يبهر كلّ من جال فيه إلى درجة أنّه يتمنّى ألا يغادره. يستسلم الزائر لالتواءات الطريق المعبّدة في هضبة سيدي بوسعيد التونسية، قرب العاصمة، وينساب لزرقة البحر المتوسط الصافية التي تبعث فيه الحياة فتحمله في هدوء تامّ إلى مكان يسحر ويبهر كلّ من جال فيه.
لطالما أثار فضول الكثيرين بأن تطأ أقدامهم أجنحته.. إنّه قصر الرئاسة بمنطقة "قرطاج" السياحية الأثرية، حيث ينعم ساكنه بجوّ خاصّ يمزج بين رهافة حسّ الطبيعة وعصارة إبداع الإنسان.
في انتظار ساكنه السادس، يتربّع قصر قرطاج ويمدّ أجنحته على ضفاف المتوسط بعد أن مرّ به خمسة رؤساء. فقد بناه وسكنه أوّل رئيس منذ إعلان الجمهورية التونسية عام 1957، الحبيب بورقيبة، ثم خلفه زين العابدين بن علي، وامتدّ حكمهما نحو نصف قرن، قبل أن تمنح ثورة يناير 2010 /2011 ولاية المكان لمحمد الغنوشي (الوزير الأوّل في حكومة بن علي) لمدة 24 ساعة ثم فؤاد المبزع، ليخلفه محمد المنصف المرزوقي، واليوم تزوره الكاميرا لسبر أغواره قبل أن يفتح أبوابه للرئيس الجديد في أوّل اقتراع من الشعب بعد الثورة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني.