حياة الأشخاص ذوي الإعاقة صعبة جداً في باكستان، خصوصاً الإناث اللواتي يواجهن تمييزاً مضاعفاً. لكنّ الشابة زهراء عباسي تحدّت المجتمع ونجحت
بلا يدين أو رجلين ولدت، وكان الظن السائد في أسرتها أن تكون البنت الوحيدة في المنزل عبئاً عليها حتى النهاية، لكنّ زهراء عباسي تحدت الإعاقة فحصلت على البكالوريوس والماجستير بمعدل جيد. كذلك، خاضت جميع مجالات الحياة بنجاح بالرغم من صعوبات الحياة المتنوعة.
كانت الفتاة العشرينية تواجه مشاكل كثيرة في جميع مناحي حياتها، وكانت الإعاقة تحول بينها وبين تحقيق أحلامها كما كانت تظن. لكنّها بفضل عزيمتها وإرادتها الراسخة، وبفضل الدعم المتواصل من أفراد الأسرة جميعاً استطاعت أن تكمل تعليمها بأفضل وجه.
تقول عباسي: "في البداية كنت أشعر أنّي لا أستطيع أن أفعل شيئاً، كما كان يتصوره الآخرون. كنت أعيش في قلق دائم وأنا أفكر في مستقبلي. لم أكن أظن أنّ بإمكاني أن أكمل الثانوية في يوم ما، لكنّ تشجيع الوالدة المتواصل ومساندتها كانت تدفعني دائماً إلى الأمام".
الأقارب كلهم كانوا يتحدثون عن زهراء الطفلة البريئة التي لن تحظى بحياة. فماذا عساها تفعل بنصف جسد؟ هكذا كانوا يقولون ويتوقعون أن تبقى عالة على أهلها. لكنّها منذ البداية كانت فتاة طموحة. كانت تحب مواجهة التحديات بكل عقلانية مستخدمة العلاقات الأسرية أيضاً. تقول زهراء: "لو جلست أسمع ما يقوله الناس في حقي لأمضيت حياتي كلّها في ذلك. هم يزيدونني يأساً لا أكثر. لكنّي قررت ألا أسمع أحداً غير أولئك الذين يشجعونني ويقولون لي إن لا فرق بيني وبين غيري. رأيي الدائم هو أنّ الإعاقة ليست عيباً، بل العيب هو اليأس وترك الجهد والعمل".
واصلت الفتاة الجهد للوصول إلى منزلة مرموقة في المجتمع، مع مواجهتها صعوبات كبيرة، لا سيما عند التنقل من مكان إلى آخر وأثناء الذهاب إلى المدرسة والجامعة. يضاف إلى كلّ ذلك كلام جارح من كثيرين في حقها، بعدما كانت تتوقع أن تتلقى بعض الدعم والمساندة منهم.
بالرغم من كلّ ذلك كانت الفتاة تعيش مع أحلامها وتعمل باستمرار على تحقيقها. لم تستسلم بل تحدت الإعاقة والناس والظروف واثقة أنّ الأحلام لا بدّ من تحقيقها عاجلاً أو آجلاً. أكملت الثانوية بمعدل جيد، وحصلت على شهادة التقدير والمكافأة المالية من حاكم إقليم البنجاب شهباز شريف لا لأنّ لديها إعاقة، بل لأنّها تفوقت على الجميع ولأنها لم تنظر إلى الخلف. تفوقت عباسي على زملاء كثيرين في صفها من غير ذوي الإعاقة حتى. كذلك، حصلت على الميدالية الذهبية في امتحان الثانوية العامة على مستوى البلاد.
اقــرأ أيضاً
لم تقف زهراء عند هذا الحد بل واصلت الدراسة حتى أكملت مرحلة الإجازة في جامعة "البنجاب" كما حصلت على شهادة الماجستير في الإدارة، وهي تعمل الآن في شركة إدارية خاصة. لم تكتف الفتاة بترتيب وتنظيم حياتها على أحسن وجه بالرغم من الصعوبات، بل كذلك تسعى للعمل من أجل أشخاص ذوي إعاقة آخرين وتحب أن تكون مثالاً لهم. هم كثر في البلاد، لكنّ المجتمع يشعرهم أنّهم عبء عليه وعلى أهلهم. تعتزم زهراء عباسي أن تفعّل عملها في المستقبل لمثل هؤلاء الناس كي تمكّنهم من المضيّ إلى الأمام من دون حاجة إلى أحد. مع ذلك، فإنّ مثل هذا الجهد يحتاج إلى دعم كبير من الحكومة ومن المجتمع الباكستاني، فتولي زهراء العمل وحدها مستحيل في مثل هذه الظروف.
