14 نوفمبر 2015
زهران علوش وحافة الهاوية
رائد الجندي (سورية)
بات القائد العسكري لجيش الإسلام، زهران علوش، يشكل الجدل الأكبر، أخيراً، لدى الشارع السوري وثواره الأحرار، كونه يعد قائداً لأهم الفصائل في سورية وأكبرها، وفي الوقت نفسه، بات سوريون أحرار كثيرون يرون أن جمود علوش وخذلانه عن دخول دمشق وفك حصار الغوطة، أو القيام بأي عمل عسكري يساند ثوار داريا والزبداني، يثير شكوكاً وتساؤلات كثيرة، وخصوصاً مع صمت علوش المريب، فبعضهم بات يرى أن اليوم وليس غداً هي الفرصة الذهبية لتحرك علوش، بمقاتليه تجاه العاصمة دمشق، خصوصاً بعد اعتراف الأسد بنقص في الطاقة البشرية لجيشه.
ويبقى التساؤل: هل يهتم زهران علوش بما يكتبه ويقوله الصحفيون ونشطاء الثورة السورية وكبار المعارضين السياسيين والعسكريين، وهل يرى حقاً حجم الانتقادات التي توجه له كل يوم وكل دقيقة، وهل يدرك خطورة خروج مظاهرات كبيرة ضده في عدة مناطق في الغوطة الشرقية، واتهمته بالضعيف والخائن، لعدم فتح جبهة دمشق ويطالبونه بالرحيل، عدا عن الرسالة الصوتية التي وجهها له الشيخ أحمد الصياصنة، واتهمته بالصمت والتخاذل عن نصرة الثورة السورية.
أم أنه يدرك ويرى كل شيء ينتقده، لكنه يقصد ما يفعل، أو أنه دخل المجال الأخطر، وبات منعزلاً عن العالم وعن الثورة السورية، كالأسد الذي كان ومازال يتهم بحق بأنه منفصل عن الواقع، وعن ما يحدث في سورية من حرب مجنونة، وكأنها من ألعاب الفيديو يتسابق فيها الأسد وعلوش على من يقتل أكثر من السوريين، بالبراميل المتفجرة أو بالصمت والتخاذل.
للمفارقة أن بعد كل هذه التساؤلات، يطل علينا علوش، أخيراً، بكلام لا معنى له، مشابهاً للأسد عندما يبرر حصاره السوريين وقصفه لهم بأنهم إرهابيون مندسون.
يظهر علوش علينا مدافعاً عن نفسه، لا ناصراً للشعب، ليقدم النفي وراء الآخر عن كل ما ينسب إليه من التهم التي طالته، بدءاً من الحصار فوق الحصار الذي يفرضه على أهل الغوطة وتجويعهم، عارضاً تفتيش مخازن "جيش الإسلام"، ومتهماً "أجناد الشام" عبر عرضه تسجبلاً صوتياً لقيادي في لواء "فجر الأمة" في المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بتخزين ألف طن من الغذاء، ليتم تكذيب ذلك الإعتراف المفبرك من المتحدث الرسمي للإتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وائل علوان، وصولاً إلى أسباب توقفه عن قصف مراكز النظام في دمشق، مبرراً ذلك بأن الأمانة العامة والمكتب الطبي طلبا إيقاف القصف بسبب قلة في الإمكانات الطبية وعدم قدرة الغوطة على دفع تكلفة انتقام النظام، نافياً أن يكون التوقف لأوامر خارجية.
وعن المظاهرات ضدّه والتي دعته إلى الرحيل، وجاءت، على حد قوله، بسبب دفع بعضهم لها في مسعى إلى إسقاطه، بأنه مستعد بأن يسقط من تلقاء نفسه، إن أراد ذلك الجميع، لكنه، في الوقت نفسه، يعتبر أن الذين خرجوا ضده مغرر بهم ومدفوع لهم، ليذكرنا بكلام الأسد عن المظاهرات التي خرجت ضده بأنهم مغرر بهم أيضاً، عدا عن تلميح علوش، في حال رحيله، بأنه سَيُفتحُ المجال لدخول الأسد للغوطة وحدوث الفوضى فيها، لنرى مقولة النظام تعود مجدداً عندما يردد عبارة من سيحمي سورية في حال رحيل الأسد، إذا السيناريو والكلام والأسلوب واحد، ليصبح الأسد وعلوش اليوم وجهين لعملة واحدة.
