بخطى حثيثة يمشي فوق الرمال الملتهبة لشاطئ عين الذئاب الشهير بمدينة الدار البيضاء. جسده الصغير ينوء بحمل صندوق، لكنه لا يتخلى عن ابتسامته، رغم خيوط الشمس اللافحة، يجيب سائلين بأدب جم، يثير الإعجاب.
يتردد أحمد سامي، الشاب العشريني في فصل الصيف على الشاطئ البيضاوي الشهير، يعرض مثلجات على مرتاديه، مشيرا إلى أنه لم يجد بدّاً من مزاولة هذه المهنة، خاصة أنه تلميذ يحتاج إلى مال يستطيع به مواجهة مصاريف العام الدراسي المقبل.
يؤكد أحمد، أن الناس على الشاطئ يعاملونه بالكثير من اللطف، خاصة عندما ينخرطون معه في أحاديث حول أسباب صبره على الحرارة المرتفعة. يبدو فرحا بما يدره عليه نشاطه المتعب.
يقول إنه يجني كل يوم ما بين 10 و15 دولاراً في اليوم. ذلك مبلغ يتيح له مساعدة أسرته وإدخار جزء منه كي يشتري ملابس ولوازم الدخول المدرسي في سبتمبر/أيلول المقبل.
وعندما تسأله عن السر وراء الصبر الذي يبديه وهو يمشي فوق رمال الشاطئ الحارقة، يجيب بأنه اعتاد عليها، كما غيره من الباعة هنا، إلى درجة لم تعد قدماه تحسان بحرارتها، قبل أن يضيف " كل شيء يهون في سبيل المال الذي أعود به إلى المنزل بعد غروب الشمس".
أحمد ليس سوى فرد من جيش من الشبان والشابات، الذين يبحثون عن رزقهم على شاطئ البحر. أعدادهم في ارتفاع هذا العام. فارتفاع درجات الحرارة في مدينة مثل الدار البيضاء في هذا الفصل، ورطوبتها ضاغطة، يدفع أهل المدينة وزوارها إلى شاطئ عين الذئاب الأقرب إلى وسط المدينة.
أعدادهم الكبيرة تجعل منهم زبناء متاحين لأصحاب المهن الصغيرة، التي تظهر في فصل الصيف في ذلك الشاطئ. بعضهم تلاميذ حالت دونهم الحاجة والاستمتاع بالعطلة، فاضطروا للبحث عن رزق يواجهون به مصاريف الدخول المدرسي المقبل، وآخرون تحولوا عن مهن لم تعد مجزية في الصيف واهتدوا إلى الشاطئ.
تحت تأثير الشمس بدا وجهه شديد السمرة، حافي القدمين فوق رمال الشاطئ، شاب عشريني آخر يدعى محمد أسكور، يحمل صينية الفطائر، التي يكثر الإٍقبال عليها من قبل مرتادي الشاطئ الذي يكتظ بأبناء المدينة وزوارها في فصل الصيف.
يحكي أسكور، أن هذه المرة الأولى التي يهتدي فيها لبيع الفطائر على الشاطئ. لجأ إلى ذلك بعدما حدثه من سبقوه إلى ذلك من بيع الفطائر، عن الإيرادات التي يمكن أن يجنيها. يشير إلى أنه حل بالدار البيضاء كي يعمل في إحدى ورش البناء خلال الصيف، لكن القدر قاده إلى الشاطئ كما يقول.
اقرأ أيضا: همّ السفر يتمكن من الأسر المغربية
يبتسم الشاب العشريني، قبل أن يؤكد أنه مستمتع ببيعه الفطائر. صحيح أنه يستطيع جني حوالي 7 دولارات في اليوم من نشاطه ذاك، لكنه في نفس الوقت يستطيع الاستمتاع بقضاء يومه على الشاطئ، هو القادم من جبال الأطلس، حيث لم يسبق له أن قضى وقتا طويلا بجوار البحر كما حدث له في هذا الصيف.
