منذ أيام عدّة رحل أحد أبرز منظّري الأدب في العقود الأخيرة؛ الكاتب والمفكر البلغاري الفرنسي تزيفتيان تودوروف (1939 – 2017)، ومنذ يومين رحل أحد أهم ناقلي النظريات الأدبية إلى اللغة العربية؛ الكاتب والناقد المصري نبيل راغب (1940 – 2017) الذي ولد بعد سنة من تودوروف ورحل بعده بأيام في القاهرة.
راوح راغب بين العرض التأليفي للنظريات الأدبية ومحاولات الكتابة الموسوعية، فكانت أبرز إصداراته "التفسير العلمي للأدب" و"موسوعة النظريات الأدبية" و"المذاهب الأدبية من الكلاسيكية والعبثية" و"موسوعة الفكر العربي الأدبي"، وهي جميعاً عملت على تهيئة أرضية مناسبة لممارسة النقد الأدبي في البلاد العربية، والذي حاول توسعته إلى "نقد فني" (عنوان كتاب له صدر في 1996).
غير أن الاشتغال النظري لم يكن سوى بعدٍ واحد في مشوار صاحب "مسرح التحوّلات الاجتماعية"، فقد وضع أيضاً أكثر من عشرين عملاً سردياً لم تحظ بكثير من المتابعة ربما بسبب حدّة التصنيف في مصر بين المبدع والناقد، ولكن أيضاً بسبب ما اتسمت به من الخفّة وعدم التركيز.
ما يميّز راغب أيضاً هو سيرته السياسية، خصوصاً في عصر السادات حيث عمل مستشاراً لدى ثالث رؤساء الجمهورية في مصر. لعل هذا الموقع أضعف من حضوره في الساحة الثقافية في العقود اللاحقة، كمعظم المثقّفين الذي شغلوا مواقع بارزة في السلطة.
التجربة السياسية كان لها هي الأخرى حظّها في التركة الضخمة التي تركها راغب من الكتب (تجاوزت المئة)، ومنها "السادات.. رائداً للتأهيل الفكري" و"أسرار المطبخ السياسي.. رد الاعتبار إلى ميكافيلي" و"هيبة الدولة.. التحدّي التصديّ".
كانت لراغب أيضاً مجموعة ترجمات، وهو الأكاديمي المتخصّص في الأدب الإنكليزي. مثل الكتاب الجماعي "معالم الثقافة الأميركية" وقصيدة "أرض الضياع" لـ ت. س. إليوت.