إلى القسم الثقافي في موقع وصحيفة العربي الجديد
ورد بتاريخ 7 حزيران/ يونيو 2015 في صحيفتكم المحترمة مقال عن عرضنا "زيارة ذاتية" ( تحت عنوان "مونودراما "زيارة ذاتيّة": حمامة زوسكيند في دمشق" علاء الدين العالم)، وقد وجد فريق عمل "زيارة ذاتية" عدة مغالطات في المقال بخصوص شكل العرض ومضمونه مما استوجب الرد، نورده تفصيلاً بالنقاط التالية:
النقطة الأولى: استُخدم في عنوان المقال مصطلح المونودراما بشكل خاطئ لتوصيف شكل العرض، حيث أن المونودراما هي أحد أشكال الفن المسرحي القائمة على الممثل الواحد الذي يسرد الحدث عن طريق الحوار.
أما المسرح الجسدي فهو أحد أشكال الفن المسرحي القائم على الجسد و الحركة بديلاً عن الحوار. ورغم أننا نعزو هذا لأخطاء الصحافيين الاعتيادية في استخدام المصطلحات الفنية لكثرة الأشكال المسرحية.
النقطة الثانية: فيما يخص المعنى أو الهدف الأعلى من تقديم العرض فقد لاحظنا إغفالاً أو تعتيماً أو تحييداً لعناصر مفصلية في الإشارة للمعنى المقصود وهنا نذكّر بتبيئة الرواية واختلاف المعنى المراد بين عملنا والرواية باختلاف ظروف الشخصية الزمانية والمكانية.
حيث تعيش شخصية عرضنا في دمشق الـ2010 وهذا كان واضحاً على "البروشور"، وعبر أكله لوجبة KFC لم تعد موجودة في سورية اليوم،كما أنه من الواضح أنه يعمل كحارس في بنك "الانفتاح" الذي يشكل شريحة من البنوك الخاصة التي ازدهرت في تلك الفترة.
ولعل هذه الأفكار تؤكد بُعد الشخصية والعرض عن بعض التوصيفات في المقال مثل "لا يرقى لفكرة الحرية" و"التحوّل من الانصياع إلى الحرية"، فهي بالتأكيد لا تشير بشكل دقيق إلى مضمون التحوّل الذي طرأ على الشخصية والذي يتصل بشكل عضوي بالظروف المذكورة آنفاً والتي ساقته بالضرورة إلى حالة من العزلة والوحدة، انفجرت أخيراً بزيارة مفاجئة إلى الذات في مجتمع يعاني من ظلم الرأسمالية.
النقطة الثالثة: ذُيِّل المقال بحرص حول عدم وقوعنا في المستقبل بين فكي المتمترسين خلف الأشكال المسرحية القديمة الرثة إلا أننا لا نبحث عن حرب معرفية أو مسرحية، بل لا بد من التأكيد على أن المسرح بشكل عام هو تجارب تراكمية، يضع كل فنان جزءاً من ذاته في تلك العمارة، ولابد لنا من الشعور بالفخر إذا تم اعتبارنا كفريق مجدد لأحد أشكال المسرح عبر المزج بين التمثيل والرقص (المسرح الجسدي)، رغم وعيننا أننا لا نزال في بداية مشوارنا الطويل.
* مخرج عرض زيارة ذاتية