ذكر الجربا أمام مركز دراسات في واشنطن، في مستهل زيارته، أن "قوات المعارضة تحتاج إلى أسلحة فعالة لمواجهة هجمات النظام، التي تشمل غارات جوية"، وشدّد على "أن هذا الأمر سيسهّل إيجاد حل سياسي".
وفي أول تعليق على هذه النقطة، قال الضابط في "الجيش الحر"، على جبهة حلب، المقدم ناصر عبد الساتر: "نحن أحوج ما نكون إلى السلاح، ولكن لو كانت أميركا تؤمن بالحل السياسي فعلاً، لفرضته من دون سلاح، وهي تعلم أن إمدادنا بالسلاح سيغيّر المعادلة، وليس إعادة توازن قوى فقط. وعلى الرغم من طلب الجربا للسلاح إلا أنهم رفضوا، لذلك فالزيارة أقرب لذرّ الرماد في العيون".
أما الناشط سامر الحمصي، فرأى أن توقيت الزيارة متأخر، وعلّق بالقول: "أنا لست ضد الزيارة، فالائتلاف ممثل سياسي وهذا عمله، ولكن يطالب الجربا اليوم بالسلاح، واليوم خسرنا حمص القديمة، وإلى أن تتم دراسة وقبول طلب الجربا، ستكون قد سقطت دير الزور بيد داعش، فالتوقيت هو الخطأ".
صفعة دبلوماسيّة
تمثّلت النتائج الأولى لزيارة الجربا برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لمكاتب الائتلاف في واشنطن ونيويورك إلى "بعثة أجنبية"، وزيادة المساعدات المالية غير القتالية، وهذا ما أطلق عليه الجربا وصف: "صفعة دبلوماسية" للنظام. ويتفق المحامي، عضو تجمع "حماية السوريين"، ماجد ناجي، مع هذا الوصف، ولكنه يختلف مع المضمون، ويؤكد أنها "فعلاً صفعة دبلوماسية ولكن لا أحد يعرف على خدّ مَن أتت هذه الصفعة، إذ قام الائتلاف بتشكيل حكومة مؤقتة منذ أشهر، وترفض الولايات المتحدة الاعتراف بها، لتأتي اليوم وتعترف بمجرد بعثة دبلوماسية من دون الاعتراف بالجسم الأكبر وهي الحكومة، أوليست تلك صفعة دبلوماسية للمعارضة والجربا أيضاً؟".
وفي السياق، يعتبر الناشط الإعلامي في ريف دمشق، أحمد الهبر، "أن أي جهد دبلوماسي لا يفضي إلى السلاح، لا يعوّل عليه، ويعلم الجربا أن المساعدات غير القتالية لن تفيدنا، وإن كانت مواد غذائية أو مساعدات طبية، فمن دون السلاح لا نستطيع حتى إدخالها إلى بعض المناطق المحاصرة، فلو استطعنا إدخال أغذية، لأدخلناها إلى حمص".
انتخابات الرئاسة
وتأتي زيارة الجربا إلى واشنطن قبل أقل من شهر على موعد انتخابات الرئاسة في سورية، المقررة في الثالث من يونيو/ حزيران. ويشير ناشط دمشقي إلى أن "الزيارة لن تؤدي إلى نتائج، طالما أعلنت الولايات المتحدة عدم تقديم السلاح، وخصوصاً أن النظام لا يزال يحشد عسكرياً لاسترداد بعض المناطق قبل الانتخابات". ويضيف أنه "إذ لم تفضِ هذه الزيارة إلى نتائج فعلية ملموسة، فستتم هذه الانتخابات في موعدها، وسيفصّلها النظام كما يشاء سياسياً وعسكرياً".
معارضة معتدلة
استخدم المسؤولون الأميركيون لفظ "معارضة معتدلة" للإشارة إلى الوفد الذي يترأسه الجربا. ودائماً ما تربط الولايات المتحدة الدعم العسكري بهذه المعارضة، وذلك لكثرة التيارات المسلحة على الأرض، إذ يذهب الناشط سامي مصطفى بعيداً في تفسير هذا المصطلح، موضحاً أن "استخدام هذا المصطلح، وخصوصاً أثناء زيارة الجربا، ما هو إلا تمهيد لتسليح نوعي، ولكن أميركا والجربا يعلمان علم اليقين، أن هذا التسليح إن تمّ، فسيكون لقتال داعش والفصائل المتطرفة، وليس لقلب المعادلة".
وفي السياق، يلفت الناشط الميداني في حمص، حبيب الخالدي، إلى أنه "سبق زيارة الجربا تسليم الولايات المتحدة عدداً محدوداً جداً من الصواريخ المضادة للدروع، قديمة الصنع، للفصائل العسكرية التابعة للائتلاف أو المعتدلة كما تسميها الولايات المتحدة، وكان الهدف من ذلك ليس تسليح هذه المعارضة، بقدر ما هو جس نبض وقياس مدى انضباطها في استخدام هذا السلاح، وعدم وصوله لغير تلك الفصائل".
مع ذلك، ربما من السابق لأوانه الحكم بشكل نهائي على زيارة الجربا إلى واشنطن، ولكن على ما يبدو أن النشطاء السوريين قلقين تجاه نتائج هذه الزيارة، وخصوصاً في الوقت الذي يتقدم فيه النظام ميدانياً، وخروج المقاتلين من حمص القديمة، ومعركة الساحل التي تراوح مكانها، والهجمة الشرسة لـ"داعش" على شرق سورية.