معرفة الباعة الجائلين على الشاطئ، دفعتهم إلى التعرف على انتظارات الناس فيه، فأضحوا، عن غير سابق اتفاق بينهم، يقترحون منتجات مختلفة، إلى درجة دفعت البعض إلى بيع فناجين القهوة. ففي الكثير من الأحيان، تشاهد أحدهم وهو يحمل إبريقا وفناجين بلاستيكية. مشهد يغري الكثيرين بطلب فنجان قهوة، خاصة عند الغروب.
قد تصادف أطفالا بأجسادهم الصغيرة، يحملون قناني مياه مثلجة، لا يحتاجون للدعوة إليها، فالعطش في حر هذا الصيف ينوب عنهم.
وعندما تسأل الطفل خالد أيت لحسن عن السبب الذي يدفعه لبيع الماء البارد، يجيب بأنه يقطن في حي شعبي غير بعيد عن الشاطئ، ويؤكد أن أبناء حيه يمارسون مهناً شتى على شاطئ عين الذئاب، والصغار منهم أمثاله يبيعون المياه الباردة، التي يجنون منها بعض الدراهم.
البحث عن الرزق على شاطئ عين الذئات ليس حكراً على الرجال، بل إن نساء أضحين منافسات لهم. وعندما تسأل هذه السيدة الأربعينية، التي تسمي نفسها عائشة الرحمانية، عن السبب وراء بيعها السجائر والحلوى بالتقسيط، تجيب بكلمة واحدة مقتضبة "إنه حكم الزمن" ولا تضيف، لتترك محدثها نهبا لتخمينات متضاربة، عنوانها المشترك: الفقر والحاجة.
وبحسب دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، فإن نسبة الأسر التي يمكنها الادخار من دخولها في المغرب لا تتعدى 7.1%، مشيرة إلى أن 35.1% من الأسر تقترض من أجل تغطية نفقاتها.
وتمثل مديونية الأسر نحو 31% من الناتج الإجمالي المحلي للمغرب العام الماضي، الذي بلغ حوالي 104 مليارات دولار. وتشير بيانات رسمية إلى أن قروض الاستهلاك وصلت إلى نحو 10 مليارات دولار في 2014.
اقرأ أيضا: ثلث الأسر المغربية تقترض لمواجهة مصاريفها
يؤكد أحمد، أن الناس على الشاطئ يعاملونه بالكثير من اللطف، خاصة عندما ينخرطون معه في أحاديث حول أسباب صبره على الحرارة المرتفعة. يبدو فرحا بما يدره عليه نشاطه المتعب.
يقول إنه يجني كل يوم ما بين 10 و15 دولاراً في اليوم. ذلك مبلغ يتيح له مساعدة أسرته وإدخار جزء منه كي يشتري ملابس ولوازم الدخول المدرسي في سبتمبر/أيلول المقبل.
وعندما تسأله عن السر وراء الصبر الذي يبديه وهو يمشي فوق رمال الشاطئ الحارقة، يجيب بأنه اعتاد عليها، كما غيره من الباعة هنا، إلى درجة لم تعد قدماه تحسان بحرارتها، قبل أن يضيف " كل شيء يهون في سبيل المال الذي أعود به إلى المنزل بعد غروب الشمس".
أحمد ليس سوى فرد من جيش من الشبان والشابات، الذين يبحثون عن رزقهم على شاطئ البحر. أعدادهم في ارتفاع هذا العام. فارتفاع درجات الحرارة في مدينة مثل الدار البيضاء في هذا الفصل، ورطوبتها ضاغطة، يدفع أهل المدينة وزوارها إلى شاطئ عين الذئاب الأقرب إلى وسط المدينة.
