حزينة كانت مصر أمس. صور النساء المتّشحات بالأسود، والرجال الذين لا يقوون على الحراك، كانت قاسية. وجع هؤلاء لن يندمل بسهولة. في "أحد الشعانين" من كلّ عام، سيحضر مشهد التفجيرين في أذهانهم. ولو استرجعوا الفرح بعد سنوات، سيظلّ هذا اليوم ينغّص محاولاتهم.
ربّما الألم حقّ أيضاً. وقد تحقّق "أحد الآلام" في مصر أول من أمس، ممهداً لـ "أسبوع الآلام". كان المسيحيون يحتفلون في كنائسهم بأحد السعف، قبل أن يتحوّل الاحتفال إلى جنازة. قتل نحو 44 شخصاً على الأقل، وأُصيب نحو 120 آخرين في تفجيرين استهدفا كنيستين قبطيتين شمال البلاد. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مسؤوليته عن التفجيرين. وفي التفاصيل، وقع التفجير الأول في كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية في دلتا مصر، مما أسفر عن مقتل 27 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 90 آخرين، فيما استهدف الثاني الكنسية المرقسية في الإسكندرية، مما أدى إلى مقتل 16 شخصاً، وإصابة 41 آخرين.
تناول كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث مع "عم نسيم"، حارس كنيسة مار جرجس. "حين مرّ الانتحاري أمام عناصر الشرطة داخل الكنيسة، أصرّ العم نسيم على المرور من البوابة الإلكترونية. وحين اجتازها الانتحاري ورنّ الجهاز، فجر نفسه خارج الكنيسة وليس في داخلها كما أظهر الفيديو".
هذه القصة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تناقض ما قيل عن الرائد عماد، الذي حضن الإرهابي وحمى الكنيسة، ما يشير إلى وجود تقصير في التدابير المتّخذة لحفظ الأمن. قصة "عم نسيم" والفيديو المتداول عن لحظة التفجير، أبطلا الرواية الأمنية التي خلقت قصة بطولية للضابط الذي لقي حتفه في التفجير.
منذ صباح أمس، بدأت الاستعدادات لتشييع ضحايا تفجيري الكنيستين في محافظتي الغربية والإسكندرية في مصر، تزامناً مع انتشار الجيش المصري في مختلف المحافظات استجابة لأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أصدر قرارات عدة عقب التفجيرين، من بينها فرض حالة الطوارئ مدة ثلاثة أشهر، وتشكيل المجلس الأعلى لمحاربة الإرهاب، ونشر قوات من الجيش لمساعدة قوات الشرطة في فرض الأمن.
ونقلت جثامين الضحايا إلى ساحتي الكنيستين لاستكمال مراسم التشييع، وتقرّر دفن ضحايا طنطا داخل كنيسة مار جرجس. أما ضحايا الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، فتقرر دفنهم في دير مار مينا، حيث دُفن سابقاً ضحايا كنيسة القديسين التي شهدت تفجيرا مماثلا نهاية عام 2010، إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأكد مواطنون تصميمهم على الذهاب إلى الكنائس "والصلاة فيها مدى الحياة"، رغم تعرضهم لثلاثة اعتداءات دامية خلال أربعة أشهر. وفي دير مار مينا العجائبي الذي يبعد نحو 50 كلم جنوب غرب الإسكندرية، وضعت سبعة نعوش خشبية تضم جثامين الضحايا على المذبح، في وقت دوى التصفيق في القاعة تحية لأرواح من وصفهم الحاضرون بـ "الشهداء". وعقب الصلاة، نقلت النعوش وسط دقات الطبول، إلى المدافن الواقعة داخل الدير. وقالت إحدى النساء: "إنهم يزفون الشهداء الذين ستقام لهم زفة أخرى في السماء... ما أجمل هذا".
وجرى تشييع ضحايا كنيسة طنطا مساء أول من أمس من دون قداس. ورغم الخوف، شارك الآلاف في تشييع الجثامين. يشار إلى أن مجلس الوزراء المصري وافق على فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، بدءاً من يوم أمس، بعدما أعلن الرئيس فرض حالة الطوارئ خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني. وتعد هذه المرة الأولى التي تطبق فيها مصر حالة الطوارئ منذ أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال عام 2013، إبان الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي. وقرّرت وزارة التضامن الاجتماعي صرف تعويض مالي لأهالي الضحايا.
