وجه وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، مديري الأوقاف بالمحافظات بضرورة متابعة "ترشيد استهلاك المياه" في المساجد بالتعاون مع الأئمة، بسبب الظروف التي تمر بها البلاد من نقص شديد في مياه الشرب.
وشدد وزير الأوقاف في تعليمات شفهية أبلغت هاتفياً لمديري الأوقاف، بالتنبيه على جميع العاملين بمساجد الأوقاف للالتزام بترشيد استخدام المياه والكهرباء معاً، كما شدد على جميع القيادات والمفتشين بالمحافظات لمتابعة ذلك كل فيما يخصه.
ولم تتوصل مصر إلى تفاهمات واضحة مع إثيوبيا بشأن أزمة "سد النهضة"، والذي سيؤدي إلي تقليص حصة مصر السنوية من المياه، وتحول اليمين التي لقنها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لرئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد، في 10 يونيو/حزيران الماضي، بعدم المساس بحصة مصر من الماء، إلى مصدر للسخرية ولا يقنع أحدا، والقرارات الأخيرة تؤكد أن الحكومة المصرية نفسها غير مقتنعة بتعهده.
ويأتي توجه وزارة الأوقاف ضمن مساعي "لجنة ترشيد استهلاك المياه" التي شكلها رئيس الحكومة، مصطفى مدبولي، من وزراء الزراعة والري والأوقاف والشباب والرياضة والتعليم، فضلا عن الأزهر والكنيسة، لنشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه من خلال ندوات ولقاءات شبابية بالأندية ومراكز الشباب.
وطالب عدد من مديرى الأوقاف بالمحافظات أئمة المساجد بالاتجاه إلى استخدام مياه "الطلمبات الحبشية" التي تقوم بضخ المياه الجوفية، وهو أمر اعتبره البعض تكلفة لا تحتملها المساجد التي لا تحظي بأموال كافية، فضلا عن التخوف من أن تلك الطلمبات تستخرج المياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي.
وشهدت الأيام الأخيرة توقيع بروتوكول تعاون بين الأوقاف وشركة المياه، ينص على إشراك المساجد فى حملة ترشيد استهلاك المياه بتنظيم دروس داخل المساجد، وتخصيص خطب الجمعة للحديث عن ترشيد الاستهلاك، وتوعية المصلين بكيفية الحفاظ على مياه الشرب، والحد من الإسراف في استهلاك المياه أثناء الوضوء، وحث الأهالى على الوضوء فى منازلهم.
وفى سياق متصل، تواجه مئات المساجد بقرى ومدن المحافظات، مشاكل تكرار انقطاع المياه والكهرباء.
وتحتل العاصمة القاهرة المرتبة الأولى فى استهلاك مياه الشرب، ومحافظة الجيزة المرتبة الثانية، والإسكندرية في المرتبة الثالثة، وذلك لارتفاع الكثافة السكانية فى هذه المحافظات، بالإضافة إلى عدم اعتمادها على مصادر أخرى للمياه.
وتعاني مصر من عجز مائي يصل إلى 20 مليار متر مكعب، ويتم سد العجز فى الفجوة بين المتاح والمستهلك من خلال إعادة استخدام مياه الصرف الزراعى بحوالى 13.5 مليار متر مكعب، والمياه الجوفية فى الوادي والدلتا 6.5 مليارات متر مكعب.