يُحيل عنوان "صُنع في بنغلادش" لرُبيْعة حسين، المُشارك في قسم "سينما العالم المعاصر"، في الدورة 44 لـ"مهرجان تورنتو السينمائي الدولي"، التي ستُقام بين 5 و15 سبتمبر/ أيلول 2019، إلى بطاقة تُلصق غالبًا على الملابس، وتكون علامة تجارية معروفة في أوروبا، لكنها تُصنَّع في بنغلادش، بعد انتقال الشركات إليها، بسبب وفرة الأيدي العاملة ورخصها، مقارنة بأوروبا. لكن، في أي ظروف يتمّ هذا الإنتاج؟
سابقًا، نشرت صحف ووسائل إعلامية تحقيقات عن الشروط المجحفة بحقّ العاملات في معامل النسيج والخياطة هناك، وعن حرائق حدثت بسبب الإهمال وعدم التقيّد بقواعد السلامة. لكن، من يكترث بهذا كلّه؟ إنْ اكترث أحدهم، فلسلامة تجارته أكثر من اهتمامه بالعامل/ العاملة لديه.
هل يتناول "صُنع في بنغلادش" هذه القضايا؟ الفكرة مأخوذة عن قصّة حقيقية لامرأة ساعدت فريقها من النساء العاملات في احد تلك المصانع على تنظيم أنفسهنّ. الفيلم مبنيٌّ على شخصية رئيسية، تدعى شيمو، تعمل في قطاع الملابس الجاهزة في "دكا"، أو في ما يطلق عليه اسم (RMG). حين تحاول المرأة تنظيم زميلاتها في المصنع، تواجِه مقاومة شرسة وقبيحة. إذًا، الفيلم اتّهام للممارسات الاستغلالية في العمل، وفي جهاز التجارة العالمية الذي يدعمها.
لكن "صُنع في بنغلادش" ليس هذا فقط. فهو، كما تقول رُبيْعة حسين على صفحتها الفيسبوكية، يكشف، عبر تصوير نضال العاملات ونجاحهنّ في هذا المجال، كيف ساهمت هذه الصناعة في بنغلادش في تمكين النساء وتطوير أوضاعهنّ من خلال العمل، وكيف منحهنّ هذا كلّه استقلالاً اقتصادياً واجتماعياً. الموضوع ليس غريباً عنها. لكن، من هي رُبيْعة حسين (1981)؟ إنها إحدى النساء القلائل، كي لا يُقال النادرات، اللواتي يعملن في السينما في بنغلادش. درست في قسم "دراسات نسوية"، في "سميث كوليدج"، أكبر جامعة نسائية في الولايات المتحدة الأميركية، وتتابع دراسة السينما في نيويورك، حيث تقيم، بالإضافة إلى إقامتها في "دكا". تهتم، بشكل خاص، بأوضاع النساء في بلدها، وبمشاركة قصصهن. فيلمها الثالث هذا إنتاج مشترك بين بنغلادش وفرنسا والدنمارك والبرتغال، وعرضه الأول في تورنتو. أما عرضه الأول في بلدها، فسيكون في الدورة الـ18 لـ"مهرجان دكا السينمائي الدولي"، التي ستُقام بين 11 و19 يناير/ كانون الثاني 2020. بدأت العمل عليه ربيع العام الفائت، وصوّرت معظمه في "دكا" العاصمة، واستغرق التصوير 36 يومًا. أعلنت لصحيفة "دكا تريبيون" (14 أغسطس/ آب 2019)، أن أحد الأشياء التي تفخر بها في الفيلم هو أن معظم فريقه من النساء.
بمناسبة الإعلان عن اختياره للمشاركة في "مهرجان تورنتو 2019"، كتبت رُبيْعة حسين على صفحتها الفيسبوكية أنّها تعلّمت الكثير من النساء اللواتي عملت معهنّ وشاركتهنّ قصصهنّ، وأنّها حاولت الاحتفال بهنّ في الفيلم، وأنّها ستداوم على رحلتها هذه في نظام سينمائي، وعالم من الكلمات والصُوَر والتاريخ، الذي كتب الرجال معظمه.
اقــرأ أيضاً
لحسين فيلمان سابقان: "مِهْرجان" (2011)، وهو فيلمٌ ضد الحروب، ويُدين القوانين الذكورية من وجهة نظر أنثوية، و"قيد البناء" (2015) ـ الذي عُرض في مهرجانات دولية عديدة، منها "مهرجان دكا الدولي" عام 2016، ونال جوائز عديدة ـ وهو لوحة مرسومة برهافة لامرأة تحاول إثبات ذاتها في محيط ذكوري. أفلامها، المنتمية إلى السينما المستقلة في بنغلادش، تجد صعوبة للعرض في بلد يُنتج نحو 60 فيلمًا في السنة، معظمها تجاري، إذْ لا رقص فيها ولا غناء، على الطريقة البوليوودية، فكيف إذا كانت نسوية أيضًا؟ فيلمها الأول سُحب من الصالات في بلدها، بعد أسبوع واحد فقط من بدء عرضه، وللثاني عروض خاصة محدودة في بلدٍ يبدو فيه نضال المخرجات لإثبات وجودهنّ مضاعفًا، بسبب التقاليد الدينية والاجتماعية.
