تتصاعد حدّة المخاوف من صدام وشيك بين قوات البشمركة الكردية ومليشيا "الحشد الشعبي" قرب بلدة سنجار، في المحور الغربي للموصل، ما استدعى إقامة ساتر ترابي بينهما، في الوقت الذي تبذل جهات عدة، وساطات للسيطرة على الوضع وإيجاد حلول للأزمة.
وهاجمت مليشيات "الحشد"، عدّة مرّات، قوات "البشمركة"، بقصفٍ بقذائف الهاون، كان آخرها الأسبوع الماضي، وقد حذّرت الأخيرة بالرد.
وقال مصدر قريب من "البشمركة" الكردية، إنّ "قائد الحشد، هادي العامري، التقى، أمس في المحور الغربي للموصل، وفي سنجار، قيادات في كل من "الحشد" و"البشمركة"، وبحث معهم الخلاف".
وأوضح أنّ "العامري يحاول منع أي صدام مسلّح بين الجهتين في هذا الوضع، خصوصا أنّ المعركة قائمة ضدّ تنظيم "داعش"، وقدّم تعهدات لقيادات "البشمركة" بعدم تكرار انتهاكات الحشد واعتداءاته ضدّهم". كما بيّن أنّ "قيادات البشمركة حذّرت العامري من مغبة تكرار القصف، لأنّ الأخطاء لا يمكن أن تتكرّر".
وأشار المصدر إلى أنّ "العامري اقترح على "البشمركة" إقامة ساتر ترابي يفصل بينها وبين الحشد في سنجار، تجنّبا لأي احتكاك أو صدام مسلّح بينهما"، مبينا أنّ "قيادات البشمركة لم ترفض الفكرة ووافقت عليها، كونها لا تؤثّر عليها بأي شكل من الأشكال".
وبدأت بالفعل مليشيات "الحشد" بإقامة الساتر الترابي، بعد أن تحقق التماسّ المشترك بين الجانبين على شمال طريق سنجار – تلعفر، ليكون الساتر الترابي هو الحد الفاصل بينهما والذي وقع قرب قرية سينو التي تقع على طريق تلعفر.
من جهته، قال العامري، في تصريح صحافي أدلى به، ليل أمس، خلال تواجده مع مليشيا الحشد في المحور الغربي للموصل، إنّ "الهدف من إقامة الساتر الترابي المشترك بيننا وبين البشمركة؛ هو قطع الطريق أمام داعش من التسلل إلى قضاء تلعفر".
وأضاف "لا يفصلنا عن البشمركة سوى كيلومتر واحد أو اثنين فقط، وأنّ النقاط التي سيطرت عليها قوات الحشد في هذا المحور قطعت الطريق أمام تنظيم داعش من وإلى سورية"، مؤكدا أنّ "هذه النقاط ستكون مقبرة لداعش، لأنّه ما زال يفكّر في إرسال إمدادات إلى قواته في الموصل وتلعفر، وأنّ الساتر الترابي قد قطع كل الإمدادات بشكل كامل".
وكانت وزارة البشمركة الكردية قد هدّدت بردٍّ عنيف على مليشيات "الحشد الشعبي" في حال تكرّرت اعتداءاتها عليها، بينما توعدت مليشيا "الحشد" بإخراج البشمركة من الموصل بهجوم خاطف.