وقال المصدر الروسي للصحيفة "إننا مدركون للقلق الإسرائيلي، وتم إيضاح هذه الأمور خلال اللقاء الأخير بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في سوتشي".
وأضافت "يديعوت أحرونوت" أنه يتضح من اتصالات ومحادثات مع جهات أمنية روسية أن التعليل الرسمي الذي طرحه نتنياهو ورئيس الموساد، يوسي كوهين، خلال لقائه بوتين بشأن الوجود الإيراني في سورية، يقوم على وجود خطة إيرانية لتعميق السيطرة الإيرانية في سورية بما في ذلك عبر تواجد عسكري دائم، من خلال وحدات الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة لإيران، والقادمة من أفغانستان والباكستان، والعراق فضلاً عن حزب الله.
وزعم نتنياهو وكوهين في اللقاء المذكور، أن إيران تعمل على بناء ميناء لها في طرطوس، وتخطط لإقامة مصنع للصواريخ في لبنان. أما الخطط بعيدة المدى لإيران، فهي كما نقلت "يديعوت" "خطط لا تشمل روسيا، إذ سيعمل الإيرانيون على طردكم وإخراجكم من سورية" وفق ما قاله نتنياهو لبوتين.
في غضون ذلك، أشارت الصحيفة إلى إطراء الجانب الروسي على خط الهاتف المشفر بين القاعدة العسكرية الروسية في حميميم، وبين مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب، وهو ما جنب الطرفين وقوع احتكاكات واشتباكات خطيرة كان يمكن أن تنتهي بخسارة في الأرواح".
وكان وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد هدّد أمس في مراسم رسمية، الجانب السوري من مغبة محاولة "اختبار إسرائيل". وقال ليبرمان "أقترح على جيراننا من الشمال عدم اختبارنا وعدم توجيه التهديدات، فنحن نأخذ هذه التهديدات مأخذ الجد ولا أنصح بمحاولة اختبارنا والدخول في مواجهة مع دولة إسرائيل، لأن ذلك سينتهي بشكل سيئ للغاية"
في سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن وزير الاستخبارات في حكومة الاحتلال الإسرائيلية، إسرائيل كاتس، اليوم الإثنين، قوله إن "بشار الأسد مستعد للسماح لإيران بإقامة قواعد عسكرية في سورية مما سيشكل تهديداً لبلاده على الأمد البعيد".
وكانت موسكو قد أقرت في يوليو/ تموز الماضي، اتفاقية سمح نظام الأسد بموجبها للقوات الروسية البقاء بقاعدة حميميم بريف اللاذقية لمدة 49 عاماً مع خيار مد هذا الترتيب لمدة 25 عاماً أخرى.
وقال كاتس إن إيران قد تحصل على حقوق مماثلة قريباً، وأضاف الوزير الإسرائيلي أمام مؤتمر أمني تستضيفه جامعة (آي. دي. سي هرتزليا) قرب تل أبيب: "يقترب الأسد وإيران هذه الأيام من توقيع اتفاقية طويلة الأجل ستأذن بوجود عسكري إيراني في سورية على غرار الاتفاقية الموقعة بين الأسد والروس". وأضاف أن "الأهمية واضحة تماماً في ما يتعلق بالتهديد والخطر على إسرائيل وليس فقط إسرائيل بل ودول كثيرة بالمنطقة". ولم يفصح "كاتس" عن مصدر معلوماته ولم يقدم تفاصيل.
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية التعليق، ولم يتسن الوصول إلى مسؤولين في حكومة الأسد للتعليق على تصريح الوزير الإسرائيلي.
وتابع "كاتس" إن "الخطة تشمل قاعدة بحرية وقواعد للقوات الجوية والبرية الإيرانية، وجلب عشرات الآلاف من عناصر المليشيات الشيعية التي تدعمهم طهران من بلدان شتى للقتال في صفوف الإيرانيين وجماعة حزب الله في سورية".