رد على ماجد عبد الهادي

09 ابريل 2016
+ الخط -
قامت الدنيا ولم تقعد ضد تيار الغد السوري منذ إعلانه، ومن ضمن هذه الحملة كانت مقالة الصحافي ماجد عبد الهادي في صحيفة العربي الجديد (1 إبريل/ نيسان 2016)، التي أتت لتكمل المعزوفة ضد التيار، وضد شخص أحمد الجربا، وهي حملة مبرمجة ومنظمة، تستهدف اغتيال مجموعة الغد السوري سياسياً. وهناك أسباب عديدة واضحة ومعروفة لتفسير هذه الحملة، لعل أولها رعاية الحكومة المصرية انطلاقة هذا التيار، الأمر الذي يجعل قائد الأوركسترا في الضفة الأخرى يهاجم لأسبابٍ تتعلق بمواقف مصر، ولا علاقة لذلك بالملف السوري.
بدأ عبد الهادي مقاله بالاعتراض على انضمام "مناضلون تاريخيون ومحترمون، خلف انتخاب الجربا، وصار مئات آخرون من رفاقهم، يعملون تحت قيادة الرجل". وهنا أثبت مقولة عن جهاتٍ تسمي نفسها صديقة للشعب السوري، حيث كانت، ولازالت، مع إفشال أية وحدة للمعارضة السورية، طالما كانت هذه الوحدة وطنية جمعية، لا تدور في فلك تلك الجهة. ويتابع المقال عن ولاية الجربا عاماً في قيادة الائتلاف "نجاحاتٍ نادرة وإخفاقات كثيرة، ناهيك عما ثار خلالهما من زوابع عاتية داخل الائتلاف نفسه". بينما كل متابع قريب يقول إنه لم يشهد الإخفاقات الكثيرة، بل شهد كل النجاحات التي حققها الجربا، ونسبت زوراً للائتلاف. التقى الائتلاف الحالي، خلال ولاية الجربا، بالرئيس الأميركي باراك أوباما، مروراً بباقي قائمة الرؤساء، كما أن الوحدة الوطنية التي يتغنّى بها بقايا الائتلافيين اليوم كانت بإصرار من الجربا وفريقه، فكان دخول المجلس الوطني الكردي للائتلاف، وتوقيع اتفاقية سياسية بين الكرد والائتلاف، والتي ما كانت لتتم لولا علاقة الجربا بالرئيس البرزاني، على الرغم من معارضة مطبلي اليوم، وهذا مثبتٌ في محاضر الجلسات. أما مفاوضات جنيف وخيار الشجعان "اليوم" فكان مثار تخوين الجربا وفريقه، على الرغم من أن الجربا خاض المفاوضات، من دون التنازل عن حرف واحد من ثوابت الثورة.
يتابع كاتب المقال "استقر الجربا من دون إعلانٍ رسمي، في القاهرة، وحرص فيها على أن يكون الحديث عن محاربة الإرهاب، لا إسقاط نظام الأسد. ولم يطل الوقت كثيراً لبلوغ المحطة المريبة أكثر في سيرة الجربا، عندما أعلن تأسيس "تيار الغد"، في مؤتمرٍ احتضنه نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضره ضيوف كثر، أبرزهم وزير الخارجية المصري، ومندوب عن السفارة الروسية، ...ومحمد دحلان. هنا تجنب الجربا مجدّداً أية إشارةٍ إلى إسقاط الأسد، وردّد، في بيانه التأسيسي، كلاماً استهلاكياً عن قيام سورية لا مركزية، تؤمن بالتعددية والاختلاف، قبل أن يقفز قفزته .. ويبعث رسائل إلى إسرائيل، عارضاً إجراء مفاوضاتٍ ...ووفق معلوماتٍ نشرتها صحيفة معاريف، فإنها تلقت رسالة بالعبرية من تيار الغد إلى الرأي العام الإسرائيلي،...". وهنا، ساق الكاتب سلسلة من الافتراءات، فالجربا لم ينتقل إلى القاهرة، الا بعد التضييق التركي عليه، علماً أن مكتبه وبيته لا زالا مفتوحين في اسطنبول، أملاً في إذابة جليد برود العلاقة مع تركيا. أما الحديث عن الإرهاب فيحسب لنا لا ضدنا، بل هذا موقف ميّزنا مبكراً، عندما كان عتاولة المعارضة السورية يمجّدون انتصارات داعش وجبهة النصرة. أما عن السكوت عن بشار الأسد وجرائمه، فنتحدّى، هنا، أي شخصٍ يأتي بخطاب تلفزيوني أو شعبي، أو مقال أو تصريح للجربا، لا يعلن فيه عن إسقاط نظام الأسد. بل لا نخفيكم أن عدم الإشارة بوضوح إلى مصير الأسد في مسودة وثائق القاهرة الأولى، إثر اعتراض أحد المكونات، كان سيتسبب بانسحاب الجربا مع فريقه، فتمت إضافة عبارة "لا دور للأسد ..."، كما أن هذا الفريق رفع أعلام الثورة السورية في داخل قاعة الاجتماعات، ووضعت امام كل مشارك، على الرغم من اعتراض كل الفرقاء الآخرين.
يبقى الحديث الذي أسماه صديقنا "بالاستهلاكي" عن سورية اللامركزية والتعدّديه، فهو ما نفتخر فيه، لأنه يقدم حلولاً واقعية، للدعوات الانفصالية والفيدرالية، علماً أن مندوبين عن سفاراتٍ عربية و غربية كانوا حاضرين، لعل أضعفهم تمثيلاً كان الممثل الروسي.
أما عن العلاقة مع إسرائيل، واعتماد ماجد عبد الهادي الصحافة الإسرائيلية مرجعاً لا يأتيه الباطل بين يديه، فهذا يجعلنا نطالبه بتصديق كل ما تقوله تلك الصحافة نفسها، إن كان يثق بها مرجعيةً، علما أن ماجد نفسه، في مقالته، قد قوّل "معاريف" الإسرائيلية ما لم تقله، وتحدث عن التزام الجربا بأمن إسرائيل، ناهيك عن رسائل ومفاوضات مع نتنياهو.. ونتحدّاه، كما تحدّينا من ساقها قبله، لينشروا تلك الرسالة المزعومة، إلا إذا كان عبد الهادي نفسه من كتب المقال، وبطريقه تلك الرسالة.
avata
avata
المكتب الإعلامي لتيار الغد السوري
المكتب الإعلامي لتيار الغد السوري