اقرأ أيضاً: بالفيديو...قرصان "أنونيموس" يروي تفاصيل الحرب الكونية الإلكترونية
ولقد عبر عن هذا الرهان بشكل واضح وزير الحرب موشيه يعالون الذي قال إن إسرئيل باتت تراهن على أن تسهم قدراتها الكبيرة في مجال الحرب الإلكترونية في حسم أية حرب مستقبلية. وخلال كلمته أمام "مؤتمر الحرب الإلكترونية الدولي" الذي نُظم مطلع الأسبوع الجاري في تل أبيب، أوضح يعلون أن "إسرائيل تمكنت بالفعل من المس بمرافق استراتيجية لأعدائها أكثر من مرّة"، مشيراً إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن هجمات إلكترونية يومياً.
ولفت يعالون إلى أن إسرائيل تعرضت لهجمات إلكترونية شنتها إيران وقراصنة، مستدركاً أن هذه الهجمات لم تسفر عن أضرار تذكر بسبب الاستعدادات والاحتياطات التي اتخذتها تل أبيب مسبقاً. ومع ذلك، فقد بدا غير واثق من قدرة إسرائيل على مواجهة الهجمات الإلكترونية مستقبلاً، مشيراً إلى أن شخصاً ما بإمكانه أن يوظف إمكانات متواضعة ويتسبب في إلحاق أضرار كبيرة بدولة كاملة عبر شن هجمات إلكترونية.
واعتبر يعالون أن الاستخبارات الإسرائيلية "مطالبة بجمع معلومات حول القدرات الإلكترونية لأعدائها لوضع إستراتيجية في مواجهتهم". وشدد على أن إسرائيل لم تعد مطالبة فقط بمواجهة "الهجمات الإلكترونية ذات الأغراض العسكرية والتي تشنها أطراف معادية"، بل عليها أيضاً التصدي لـ"الإجرام الإلكتروني"، والذي باتت الخسائر الناجمة عنه تفوق بكثير الخسائر الناجمة عن الاتجار بالمخدرات.
وكان رئيس شعبة التخطيط في الجيش الإسرائيلي الجنرال نمرود شيفر، قد أبلغ المشاركين في مؤتمر "هرتسيليا للأمن القومي" الذي نظم قبل شهر، أن التغييرات البنيوية التي تم إقرارها في الجيش، وضمنها تشكيل ذراع الحرب الإلكترونية المستقل، يهدف إلى "الحفاظ على مكانة إسرائيل كدولة رائدة في مجال الحرب الإلكترونية".
وأوضح شيفر أن "تشكيل الذراع الجديد يأتي لقطع الطريق على أية دولة أو جهة معادية تحاول منافسة إسرائيل في هذا المجال". وقد تبين أن هناك أغراضاً دفاعية ذات قيمة إستراتيجية وراء تشكيل الذراع الجديد.
وفي الإطار نفسه، رأى الرئيس السابق لقسم "جمع المعلومات الاستخبارية" في جهاز "الموساد"، حاييم تومر، أن تدشين سلاح مستقل للحرب الإلكترونية يأتي انطلاقاً من افتراض مفاده بأن الحروب المستقبلية ستحسم "عبر الضغط على لوحة المفاتيح لحاسوب"، مشيراً إلى أن كل دولة تسعى إلى شل البنى التحتية والمرافق الحساسة لدى أعدائها عبر هجمات إلكترونية، مما يقلص من أمد الحرب إلى حد كبير.
ونقلت صحيفة "معاريف" في عددها الصادر بتاريخ 19 يونيو/حزيران عن تومر قوله إنه بقدر ما تعد "إسرائيل دولة رائدة في مجال توظيف الفضاء الإلكتروني لأغراض دفاعية، بقدر ما تقلص إلى حد كبير من قدرة أعدائها على المس بها".
وإلى جانب دوره في تنفيذ العمليات الهجومية والدفاعية وجمع المعلومات الاستخبارية، فإن الذراع الجديد سيكون مطالباً بمساعدة أذرع الجيش الأخرى على تحقيق أهدافها. وتستعين أذرع جيش الاحتلال، المشاة والجو والبحرية، بالخدمات التي يقدمها ذراع الحرب الإلكترونية من أجل تحسين قدرتها على أداء مهامها القتالية.
وكشفت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر بـ 28 يونيو/حزيران الماضي أن قيادة أركان جيش الاحتلال قررت منح جميع قادة ألوية وكتائب المشاة خبرات في مجال الحرب الإلكترونية. وبحسب الصحيفة، فإنه سيتم تشييد مدرسة مطلع العام المقبل تُعنى باستيعاب هؤلاء القادة لمنحهم التأهيل المناسب في مجال الحرب الإلكترونية.
ويبدو أن الشركات المدنية التي تعنى بتوظيف الفضاء الإلكتروني في إنتاج التقنيات المتقدمة، تلعب دوراً مركزياً في تحسين قدرة إسرائيل على توظيف هذا الفضاء في المجال العسكري.
وحسب المعطيات التي كشفت عنها "هيئة الفضاء الإلكتروني" التابعة لديوان رئيس الوزراء، ونقلتها صحيفة "ذا ماركير" الاقتصادية بتاريخ 25 مايو/أيار الماضي، فإن هناك 250 شركة تجارية متخصصة في مجال توظيف الفضاء الإلكتروني تعمل في إسرائيل، علاوة على أن 10 في المائة من حجم الصفقات التي تعقد في العالم في مجال توظيفات الفضاء الإلكتروني تتم مع شركات إسرائيلية، إلى جانب أن الشركات الإسرائيلية تبيع تطبيقات في مجال الفضاء الإلكتروني بقيمة 6 مليارات دولار في العام.
اقرأ أيضاً: 6 مليارات دولار عائدات شركات "السايبر" الإسرائيلية