توفي الجمعة عن عمر يناهز 90 عامًا مصمم الرقصات المصري الشهير، محمود رضا، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة.
عاش رضا معظم طفولته في حي الضاهر الشعبي في القاهرة، وكان له من الأشقاء عشرة، لكن كان شقيقه الأكبر، علي، هو الوحيد الذي لديه ميول كبيرة نحو الرقص الشعبي.
وكان رضا شاباً رياضياً موهوباً في السباحة والجمباز والباليه، يتدرب بشكل مستمر، في مدرسته "الخديوي إسماعيل الثانوية". واستمر في ممارسة الرياضة أثناء التحاقه بكلية التجارة في جامعة القاهرة بعدما سحب أوراقه من كلية الحقوق التي كانت مقصده الأول. لكن أصدقاءه أقنعوه بأنه، ولكونه بطلاً في الجمباز، سيحصل على المجانية من كلية التجارة، فاقتنع وبالفعل أصبح طالباً في الكلية.
تعلم الفنان الراحل فنون الرقص من شقيقه الأكبر علي، الذي كان مخلصاً للغاية للرقص، لكن كان شرط والدهما الوحيد هو ألا يقصرا في دراستهما، ولم يجدا أي اعتراض من العائلة بل كانت تشجعهما جداً.
في الخمسينيات كان يذهب علي أثناء تصويره للرقصات في بعض الأفلام السينمائية ويصطحب معه شقيقه الأصغر محمود ليشارك مع الفرقة التي ترقص معه، وكان محمود يحصل نظير ذلك على أجر جنيه واحد في اليوم
أما المرة الأولى التي رقص فيها محمود بشكل منفرد كانت في فيلم "نور العيون"، مع الفنانة نعيمة عاكف، وذلك بعدما نسي شقيقه علي ثوب الرقص الخاص، فحلّ مكانه، لتكون بدايته الفعلية من تلك الحادثة.
شارك الفنان الراحل بعد ذلك في فيلم "أحبك أنت"، وبعدها شارك في أفلام "بابا أمين" للمخرج يوسف شاهين، و"أغلى من عينيه"، و"قلوب حائرة"، و"فتى أحلامي"، و"ساحر النساء"، و"غريبة"، و"عفريت سمارة"، وغيرها.
وعام 1967، قدم فيلمه الأشهر "غرام في الكرنك"، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، وكانت آخر أعماله مسلسل "قمر 14" في عام 2008.
قرر محمود رضا تكوين أول فرقة خاصة للفنون الشعبية بالاشتراك مع شقيقه علي، والراقصة فريدة فهمي، وقدمت الفرقة أول عروضها على مسرح الأزبكية في أغسطس/آب عام 1959، وقد بلغ عدد أعضائها عند التأسيس 13 راقصة و13 راقصاً و13 عازفاً، لتنطلق وقتها "فرقة رضا"، الأشهر في العالم العربي.
عام 1961 صدر قرار جمهوري بتأميم فرقة رضا ضمن قرارات التأميم، وأصبحت الفرقة تابعة للدولة وقام على إدارتها الشقيقان محمود وعلي رضا، وفي عام 1962 انتقلت عروض الفرقة إلى مسرح متروبول، إذ أصبح لها منهج خاص وملامح مميزة في عروض الرقص الشرقي.
اعتز محمود بلقب "فنان الشعب"، وأكد من قبل أن هذا اللقب الأقرب إلى قلبه، لأنه يحب الناس ويرى أنهم السبب في نجاحه.
وفيما يخص الحياة الخاصة للفنان الراحل، فقد تزوج من خديجة فهمي، شقيقة فريدة فهمي التي تزوجها شقيقه علي رضا، لكنها توفيت، ثم تزوج اليوغسلافية، روزا، وأنجب منها ابنته الفنانة شيرين رضا.