أعدادهم الكبيرة تجعل منهم زبناء متاحين لأصحاب المهن الصغيرة، التي تظهر في فصل الصيف في ذلك الشاطئ. بعضهم تلاميذ حالت دونهم الحاجة والاستمتاع بالعطلة، فاضطروا للبحث عن رزق يواجهون به مصاريف الدخول المدرسي المقبل، وآخرون تحولوا عن مهن لم تعد مجزية في الصيف واهتدوا إلى الشاطئ.
تحت تأثير الشمس بدا وجهه شديد السمرة، حافي القدمين فوق رمال الشاطئ، شاب عشريني آخر يدعى محمد أسكور، يحمل صينية الفطائر، التي يكثر الإٍقبال عليها من قبل مرتادي الشاطئ الذي يكتظ بأبناء المدينة وزوارها في فصل الصيف.
يحكي أسكور، أن هذه المرة الأولى التي يهتدي فيها لبيع الفطائر على الشاطئ. لجأ إلى ذلك بعدما حدثه من سبقوه إلى ذلك من بيع الفطائر، عن الإيرادات التي يمكن أن يجنيها. يشير إلى أنه حل بالدار البيضاء كي يعمل في إحدى ورش البناء خلال الصيف، لكن القدر قاده إلى الشاطئ كما يقول.
اقرأ أيضا: همّ السفر يتمكن من الأسر المغربية
يبتسم الشاب العشريني، قبل أن يؤكد أنه مستمتع ببيعه الفطائر. صحيح أنه يستطيع جني حوالي 7 دولارات في اليوم من نشاطه ذاك، لكنه في نفس الوقت يستطيع الاستمتاع بقضاء يومه على الشاطئ، هو القادم من جبال الأطلس، حيث لم يسبق له أن قضى وقتا طويلا بجوار البحر كما حدث له في هذا الصيف.
معرفة الباعة الجائلين على الشاطئ، دفعتهم إلى التعرف على انتظارات الناس فيه، فأضحوا، عن غير سابق اتفاق بينهم، يقترحون منتجات مختلفة، إلى درجة دفعت البعض إلى بيع فناجين القهوة. ففي الكثير من الأحيان، تشاهد أحدهم وهو يحمل إبريقا وفناجين بلاستيكية. مشهد يغري الكثيرين بطلب فنجان قهوة، خاصة عند الغروب.
قد تصادف أطفالا بأجسادهم الصغيرة، يحملون قناني مياه مثلجة، لا يحتاجون للدعوة إليها، فالعطش في حر هذا الصيف ينوب عنهم.
وعندما تسأل الطفل خالد أيت لحسن عن السبب الذي يدفعه لبيع الماء البارد، يجيب بأنه يقطن في حي شعبي غير بعيد عن الشاطئ، ويؤكد أن أبناء حيه يمارسون مهناً شتى على شاطئ عين الذئاب، والصغار منهم أمثاله يبيعون المياه الباردة، التي يجنون منها بعض الدراهم.
البحث عن الرزق على شاطئ عين الذئات ليس حكراً على الرجال، بل إن نساء أضحين منافسات لهم. وعندما تسأل هذه السيدة الأربعينية، التي تسمي نفسها عائشة الرحمانية، عن السبب وراء بيعها السجائر والحلوى بالتقسيط، تجيب بكلمة واحدة مقتضبة "إنه حكم الزمن" ولا تضيف، لتترك محدثها نهبا لتخمينات متضاربة، عنوانها المشترك: الفقر والحاجة.
وبحسب دراسة للمندوبية السامية للتخطيط، فإن نسبة الأسر التي يمكنها الادخار من دخولها في المغرب لا تتعدى 7.1%، مشيرة إلى أن 35.1% من الأسر تقترض من أجل تغطية نفقاتها.
وتمثل مديونية الأسر نحو 31% من الناتج الإجمالي المحلي للمغرب العام الماضي، الذي بلغ حوالي 104 مليارات دولار. وتشير بيانات رسمية إلى أن قروض الاستهلاك وصلت إلى نحو 10 مليارات دولار في 2014.
اقرأ أيضا: ثلث الأسر المغربية تقترض لمواجهة مصاريفها