رمضان يعيد نازحي الأتارب شمالي سورية إلى مدينتهم
عبد الله البشير
علي عبيد، مدير مكتب الأتارب الإعلامي، نقل لـ"العربي الجديد"، توصيفاً عن واقع المدينة في الوقت الحالي، موضحاً أنّ الأجواء عادت كسابق عهدها، والخدمات في الوقت الحالي يشرف عليها كل من المجلس المحلي للمدينة والدفاع المدني السوري.
أما المنظمات الإنسانية، فلا تزال غائبة عن المدينة في الوقت الحالي، وفق ما أكد عبيد، و"العمل مقتصر على المشفى والدفاع المدني والطبابة، أما الأنقاض في الشوارع فلا تزال موجودة بشكل كامل، وليس هناك تنسيق مباشر بين المجلس المحلي والدفاع المدني بهذا الخصوص". و"بالنسبة للمياه، لا سبيل للأهالي سوى شرائها، بينما يتم تزويد المنازل بالكهرباء عن طريق الاشتراك بالأمبيرات، وهي متوفرة لمدة ساعتين يومياً"، بحسب عبيد.
وفي شهر فبراير/ شباط الماضي، ومع ازدياد وتيرة العمليات العسكرية في ريف حلب الغربي، وصلت المسافة الفاصلة بين قوات النظام والمدينة لنحو 6 كيلومترات، إذ كثفت تلك القوات قصفها على الأحياء السكنية فيها، لتجبر عمليات القصف والغارات الجوية المدنيين على مغادرة بيوتهم، مستغلين ساعات من الهدوء يومي 12 و13 من الشهر ذاته.
وأشار عضو مركز الأتارب الإعلامي عبد الله ملحم، إلى أنّ "الحياة عادت لطبيعتها في مدينة الأتارب"، موضحاً، لـ"العربي الجديد"، أنّ "بعض العائدين يعملون على ترميم منازلهم".
أبو صبحي محمد عكوش (56 عاماً)، عاد إلى مدينة الأتارب بعد نزوحه إلى مدينة سرمدا في ريف إدلب الشمالي، ليجد منزله وقد تحول لأنقاض بسبب الغارات الجوية، ولم يبق منه سوى جزء يقيم فيه حالياً بعدما نظفه ورممه، كما أوضح لـ"العربي الجديد"، وهو بالكاد يتسع له ولأفراد عائلته. ورغم ما حلّ بمنزله، يؤكد عكوش أنّه سيبقى في المدينة ولن يبحث عن خيار آخر بديل لها.
بدوره، يذكر المهجر من ريف حمص الشمالي محمد جهاد، لـ"العربي الجديد"، أنه أمضى شهر رمضان الماضي في الأتارب، ورغم الغربة كان يشعر بأنه واحد من أبنائها. ومع أنّه اضطر لأن ينزح عنها مع نزوح أهلها، إلا أنّه قرر أن يعود إليها مع عودتهم، مضيفاً أنّ "شهر رمضان الحالي مختلف كلياً، فكثير من البيوت تحولت لأنقاض وغابت بعض الوجوه التي ألفتها في المدينة".
ومع مطلع شهر إبريل/ نيسان، بدأ نازحون من الأتارب بالعودة إليها تدريجياً. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد سكان الأتارب بلغ 20 ألف نسمة، والمدينة هي مركز منطقة الأتارب التي بلغ عدد السكان فيها، حسب إحصائيات محافظة حلب، 129 ألف نسمة، ارتكبت فيها قوات النظام السوري والطائرات الروسية عدة مجازر، أكثرها دموية المجزرة التي وقعت في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017، والتي راح ضحيتها نحو 160 شخصاً ما بين قتيل وجريح.