يا أخي نسيت اسم قريتك
وعلى أيامك لم يكن هناك بريدٌ الكتروني
وحتّى اسمك الثاني نسيته يا محمود
فكيف أرسل لك اليوم سلامي؟
مثل ورق الشجر يترقرق اسمك في بالي وابتسامات عمّال الصباح
والنسيم في قلوب المصريين
وتترقرق أحياناً الدموع
و"الأشرطة"* المسافرة للأهل
والموت الذي يقطع عليها الطريق.
يا أخي هكذا يُضيع المصريون بعضهم
هكذا أبحث عنك هذا الصباح
يا محمود
لا أحد يمكنني أن أبادله الشتائم الأخوية عوضاً عن العناق
هناك أشياء لا أستطيع قولها سوى لمصري شهم من الصعيد
سامحني
نسيت اسم قريتك
ولا أعرف كيف أبعث لك اليوم سلامي: يا محمود.. يا "أخي الحرامي"
هذه شتيمة
ستقرقر ضحكاً وأنت تقول: "اسكت فضحتنا"
الشتائم طريقتنا في العناق
سامحني يا أخي.
* كان تبادل "الكاسيتات" وسيلة شائعة بين العمال المصريين المغتربين للتواصل مع أهلهم.