شكلت منافسة المهندسين الفلسطينيين، وسيم عايش ومحمد الوكيل، لمدرستهما في كلية تكنولوجيا المعلومات بجامعة فلسطين، حول إمكانية تصنيعهما روبوتاً، حافزاً لابتكار أول روبوت فلسطيني من غزة بشكل كامل متخصص في مجال المراقبة ونقل الأوزان الخفيفة، عبر ربطه بتطبيق أندرويد على الأجهزة اللوحية.
ونجح المهندسان الغزيان، عايش والوكيل، في صناعة الروبوت الآلي والعمل على تطويره بالرغم من نقص القطع والمعدات جراء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عشر سنوات، وعدم السماح بدخول الكثير من الإلكترونيات عبر المعابر الرسمية.
ويمكَن الروبوت مستخدمه من التحكم فيه عبر اتصاله بشبكة الإنترنت لا سلكياً وسهولة حركته داخل المكان ومن خلال تطبيق ذكي، مخصص للأجهزة اللوحية الحديثة يعمل بنظام أندرويد ومن أماكن بعيدة دون الحاجة للتواجد في نفس المكان الموجود به.
ويقول عايش لـ"العربي الجديد" إن بداية التفكير بصناعة الروبوت كانت من خلال منافسة مع إحدى المدرسات في تخصص تكنولوجيا المعلومات، عن إمكانية صناعة لعبة صغيرة الحجم يجري التحكم بها، ثم تطور الأمر بشكل أكبر ليصل لصناعة ربوت كامل.
ويعمل الروبوت من خلال التحكم في حركته داخل المكان الموجود به ويتحرك بشكل كامل، ويقوم بالعرض المباشر لممتلكه عبر أيقونة خاصة موجودة داخل التطبيق الذكي، لتسهيل عملية التحكم فيه بالإضافة لنقل أشياء خفيفة لا يتعدى وزنها 500 غرام.
ويوضح عايش أن نجاح التحدي الأول في صناعة ربوت صغير الحجم يجري التحكم به عبر البلوتوث، شكل دافعاً جديداً له ولزميله لخوض غمار صناعة أول ربوت فلسطيني في قطاع غزة، واختياره كمشروع تخرج لنيل شهادة البكالوريوس في تخصصهما.
ويضيف أنه، خلال العمل على صناعة الروبوت، أجريا العديد من العينات الدراسية عبر جمعيات الجرحى والمعاقين حركياً لدراسة مدى إمكانية تجاوبهم مع مثل هذه المشاريع، فضلاً عن إمكانية استخدامه من قبل الطواقم الإعلامية وطواقم الدفاع المدني لما يمتلكه من مميزات.
وشكل الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ونقص الكثير من المعدات والقطع ونقص التمويل، عائقاً رئيسياً في عملية تطوير الروبوت وإضافة الكثير من المزايا، التي يطمح المهندسان بتزويدها إياه لجعله مميزاً عن غيره من الروبوتات المصنعة على مستوى العالم.
من جهته، يوضح الوكيل، لـ "العربي الجديد"، أن إحدى أهم العقبات، التي اعترضت تنفيذ الروبوت، كانت نقص الكثير من القطع الإلكترونية من السوق المحلية واللجوء إلى انتظار جلبها عبر المعابر الرسمية لفترات طويلة تصل لعدة أسابيع، فضلاً عن تأثير انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
ويضيف أن نقص هذه المعدات والمستلزمات الخاصة بصناعة الروبوت، أدى إلى ارتفاع
ووصلت التكلفة الإجمالية لعملية إنتاج الروبوت لنحو 1200 دولار أميركي تحمل خلالها الوكيل وزميله عايش جزءاً كبيراً منها، بالإضافة إلى تحمل إحدى الحاضنات المحلية للمشروع جزءاً من تكلفة الإنتاج، التي شملت شراء قطع إلكترونية ومعدات وعملية برمجة للتطبيق.
ويشير إلى أنّ مدة العمل على إنتاج الروبوت استغرقت أكثر من عام كامل من البحث العلمي وجمع البيانات اللازمة وإجراء مسح على الفئة المستهدفة من المشروع، بالإضافة لعملية برمجة التطبيق الخاص بالروبوت وربطه مع القطع الإلكترونية والكاميرا المزودة به.
كما يلفت الوكيل إلى أنه وزميله يعملان حالياً على تطوير الروبوت لجعله مشابهاً في الشكل لجسم الإنسان، وإضافة الكثير من المميزات الجديدة له، وزيادة الأوزان التي يستطيع حملها، إلا أن نقص المعدات وصعوبة الحصول على تمويل تعتبر عائقاً أساسياً لإنجازها في وقت قصير.
ويطمح المهندسان الغزيان إلى أن يتمكنا من إنتاج روبوتات في مجالات متنوعة، عبر افتتاح أول خط إنتاج في قطاع غزة، يعملان من خلاله على تصديرها ونقلها للخارج، لا سيما إنتاج الروبوتات المتخصصة في نقل الجرحى والمصابين في مناطق الأحداث الساخنة عبر التحكم بها عن بعد.