اقــرأ أيضاً
ربّما الألم حقّ أيضاً. وقد تحقّق "أحد الآلام" في مصر أول من أمس، ممهداً لـ "أسبوع الآلام". كان المسيحيون يحتفلون في كنائسهم بأحد السعف، قبل أن يتحوّل الاحتفال إلى جنازة. قتل نحو 44 شخصاً على الأقل، وأُصيب نحو 120 آخرين في تفجيرين استهدفا كنيستين قبطيتين شمال البلاد. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" مسؤوليته عن التفجيرين. وفي التفاصيل، وقع التفجير الأول في كنيسة مار جرجس في مدينة طنطا، عاصمة محافظة الغربية في دلتا مصر، مما أسفر عن مقتل 27 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 90 آخرين، فيما استهدف الثاني الكنسية المرقسية في الإسكندرية، مما أدى إلى مقتل 16 شخصاً، وإصابة 41 آخرين.
تناول كثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث مع "عم نسيم"، حارس كنيسة مار جرجس. "حين مرّ الانتحاري أمام عناصر الشرطة داخل الكنيسة، أصرّ العم نسيم على المرور من البوابة الإلكترونية. وحين اجتازها الانتحاري ورنّ الجهاز، فجر نفسه خارج الكنيسة وليس في داخلها كما أظهر الفيديو".
هذه القصة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، تناقض ما قيل عن الرائد عماد، الذي حضن الإرهابي وحمى الكنيسة، ما يشير إلى وجود تقصير في التدابير المتّخذة لحفظ الأمن. قصة "عم نسيم" والفيديو المتداول عن لحظة التفجير، أبطلا الرواية الأمنية التي خلقت قصة بطولية للضابط الذي لقي حتفه في التفجير.
منذ صباح أمس، بدأت الاستعدادات لتشييع ضحايا تفجيري الكنيستين في محافظتي الغربية والإسكندرية في مصر، تزامناً مع انتشار الجيش المصري في مختلف المحافظات استجابة لأمر الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أصدر قرارات عدة عقب التفجيرين، من بينها فرض حالة الطوارئ مدة ثلاثة أشهر، وتشكيل المجلس الأعلى لمحاربة الإرهاب، ونشر قوات من الجيش لمساعدة قوات الشرطة في فرض الأمن.
ونقلت جثامين الضحايا إلى ساحتي الكنيستين لاستكمال مراسم التشييع، وتقرّر دفن ضحايا طنطا داخل كنيسة مار جرجس. أما ضحايا الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، فتقرر دفنهم في دير مار مينا، حيث دُفن سابقاً ضحايا كنيسة القديسين التي شهدت تفجيرا مماثلا نهاية عام 2010، إبان حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وأكد مواطنون تصميمهم على الذهاب إلى الكنائس "والصلاة فيها مدى الحياة"، رغم تعرضهم لثلاثة اعتداءات دامية خلال أربعة أشهر. وفي دير مار مينا العجائبي الذي يبعد نحو 50 كلم جنوب غرب الإسكندرية، وضعت سبعة نعوش خشبية تضم جثامين الضحايا على المذبح، في وقت دوى التصفيق في القاعة تحية لأرواح من وصفهم الحاضرون بـ "الشهداء". وعقب الصلاة، نقلت النعوش وسط دقات الطبول، إلى المدافن الواقعة داخل الدير. وقالت إحدى النساء: "إنهم يزفون الشهداء الذين ستقام لهم زفة أخرى في السماء... ما أجمل هذا".
وجرى تشييع ضحايا كنيسة طنطا مساء أول من أمس من دون قداس. ورغم الخوف، شارك الآلاف في تشييع الجثامين. يشار إلى أن مجلس الوزراء المصري وافق على فرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، بدءاً من يوم أمس، بعدما أعلن الرئيس فرض حالة الطوارئ خلال ترؤسه اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني. وتعد هذه المرة الأولى التي تطبق فيها مصر حالة الطوارئ منذ أعمال العنف التي شهدتها البلاد خلال عام 2013، إبان الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي ضد الرئيس المعزول محمد مرسي. وقرّرت وزارة التضامن الاجتماعي صرف تعويض مالي لأهالي الضحايا.