شهدت الفترة ما بين 1919 و1927 في مصر ترحيل العديد من سكان مصر من أصول أجنبية ممن يحملون معتقدات اشتراكية أو يشاركون في أنشطة نقابية، خوفًا مما تعتبره المخابرات البريطانية انتشار البلشفية بين المصريين.
حول هذه المرحلة من تاريخ مصر، تعيد ريم نجيب سرد العديد من قصص الترحيل، التي عثرت عليها في شظايا منتشرة في مراسلات المقيم البريطاني والصحافة المحلية، وتلقي محاضرة حول مجهوداتها البحثية في هذا السياق، عند الخامسة من مساء الأربعاء، الرابع من الشهر المقبل في "منتدى الدراسات العابرة للمناطق" في برلين تحت عنوان "الإرث الاستعماري: الترحيل الأيديولوجي للأجانب والرعايا المحليين لاستبعاد الأجانب في مصر بين الحربين".
في عملية تجميع هذه القصص، لاحظت نجيب وجود بعض الآليات التي تستخدمها السلطات البريطانية لإقرار شرعية وضرورة الترحيل الإيديولوجي لـ"الأجانب" غير المرغوب فيهم و"الموضوعات المحلية للاستخراج الأجنبي" من مصر.
في وقت حرج من بناء الدولة القومية، كان لهذه الممارسة الاستعمارية وخطابها الشرعي تأثير عميق على صياغة القومية المصرية. وبعد إعلان الاستقلال من جانب واحد الصادر في 28 فبراير 1922، أصبحت سياسة الدولة تتمحور حول صياغة دستور جديد وصعود أول حكومة قومية منتخبة. ومع الاهتمام المتزايد بسيادة الدولة والمصالح الوطنية، وبالتالي تعزيز تأطير القومية المصرية من الناحية العرقية، بدأ يجري تتهميش المهاجرين كمكوّن اجتماعي.
حصلت نجيب على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة نورث وسترن (2016)، وكان عنوان أطروحتها "تكوين طبقة الأنتلجنسيا والأيديولوجيات في المجتمعات المحيطية: مقارنة مصر وإيران، 1922-1952".
تتناول اهتمامات الباحثة الحالية ثلاثة مجالات مختلفة: نشأة وتطوّر القومية الأبوية المصرية؛ صياغة أول قانون للجنسية المصرية؛ وممارسة ترحيل الأجانب الدوليين في مصر ما بين الحربين، كما تقوم بكتابة رواية غرافيكية حول هذا الموضوع.