامية وفلسفاتها قديمة وحديثة، ونقل هذه المعارف إلى طلبة وباحثين في أميركا الجنوبية وبالأخص تشيلي.
ولد شهوان في سانتياغو وتنحدر أسرته من قرية بيت جالا، تخصص في الأدب والفلسفة العربية في جامعة تشيلي، وانتقل إلى دراسة الفكر الأندلسي في الجامعة الأميركية في القاهرة ثم جامعة عين شمس بهدف الاقتراب من المنطقة العربية والعيش فيها والتواصل مع جذوره عن قرب.
ساهم الراحل منذ تسلمه إدارة "مركز الدراسات العربية" في جامعة تشيلي عام 1978، في نقل المركز إلى مستوى أفضل من حيث الدراسات والأهداف والمشاريع البحثية، وفي عام 2015 قام بتغييرات كبيرة بمناسبة مرور ستين عاماً على تأسيس المركز، وكان حريصاً على تقديم صوت القضية الفلسطينية وتنوير الطلبة والباحثين في تشيلي حول أبعادها التاريخية والسياسية الراهنة.
تولى عدة مناصب، وكرّمته الجامعة التي عمل فيها أربعة عقود، وكان فيها إلى جانب مهامه الأخرى رئيساً لـ"دائرة الاتصالات والعلاقات الأكاديمية والإرشاد" في كلية الفلسفة والإنسانيات لثماني سنوات ما بين 2010 و2018.
أسّس شهوان برنامجاً لدراسات الشرق أوسطية وآخر للمصريات، وآخر للفنون العربية والإسلامية، وبحسب بيان الجامعة فإنه هو من ابتكر برنامج الدراسات الدولية فيها الذي افتتح عام 2017.
إلى جانب كل ذلك، ترجم مختارات من الشعر المصري الحديث إلى الإسبانية، وكتب دراسة عن تاريخ الهجرة العربية إلى تشيلي، وكتب دراسات ومقالات بالإسبانية عن ابن طفيل وابن رشد وإدوارد سعيد ومحمود درويش.
كان الراحل أستاذاً لجيل من المستعربين والمتخصّصين في دراسات الثقافة العربية، مثل كمال قمصية ورودريغو كرمي وريكاردو مرزوقة وماريا أولغا صمامي وموريسيو باروس، وساهم في تقديم مثقفين عرب للوسط الدراسي والثقافي في تشيلي مثل نور مصالحة ورشيد الخالدي وعبد الرزاق التكريتي وجوزيف مسعد.