سابقًا، نشرت صحف ووسائل إعلامية تحقيقات عن الشروط المجحفة بحقّ العاملات في معامل النسيج والخياطة هناك، وعن حرائق حدثت بسبب الإهمال وعدم التقيّد بقواعد السلامة. لكن، من يكترث بهذا كلّه؟ إنْ اكترث أحدهم، فلسلامة تجارته أكثر من اهتمامه بالعامل/ العاملة لديه.
هل يتناول "صُنع في بنغلادش" هذه القضايا؟ الفكرة مأخوذة عن قصّة حقيقية لامرأة ساعدت فريقها من النساء العاملات في احد تلك المصانع على تنظيم أنفسهنّ. الفيلم مبنيٌّ على شخصية رئيسية، تدعى شيمو، تعمل في قطاع الملابس الجاهزة في "دكا"، أو في ما يطلق عليه اسم (RMG). حين تحاول المرأة تنظيم زميلاتها في المصنع، تواجِه مقاومة شرسة وقبيحة. إذًا، الفيلم اتّهام للممارسات الاستغلالية في العمل، وفي جهاز التجارة العالمية الذي يدعمها.
لكن "صُنع في بنغلادش" ليس هذا فقط. فهو، كما تقول رُبيْعة حسين على صفحتها الفيسبوكية، يكشف، عبر تصوير نضال العاملات ونجاحهنّ في هذا المجال، كيف ساهمت هذه الصناعة في بنغلادش في تمكين النساء وتطوير أوضاعهنّ من خلال العمل، وكيف منحهنّ هذا كلّه استقلالاً اقتصادياً واجتماعياً. الموضوع ليس غريباً عنها. لكن، من هي رُبيْعة حسين (1981)؟ إنها إحدى النساء القلائل، كي لا يُقال النادرات، اللواتي يعملن في السينما في بنغلادش. درست في قسم "دراسات نسوية"، في "سميث كوليدج"، أكبر جامعة نسائية في الولايات المتحدة الأميركية، وتتابع دراسة السينما في نيويورك، حيث تقيم، بالإضافة إلى إقامتها في "دكا". تهتم، بشكل خاص، بأوضاع النساء في بلدها، وبمشاركة قصصهن. فيلمها الثالث هذا إنتاج مشترك بين بنغلادش وفرنسا والدنمارك والبرتغال، وعرضه الأول في تورنتو. أما عرضه الأول في بلدها، فسيكون في الدورة الـ18 لـ"مهرجان دكا السينمائي الدولي"، التي ستُقام بين 11 و19 يناير/ كانون الثاني 2020. بدأت العمل عليه ربيع العام الفائت، وصوّرت معظمه في "دكا" العاصمة، واستغرق التصوير 36 يومًا. أعلنت لصحيفة "دكا تريبيون" (14 أغسطس/ آب 2019)، أن أحد الأشياء التي تفخر بها في الفيلم هو أن معظم فريقه من النساء.
بمناسبة الإعلان عن اختياره للمشاركة في "مهرجان تورنتو 2019"، كتبت رُبيْعة حسين على صفحتها الفيسبوكية أنّها تعلّمت الكثير من النساء اللواتي عملت معهنّ وشاركتهنّ قصصهنّ، وأنّها حاولت الاحتفال بهنّ في الفيلم، وأنّها ستداوم على رحلتها هذه في نظام سينمائي، وعالم من الكلمات والصُوَر والتاريخ، الذي كتب الرجال معظمه.
لحسين فيلمان سابقان: "مِهْرجان" (2011)، وهو فيلمٌ ضد الحروب، ويُدين القوانين الذكورية من وجهة نظر أنثوية، و"قيد البناء" (2015) ـ الذي عُرض في مهرجانات دولية عديدة، منها "مهرجان دكا الدولي" عام 2016، ونال جوائز عديدة ـ وهو لوحة مرسومة برهافة لامرأة تحاول إثبات ذاتها في محيط ذكوري. أفلامها، المنتمية إلى السينما المستقلة في بنغلادش، تجد صعوبة للعرض في بلد يُنتج نحو 60 فيلمًا في السنة، معظمها تجاري، إذْ لا رقص فيها ولا غناء، على الطريقة البوليوودية، فكيف إذا كانت نسوية أيضًا؟ فيلمها الأول سُحب من الصالات في بلدها، بعد أسبوع واحد فقط من بدء عرضه، وللثاني عروض خاصة محدودة في بلدٍ يبدو فيه نضال المخرجات لإثبات وجودهنّ مضاعفًا، بسبب التقاليد الدينية والاجتماعية.