أصبحت خطابات رئيس جمهورية الغوطة اليوم بالنسبة للسوريين أكثر استفزازاً من خطابات الأسد، فكلاهما اليوم يبرعان بالكذب والتسبب بالاعتقال والقتل والخيانة. وفي الوقت نفسه، يجتهدان للتهرب من المسؤولية، ليتم وضع اللوم على أي فصيل عسكري أو مدني أو خارجي، المهم أنهم بريئون من كل شيء.
لذلك نعيد ونكرر، من يملك اليوم أكثر من 50 ألف مقاتل في الغوطة، وسلاحاً وذخيرة وصواريخ بعيدة المدى عظيمة الدقة (كما صرح بنفسه سابقاً)، ومن يقدم عروضاً عسكرية ضخمة لا يراها الأسد، أو يغض الطرف عنها ولا يقصفها ، ومن "يخرج" من الغوطة "المحاصرة"، ويقوم بزيارات مكوكية إلى بلدان عربية وأجنبية، ثم يختفي عن الأنظار وعن الإعلام ثلاثة أيام، ثم يتبن بعدها أنه كان في بريطانيا، ليذكرنا بقصة حافظ الأسد الذي أختفى منتصف الستينات عن الأنظار، أياماً، ليتبن أنه كان في بريطانيا أيضاً، ويظهر بعدها ويستلم حكم سورية ثم يبيع الجولان، فإننا نرى أن علوش اليوم يسير على خطى الأسد الأب، بالمراحل والخطوات نفسها.
نود القول لرئيس جمهورية الغوطة الشرقية، زهران علوش، إن الوعود التي وصلت إليك والخطة التي قدمت لك لتستلم حكم دمشق بعد سقوط الأسد، من دون تدخلك العسكري، مؤامرة مكشوفة، ولعبة أممية جديدة لسحق الثورة ومطالب الشعب السوري الحر الأبي.
أقصى ما يستطيع علوش فعله اليوم هو تقديم الأعذار والدفاع عن نفسه من جهة، وتقديم محاضرات عن اللغة العربية وأهميتها، إضافة إلى حضور الأعراس، وتقديم أشهى المأكولات لنفسه ولمؤيديه المنتفعين من جهة أخرى، لكنه بكل تأكيد لا يستطيع أن يسكت طفلاً جائعاً في الغوطة المحاصرة، ولا أن يوجه أسلحته المخزنة تجاه الأسد، ولا أن ينصر شعباً ثائراً.
بسبب استمرار تعنت علوش، وضعفه في فك الحصار عن الغوطة، قد نرى، في الأيام المقبلة، تناحرات وخلافات كبيرة بين الفصائل العسكرية أولاً، وبين المدنيين ثانياً، بدليل أننا بدأنا نرى اليوم مؤيدي علوش يتجهون بنسق مؤيدي الأسد نفسه، بالتشبيح والتخوين على كل من يتكلم عنه، فلم يعد ينقصنا اليوم إلا أن نرى مسيرات مؤيده له في الغوطة، تهتف له بالروح بالدم نفديك ياعلوش، الله سورية علوش وبس.
أم أنه يدرك ويرى كل شيء ينتقده، لكنه يقصد ما يفعل، أو أنه دخل المجال الأخطر، وبات منعزلاً عن العالم وعن الثورة السورية، كالأسد الذي كان ومازال يتهم بحق بأنه منفصل عن الواقع، وعن ما يحدث في سورية من حرب مجنونة، وكأنها من ألعاب الفيديو يتسابق فيها الأسد وعلوش على من يقتل أكثر من السوريين، بالبراميل المتفجرة أو بالصمت والتخاذل.
للمفارقة أن بعد كل هذه التساؤلات، يطل علينا علوش، أخيراً، بكلام لا معنى له، مشابهاً للأسد عندما يبرر حصاره السوريين وقصفه لهم بأنهم إرهابيون مندسون.
يظهر علوش علينا مدافعاً عن نفسه، لا ناصراً للشعب، ليقدم النفي وراء الآخر عن كل ما ينسب إليه من التهم التي طالته، بدءاً من الحصار فوق الحصار الذي يفرضه على أهل الغوطة وتجويعهم، عارضاً تفتيش مخازن "جيش الإسلام"، ومتهماً "أجناد الشام" عبر عرضه تسجبلاً صوتياً لقيادي في لواء "فجر الأمة" في المكتب السياسي للاتحاد الإسلامي لأجناد الشام بتخزين ألف طن من الغذاء، ليتم تكذيب ذلك الإعتراف المفبرك من المتحدث الرسمي للإتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وائل علوان، وصولاً إلى أسباب توقفه عن قصف مراكز النظام في دمشق، مبرراً ذلك بأن الأمانة العامة والمكتب الطبي طلبا إيقاف القصف بسبب قلة في الإمكانات الطبية وعدم قدرة الغوطة على دفع تكلفة انتقام النظام، نافياً أن يكون التوقف لأوامر خارجية.
