وفي سؤال لـ"العربي الجديد" خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الثقافة والإرشاد، حول طبيعة الرد الإيراني بحال كررت أميركا ضرباتها، ووجهت الرسائل ذاتها لطهران، استبعد رضائي حصول ذلك بالطريقة التي اتبعتها واشنطن وحلفاؤها.
وفي ما يرتبط بالعلاقات مع روسيا، التي تنقل لها إسرائيل مطالبها بضرورة ابتعاد إيران وحلفائها من الجنوب السوري، ومدى ثقة طهران بموسكو، قال رضائي إن علاقات إيران مع الآخرين تستند إلى تحقيق الغايات والمصالح القومية، وإلى حين التزام روسيا بهذا المضمون فالعلاقات تبقى مبررة.
وأوضح رضائي أن "إيران لم تكن الطرف الذي لجأ إلى روسيا للمساعدة في الحرب السورية، لكن موسكو هي التي اقتربت من طهران، وطالما أن الطرفين يدعمان الحكومة الشرعية في دمشق، فإن التعامل مستمر طالما أنه يحقق المصالح المرجوة"، بحسب وصفه.
وفي سؤال عن الرد الذي تحدثت عنه طهران للانتقام من إسرائيل التي قصفت مطار التيفور في سورية، ما أدى إلى مقتل عدد من عسكريي الحرس الثوري، أكد رضائي أن التوقيت وآلية الرد ستختارهما إيران وفقا للظروف وبما يتناسب والتبعات التي سيتركها الانتقام المحتوم.
كما انتقد التصريحات السعودية التي نقلت أن الرياض مستعدة لإرسال قوات لسورية تحت إشراف التحالف الإسلامي، وقال إن حصول هذا لن يصل إلى نتيجة موفقة، معتبرا أن أطرافا عربية كثيرة سترفض إرسال قوات إلى سورية، وأن تركيا ستخالف ذلك، منتقدا دور السعودية في اليمن أيضا، ورأى أنها وصلت إلى مرحلة يأس وتخبط وهو المسبب ذاته لاغتيال رئيس المجلس السياسي التابع للحوثيين صالح الصماد، بحسب تعبيره.
خروج ترامب من الاتفاق
وفي جانب آخر من تصريحاته الصادرة في المؤتمر ذاته، قال رضائي إن "خروج أميركا من الاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، سيحمل تبعات جدية للغاية، واتخاذ هذا القرار يعني تهديدا واضحا لإيران، سيقابله رد فعل سيبعث على تعجب الجميع".
وذكر أن إيران ستعاقب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب على فعلته، وستقدم شكوى، وكل هذا يحق لها بموجب معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية الموقع عليها سابقا.
وأكد أن طهران لا تتقبل المساعي الأوروبية الخارجة عن مسار الاتفاق، من قبيل محاولة الضغط عليها في جوانب غير نووية، واصفا الأطراف الأوروبية بالعقلاء، فتوقع ألا يخاطر الاتحاد الأوروبي بمصالحه لأجل ترامب الذي وصفه بالجبان.
وقال: "لن يلبي الكل رغبات وطلبات ترامب". معتبرا أن كل ما يطرح خارج الاتفاق هو منفصل عنه، فإيران لن تقبل بسيناريو إقناع ترامب بالبقاء بالاتفاق النووي مقابل فرض ضغوط جديدة عليها.
وعن أفق العلاقات الإيرانية- الأميركية، رأى رضائي أن طهران اختبرت أميركا ثلاث مرات، آخرها بعد التوصل للاتفاق النووي، وفي كل المرات أثبتت أنها غير أهل للثقة، وأشار إلى أن بلاده كانت جدية في تقاربها مع الأطراف الأوروبية لتحصيل الفوائد الاقتصادية للاتفاق، لكن واشنطن أصرت على وضع العراقيل، لا بل وفرضت ضغوطات على المصارف الأوروبية.