وقّعت إيران أمس الثلاثاء، عقداً مع روسيا لبناء 8 مفاعلات نووية بقيمة 10 مليارات دولار، تقول الجمهورية الإسلامية: إن الغرض منها هو توليد الطاقة.
وباتت مسألة قدرة إيران على إنتاج يورانيوم مخصب في قلب النزاع القائم منذ عشر سنوات على برنامجها النووي، إذ أن الوقود يمكن استخدامه في مفاعلات الطاقة، كما يمكن استخدامه في صنع قلب رأس نووي، إن تمت معالجته بشكل أكبر.
وقال وزير الطاقة الإيراني، حميد تشيت تشيان: إن قدرة هذه المفاعلات تصل إلى 350 ميجاواتاً، حيث أن 4 منها ستبنى في بندر عباس (جنوب إيران تطل على مضيق هرمز)، واثنين في طبس، والاثنين الآخرين في مدينة سهند الإيرانية، مشيراً إلى أن المشاورات جارية لبناء وحدتين جديدتين في مدينة تبريز أيضاً.
ولم يلفت المسؤول إلى المفاعلين الآخرين، لكن مصادر ترجح إضافتهما إلى مفاعل "بوشهر". وزار وزير الطاقة الروسي، الكساندر نوفاك، طهران أمس، والتقى عدداً من المسؤولين على رأسهم رئيس مؤسسة الطاقة الذرية، علي أكبر صالحي، وذلك على هامش توقيع الاتفاق الجديد.
وأوضح تشيان أن المحادثات بين الوفدين دارت كذلك حول نقل الكهرباء من إيران إلى روسيا عبر أذربيجان، فأعلن تشيان أنه في الوقت الحالي لا يمكن إجراء هذه العملية، كونها تتطلب بناء شبكة جديدة في إذربيجان.
وصوتت موسكو لصالح أربع مجموعات من عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران بسبب نشاطها النووي المثير للجدل، لكنها تنتقد بشدة إجراءات إضافية فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وتصفها بأنها عرقلة للدبلوماسية الساعية إلى تسوية دائمة مع طهران.
في سياق آخر، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الثلاثاء، إن بلاده وقّعت حزمة من الاتفاقيات التجارية مع كازاخستان تؤهل الى رفع مستوى التبادلات التجارية إلى خمسة أضعاف بمجرد دخولها حيز التنفيذ.
ويسعى الرئيس الإيراني الإصلاحي الى البحث عن قنوات جديدة تقيل اقتصاد بلاده، الذي أضرت به العقوبات، من عثرته.
وأضاف روحاني، الذي بدأ زيارة آسيوية، يوم الاثنين، استهلها بكازاخستان، خلال مؤتمر صحافي في العصمة "آستانة"، إن الوزراء المرافقين له وقعوا مع نظرائهم في حكومة كازاخستان اتفاقيات اقتصادية أخرى عدة في مجالات النقل والصناعة والتجارة، فضلاً عن برنامج تعاون لخمس سنوات بين خارجية البلدين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".
وقال الرئيس الايراني، حسن روحاني، إن إيران تعتبر من الناحية الاستراتيجية همزة وصل مهمة جداً بين آسيا الوسطى والمياه الحرة، مضيفاً ان مشروع سكك الحديد بين إيران وتركمانستان وكازاخستان سيدشن هذا العام.
ورافق روحاني وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، ووزير الصناعة والتجارة والمعادن، محمد رضا نعمت زاده، فضلاً عن وزراء التعاون والعمل والزراعة والثقافة، إضافة إلى عدد من مستشاريه.
من جهته، قال رئيس كازاخستان، نور سلطان نظربايف، إن التبادلات التجارية بين طهران وآستانه كانت ضعيفة خلال السنوات الماضية، معتبراً أنه من الضروري ترميم هذا الوضع، وتحقيق استفادة قصوى من الموقع الجغرافي للبلدين المتجاورين على بحر قزوين.
واقترح نظربايف، تشكيل غرفة تجارة مشتركة بين البلدين.
وطمحت طهران في زيادة حجم تبادلاتها التجارية مع كزاخستان إلى حدود 5 مليارات دولار في السنوات القليلة الماضية.
ويعد هذا اللقاء هو الخامس بين رئيسي البلدين، منذ تولي روحاني سدة الرئاسة في إيران في يونيو/حزيران 2013.
ويوسّع روحاني علاقاته بجيرانه لفتح منافذ جديدة يتنفس عبرها الاقتصاد الإيراني.