لا تيأس زهراء من إمكانية العمل من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة. تستند في هذه المعنويات إلى مقاومتها كلّ الظروف السابقة ونيلها الشهادات المدرسية والجامعية العليا. تقول زهراء: "كما لم يتوقع أحد أن أكمل تعليمي بتفوق وأن أتولى وظيفة في سوق العمل، فنجحت وتمكنت من إثبات أنّ الإعاقة ليست عيباً ولا عجزاً، سأثبت مرة أخرى أنّ بإمكاني أن أعمل الكثير من أجل غيري، وأنّي سأحقق ما تبقى من أحلامي".
من جهتها، تقول جويرية، وهي إحدى زميلات زهراء: "لم أرَ إنساناً طموحاً إلى هذا الحد مثل زهراء. هذه الفتاة قمة في العزيمة والإرادة، وبفضل تلك العزيمة وتلك الإرادة تمكنت من الوصول إلى ما عجز عنه غيرها حتى من غير ذوي الإعاقة". تتابع: "زهراء ستحقق كلّ ما تريده بفضل إرادتها، وأكثر ما يساعدها في الوصول إلى أهدافها هو العمل المتواصل والجهد والمثابرة. زهراء مثال ليس لذوي الإعاقة فقط بل لغيرهم أيضاً ممن عجز كثير منهم عن فعل شيء".
لم تتمكن زهراء عباسي من الحصول على كل تلك النجاحات وخوض مجالات الحياة كلها إلا بمساعدة والدتها. توجه كلمة إليها: "والدتي هي حياتي وهي السر خلف نجاحي، فهي الداعمة الرئيسية لي منذ الطفولة، وحتى الآن لم تتركني لحظة وحدي. بفضلها لم تضعفني الإعاقة. منحتني أمي قوة بدا لي من خلالها أنّ العالم كلّه يدعمني".
اقــرأ أيضاً
بلا يدين أو رجلين ولدت، وكان الظن السائد في أسرتها أن تكون البنت الوحيدة في المنزل عبئاً عليها حتى النهاية، لكنّ زهراء عباسي تحدت الإعاقة فحصلت على البكالوريوس والماجستير بمعدل جيد. كذلك، خاضت جميع مجالات الحياة بنجاح بالرغم من صعوبات الحياة المتنوعة.
كانت الفتاة العشرينية تواجه مشاكل كثيرة في جميع مناحي حياتها، وكانت الإعاقة تحول بينها وبين تحقيق أحلامها كما كانت تظن. لكنّها بفضل عزيمتها وإرادتها الراسخة، وبفضل الدعم المتواصل من أفراد الأسرة جميعاً استطاعت أن تكمل تعليمها بأفضل وجه.
تقول عباسي: "في البداية كنت أشعر أنّي لا أستطيع أن أفعل شيئاً، كما كان يتصوره الآخرون. كنت أعيش في قلق دائم وأنا أفكر في مستقبلي. لم أكن أظن أنّ بإمكاني أن أكمل الثانوية في يوم ما، لكنّ تشجيع الوالدة المتواصل ومساندتها كانت تدفعني دائماً إلى الأمام".
الأقارب كلهم كانوا يتحدثون عن زهراء الطفلة البريئة التي لن تحظى بحياة. فماذا عساها تفعل بنصف جسد؟ هكذا كانوا يقولون ويتوقعون أن تبقى عالة على أهلها. لكنّها منذ البداية كانت فتاة طموحة. كانت تحب مواجهة التحديات بكل عقلانية مستخدمة العلاقات الأسرية أيضاً. تقول زهراء: "لو جلست أسمع ما يقوله الناس في حقي لأمضيت حياتي كلّها في ذلك. هم يزيدونني يأساً لا أكثر. لكنّي قررت ألا أسمع أحداً غير أولئك الذين يشجعونني ويقولون لي إن لا فرق بيني وبين غيري. رأيي الدائم هو أنّ الإعاقة ليست عيباً، بل العيب هو اليأس وترك الجهد والعمل".
