تلقت الجماهير المدريدية أخبار إصابة متوسط ميدان الفريق، لوكا مودريتش، بانزعاج شديد نظراً لقيمة اللاعب وتأثيره على أداء ريال مدريد الذي يبدو في مسيرته الحالية كقطار يدهس كل من يقابله.
لكن القطار سيضطر للاستغناء عن أحد الأجزاء المهمة بسبب أسبوع الفيفا، وذلك في طريقه الحثيث نحو مواصلة المنافسة على كافة الأصعدة، ولاسيما مع تربعه على صدارة الدوري الإسباني في الأسبوعين الأخيرين وذلك بعد انطلاقة بطيئة في المسابقة.
وربما يتبادر للجميع السؤال المُلحّ.. كيف يتمكن كارلو أنشيلوتي من تعويض غياب مودريتش، الذي اختلفت التكهنات حول مدة غيابه في انتظار الفحص الطبي من ريال مدريد، فيما ترجح التقارير مدة الغياب ما بين 3 إلى 4 أشهر وأكثر، تفاؤلاً يتحدث عن الغياب لنهاية العام على الأقل.
الخيار الأول: آسيير إيارامندي
قد يعود التقني الإيطالي إلى الاعتماد على لاعب الوسط الإسباني، على الرغم من فشل الأخير في إقناع أنشيلوتي بقدراته حتى إنه فضّل الاعتماد على توني كروس في غير مركزه على أن يدفع بلاعب وسط ريال سوسييداد السابق.
إيارامندي وصل إلى ريال مدريد بمبلغ باهظ هو 37 مليون يورو، وفشل في حجز مكان أساسي له، فعلى طريقة "الانطباعات الأولى تدوم" ظهر إيارا بمظهر مزرٍ جداً في مشاركاته في بدايات الموسم الماضي، ومن وقتها وهو حبيس دكة الاحتياط وأحياناً خارج التشكيلة.
في حالة دخول اللاعب للتشكيلة فإن الوضع التكتيكي المنطقي سيفرض عودة توني كروس إلى مركزه الأساسي كلاعب وسط مساند، وهو ما قد يعطيه حرية في ممارسة دور هجومي أكبر، بينما سيتكفل إيارا بدور قاطع الكرات، فيما سيفتقد الريال فكرة وجود ثلاثي وسط يجيد التمرير واللعب بالكرة لعدم قدرة إيارا على أداء مثل هذه الواجبات بالشكل المطلوب.
الخيار الثاني: سامي خضيرة
مع اقترابه من الخروج من ريال مدريد لعدم وجود أي محادثات تجديد لتعاقده الذي ينتهي بنهاية الموسم، قد يسعى النادي الملكي للاستفادة من لاعبه الدولي الألماني ولو لفترة أخيرة وذلك بعد أن بات حبيساً للدكة هو الآخر منذ بداية الموسم، في ظل التألق الواضح لمودريتش وكروس وإيسكو.
وسيكون أمام ريال مدريد خياران وقتها، إما العمل بنفس طريقة إيارامندي وإعادة خضيرة لمركز لاعب الارتكاز مع تقديم كروس لمركز لاعب الوسط المساند، أو إشراك خضيرة في دور لاعب الوسط المساند مع تثبيت كروس في نفس مركزه الحالي للاستفادة من قدراته المميزة في التمرير القصير والطويل وإبعاده عن الرقابة الشديدة مع الاقتراب أكثر من مناطق الخصم.
اشتراك خضيرة قد يمنع ريال مدريد في كثير من الأحيان من اللعب بطريقة 4/4/2، وذلك لعدم تعود خضيرة على الطريقة مع ريال مدريد فقد أصيب والفريق يلعب بطريقة 4/3/3 ولم يعاصر فكرة اللعب بدون لاعب ارتكاز واضح، وهي الفكرة التي طبقها أنشيلوتي بذكاء شديد ما بين مودريتش وكروس، فيما قد يعاني خضيرة من طريقه كهذه في ظل افتقاده للقدرة على التمرير القصير بدقة تحت ضغط، بينما قد يفيد الفريق نوعاً ما في اختراقاته العمودية التي يقوم بها، وذلك في حال الاعتماد عليه كلاعب وسط مساند وليس كلاعب ارتكاز.
الخيار الثالث: إيسكو وخاميس
ربما يلجأ أنشيلوتي لطريقة أكثر هجومية، وذلك بإشراك إيسكو وخاميس معاً في خط الوسط للمرة الأولى في طريقة 4/3/3، فقد اعتاد اللاعبان عدم اللعب معاً في خط الوسط إلا مع طريقة 4/4/2، ومع عودة جاريث بيل للفريق بدا وأن إيسكو في طريقه لخسارة مركزه الأساسي من جديد، بينما تبدو الآن فرصة جديدة له لتثبيت نفسه في التشكيل الأساسي.
وربما تكون هناك مخاطرة هجومية بعض الشيء في فكرة اللعب بإيسكو وخاميس معاً في آن واحد، لكن ربما يقوم أنشيلوتي بعملية تشبه عملية إعادة كروس للاعب الارتكاز وهي إعادة إيسكو لممارسة الدور الذي كان يمارسه مودريتش بلعبه بجانب كروس تقريباً مع ترك دور حلقة الوصل بين خطي الوسط والهجوم لخاميس، وإن كان يعيب هذه الخطة الضرر الدفاعي الذي قد يصيب الفريق في الالتحامات الدفاعية وقطع الكرات لعدم تخصص إيسكو في هذا الدور، بالإضافة إلى إرهاق اللاعبين بعدم وجود عملية مداورة تقريباً في ظل وجودهم جميعاً في أرض الملعب بعد أن كان هناك تبادل في المراكز الأساسية بين إيسكو وبيل وخاميس.
كل هذه خيارات متاحة لأنشيلوتي، مع وجود خيارات شبه مستبعدة كاشتراك سيرخيو راموس أو بيبي في مركز لاعب الارتكاز، لكن يبقى دائماً هناك احتمال لكل شيء مع مدرب محنك ككارليتو، فالرجل أثبت في كل مرة أن المُستبعد قد يكون ممكناً، واسألوا المراكز الجديدة التي تألق فيها دي ماريا وتوني كروس.