وعن المظاهرات ضدّه والتي دعته إلى الرحيل، وجاءت، على حد قوله، بسبب دفع بعضهم لها في مسعى إلى إسقاطه، بأنه مستعد بأن يسقط من تلقاء نفسه، إن أراد ذلك الجميع، لكنه، في الوقت نفسه، يعتبر أن الذين خرجوا ضده مغرر بهم ومدفوع لهم، ليذكرنا بكلام الأسد عن المظاهرات التي خرجت ضده بأنهم مغرر بهم أيضاً، عدا عن تلميح علوش، في حال رحيله، بأنه سَيُفتحُ المجال لدخول الأسد للغوطة وحدوث الفوضى فيها، لنرى مقولة النظام تعود مجدداً عندما يردد عبارة من سيحمي سورية في حال رحيل الأسد، إذا السيناريو والكلام والأسلوب واحد، ليصبح الأسد وعلوش اليوم وجهين لعملة واحدة.
أصبحت خطابات رئيس جمهورية الغوطة اليوم بالنسبة للسوريين أكثر استفزازاً من خطابات الأسد، فكلاهما اليوم يبرعان بالكذب والتسبب بالاعتقال والقتل والخيانة. وفي الوقت نفسه، يجتهدان للتهرب من المسؤولية، ليتم وضع اللوم على أي فصيل عسكري أو مدني أو خارجي، المهم أنهم بريئون من كل شيء.
لذلك نعيد ونكرر، من يملك اليوم أكثر من 50 ألف مقاتل في الغوطة، وسلاحاً وذخيرة وصواريخ بعيدة المدى عظيمة الدقة (كما صرح بنفسه سابقاً)، ومن يقدم عروضاً عسكرية ضخمة لا يراها الأسد، أو يغض الطرف عنها ولا يقصفها ، ومن "يخرج" من الغوطة "المحاصرة"، ويقوم بزيارات مكوكية إلى بلدان عربية وأجنبية، ثم يختفي عن الأنظار وعن الإعلام ثلاثة أيام، ثم يتبن بعدها أنه كان في بريطانيا، ليذكرنا بقصة حافظ الأسد الذي أختفى منتصف الستينات عن الأنظار، أياماً، ليتبن أنه كان في بريطانيا أيضاً، ويظهر بعدها ويستلم حكم سورية ثم يبيع الجولان، فإننا نرى أن علوش اليوم يسير على خطى الأسد الأب، بالمراحل والخطوات نفسها.
نود القول لرئيس جمهورية الغوطة الشرقية، زهران علوش، إن الوعود التي وصلت إليك والخطة التي قدمت لك لتستلم حكم دمشق بعد سقوط الأسد، من دون تدخلك العسكري، مؤامرة مكشوفة، ولعبة أممية جديدة لسحق الثورة ومطالب الشعب السوري الحر الأبي.
أقصى ما يستطيع علوش فعله اليوم هو تقديم الأعذار والدفاع عن نفسه من جهة، وتقديم محاضرات عن اللغة العربية وأهميتها، إضافة إلى حضور الأعراس، وتقديم أشهى المأكولات لنفسه ولمؤيديه المنتفعين من جهة أخرى، لكنه بكل تأكيد لا يستطيع أن يسكت طفلاً جائعاً في الغوطة المحاصرة، ولا أن يوجه أسلحته المخزنة تجاه الأسد، ولا أن ينصر شعباً ثائراً.
بسبب استمرار تعنت علوش، وضعفه في فك الحصار عن الغوطة، قد نرى، في الأيام المقبلة، تناحرات وخلافات كبيرة بين الفصائل العسكرية أولاً، وبين المدنيين ثانياً، بدليل أننا بدأنا نرى اليوم مؤيدي علوش يتجهون بنسق مؤيدي الأسد نفسه، بالتشبيح والتخوين على كل من يتكلم عنه، فلم يعد ينقصنا اليوم إلا أن نرى مسيرات مؤيده له في الغوطة، تهتف له بالروح بالدم نفديك ياعلوش، الله سورية علوش وبس.
مقالات أخرى
24 أكتوبر 2015
07 سبتمبر 2015
26 يونيو 2015