واصلت الفتاة الجهد للوصول إلى منزلة مرموقة في المجتمع، مع مواجهتها صعوبات كبيرة، لا سيما عند التنقل من مكان إلى آخر وأثناء الذهاب إلى المدرسة والجامعة. يضاف إلى كلّ ذلك كلام جارح من كثيرين في حقها، بعدما كانت تتوقع أن تتلقى بعض الدعم والمساندة منهم.
بالرغم من كلّ ذلك كانت الفتاة تعيش مع أحلامها وتعمل باستمرار على تحقيقها. لم تستسلم بل تحدت الإعاقة والناس والظروف واثقة أنّ الأحلام لا بدّ من تحقيقها عاجلاً أو آجلاً. أكملت الثانوية بمعدل جيد، وحصلت على شهادة التقدير والمكافأة المالية من حاكم إقليم البنجاب شهباز شريف لا لأنّ لديها إعاقة، بل لأنّها تفوقت على الجميع ولأنها لم تنظر إلى الخلف. تفوقت عباسي على زملاء كثيرين في صفها من غير ذوي الإعاقة حتى. كذلك، حصلت على الميدالية الذهبية في امتحان الثانوية العامة على مستوى البلاد.
لم تقف زهراء عند هذا الحد بل واصلت الدراسة حتى أكملت مرحلة الإجازة في جامعة "البنجاب" كما حصلت على شهادة الماجستير في الإدارة، وهي تعمل الآن في شركة إدارية خاصة. لم تكتف الفتاة بترتيب وتنظيم حياتها على أحسن وجه بالرغم من الصعوبات، بل كذلك تسعى للعمل من أجل أشخاص ذوي إعاقة آخرين وتحب أن تكون مثالاً لهم. هم كثر في البلاد، لكنّ المجتمع يشعرهم أنّهم عبء عليه وعلى أهلهم. تعتزم زهراء عباسي أن تفعّل عملها في المستقبل لمثل هؤلاء الناس كي تمكّنهم من المضيّ إلى الأمام من دون حاجة إلى أحد. مع ذلك، فإنّ مثل هذا الجهد يحتاج إلى دعم كبير من الحكومة ومن المجتمع الباكستاني، فتولي زهراء العمل وحدها مستحيل في مثل هذه الظروف.
لا تيأس زهراء من إمكانية العمل من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة. تستند في هذه المعنويات إلى مقاومتها كلّ الظروف السابقة ونيلها الشهادات المدرسية والجامعية العليا. تقول زهراء: "كما لم يتوقع أحد أن أكمل تعليمي بتفوق وأن أتولى وظيفة في سوق العمل، فنجحت وتمكنت من إثبات أنّ الإعاقة ليست عيباً ولا عجزاً، سأثبت مرة أخرى أنّ بإمكاني أن أعمل الكثير من أجل غيري، وأنّي سأحقق ما تبقى من أحلامي".
من جهتها، تقول جويرية، وهي إحدى زميلات زهراء: "لم أرَ إنساناً طموحاً إلى هذا الحد مثل زهراء. هذه الفتاة قمة في العزيمة والإرادة، وبفضل تلك العزيمة وتلك الإرادة تمكنت من الوصول إلى ما عجز عنه غيرها حتى من غير ذوي الإعاقة". تتابع: "زهراء ستحقق كلّ ما تريده بفضل إرادتها، وأكثر ما يساعدها في الوصول إلى أهدافها هو العمل المتواصل والجهد والمثابرة. زهراء مثال ليس لذوي الإعاقة فقط بل لغيرهم أيضاً ممن عجز كثير منهم عن فعل شيء".
لم تتمكن زهراء عباسي من الحصول على كل تلك النجاحات وخوض مجالات الحياة كلها إلا بمساعدة والدتها. توجه كلمة إليها: "والدتي هي حياتي وهي السر خلف نجاحي، فهي الداعمة الرئيسية لي منذ الطفولة، وحتى الآن لم تتركني لحظة وحدي. بفضلها لم تضعفني الإعاقة. منحتني أمي قوة بدا لي من خلالها أنّ العالم كلّه يدعمني".