قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم السبت، إن الولايات المتحدة الأميركية "تنكر أنها تفرض الضغوطات على الشارع والشعب الإيرانيَين وتدّعي أنها تستهدف النظام"، معتبراً أن "ذلك غير صحيح، وأن السلوك الأميركي العملي يثبت ذلك"، مؤكداً في الوقت نفسه أن "العقوبات على طهران مجرد حرب نفسية لن تصل إلى نتائجها المبتغاة".
وأضاف روحاني، في تصريحات صادرة عنه عقب عقد اجتماع رؤساء السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية؛ أن "حزمة العقوبات الأميركية الثانية التي دخلت حيز التنفيذ العملي في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لم تترك أي تأثيرات اقتصادية، وسبب ذلك مرتبط بأنها ليست حديثة بل اختبرت إيران مثيلاتها سابقاً".
واعتبر أن ما حصل في الأيام الأخيرة يؤكد صحة ما جاء على لسان المسؤولين الإيرانيين، إذ "لم تستطع أميركا تصفير عداد الصادرات النفطية الإيرانية، بل واعترفت بعدم قدرتها على ذلك، فهو ما من شأنه رفع سعر برميل النفط". ورأى أيضاً أن "التصريحات الصادرة من الجانب الأميركي، والتي تحدثت عن استثناء الغذاء والدواء من العقوبات، تحمل نوايا مبطنة ورسائل موجهة للمجتمع الدولي في محاولة لتبرير الحظر، لكن فرض العقوبات المصرفية يعني التأثير في كل شيء".
وخاطب الرئيس الإيراني الداخل في محاولة لطمأنته، قائلاً إن "الحكومة ستكون قادرة على تأمين السلع والبضائع الرئيسة"، مؤكداً أيضاً "تطبيق خطة توزيع حصص تموينية في المستقبل القريب للمحتاجين ولأصحاب ذوي الدخل المحدود".
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن "الولايات المتحدة الأميركية تسعى لعزل إيران، ولعرقلة علاقاتها المصرفية، وهو ما يجب أن يحرص الداخل على تفاديه وعدم ارتكابه بنفسه"، في إشارة إلى عدم صك البرلمان ولجنة صيانة الدستور لوائح مجموعة العمل المالي الدولية، وهو ما من شأنه شطب اسم إيران عن القائمة السوداء وربما يسهل تعاملاتها المالية، ويحظى ذلك بانتقادات داخلية من قبل المحافظين.
وفي ما يرتبط بالاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس دونالد ترامب في مايو/أيار الماضي، اعتبر ظريف أن "الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي متفقان على العديد من المسائل، لكنهما يختلفان في مسائل ثانية ومن بينها موضوع الاتفاق النووي مع إيران، ونقل أيضا أن أميركا هي التي باتت في عزلة ولا تدعمها إلا أطراف محدودة.
ولم يبدِ ظريف في الحوار الذي أجراه مع إذاعة إيرانية ونشرته وكالة "إيسنا"، اليوم السبت، رضاه كاملاً عن الأطراف الأوروبية في الاتفاق، وذكر أنها "تسعى بالفعل للحفاظ على حياة الاتفاق النووي، لكنها تسلك الطريق ببطء، ويجب تسريع الأمر لتقديم الضمانات المطلوبة لإيران".
نتائج انتخابات الكونغرس لا تعني إيران
وفي أول تعليق رسمي على نتائج الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة، اعتبر ظريف أنها لن تؤثر في التعامل بين طهران وواشنطن، مؤكداً أن "بلاده لا تحدد سياساتها إزاء هذا البلد وفقاً للمسائل والقضايا الداخلية الأميركية، فالجمهوريون والديمقراطيون لا يتوافقون وإيران، ولا أحد يشكك في ذلك"، بحسب وصفه.
وأضاف ظريف أن "الإدارة الأميركية تضغط على الآخرين ليقلصوا من تعاونهم التجاري والاقتصادي مع طهران وليوقفوا شراء نفطها، لكن إيران بالمقابل تتخذ إجراءاتها المناسبة لتخفف من وطأة ما يحصل".
ورأى وزير الخارجية أن "الولايات المتحدة تقوم بعسكرة اقتصادها"، مؤكداً أن طهران مستمرة في مباحثاتها مع الغرب وستسعى للوصول إلى النتيجة المُثلى.
وفي 5 من الشهر الحالي، دخلت العقوبات الأميركية الجديدة على إيران حيز التنفيذ، وتهدف واشنطن بتلك العقوبات إلى تكثيف الضغط على طهران، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحابه من الاتفاق النووي الذي تم إبرامه مع إيران في عام 2015.
وعادت حزمة العقوبات الأميركية الأولى إلى طهران في أغسطس/آب الماضي، وهي التي فرضت حظراً على المعادن الثمينة وقطاعَي السيارات والطيران المدني. أما الحزمة الثانية التي جرى تفعيلها، أمس، فتعد أشد وأقسى، كونها تستهدف قطاع التبادلات المالية ومصارف إيرانية إلى جانب صادرات النفط، التي تشكل شرياناً رئيساً لاقتصاد طهران.