ساعات على انتهاء المهلة الممنوحة لأنقرة: العبادي في ورطة

08 ديسمبر 2015
مهلة العبادي لأنقرة تضعه في ورطة مع قرب انتهائها(الأناضول)
+ الخط -

مع غروب اليوم الثلاثاء، تكون المهلة التي حددها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لأنقرة ومدتها 48 ساعة (بدأت مساء الأحد)، بسحب قواتها أو مواجهة خيارات أخرى، قد انتهت دون سحب القوات أو حتى تقليل عددها.

وهو ما سيشكل إحراجاً لرئيس الحكومة حيدر العبادي، وقيادات ما يعرف بـ"الحشد الشعبي" الذي هدد برد عسكري بعد انتهاء المهلة المحددة.

قرب انتهاء المهلة، أوقع العبادي والقادة المتوعدين بالرد، في موقف محرج وفقاً لمراقبين.

وصرح وزير عراقي بارز لـ"العربي الجديد" هاتفياً من بغداد، بأن "العبادي اجتمع قبل قليل مع قيادات عسكرية وأمنية، بعد خروجه من اجتماع ضم قادة التحالف الشيعي وزعماء مليشيات الحشد دون أن يتخذ أي قرار".

كما أشار الوزير الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن "رئيس الوزراء أوقع نفسه في موقف محرج بتهديده أنقره، مع علمه بعدم استطاعته فعل شيء من ناحية عسكرية، ولم يتبقّ سوى ساعات قليلة على انتهاء المهلة". ولفت إلى أنّ "العبادي لن يمدد المهلة على الأغلب لكنه سيتوجه لمجلس الأمن".

وصوّت مجلس محافظة بغداد وعدد من مجالس المحافظات الجنوبية على مشروع قرار مقاطعة البضائع التركية، فيما تظاهر عشرات من أنصار المليشيات أمام مقر السفارة التركية وسط بغداد.

اقرأ أيضاً: أنقرة تسعى للتهدئة مع بغداد: زيارة مرتقبة لداود أوغلو

بدوره، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء إنهم لن يسحبوا القوة التركية المتواجدة بين ناحيتي "زيلكان وبعشيقة" قرب مدينة الموصل (شمالي العراق)، مشيراً إلى أنه أبلغ نظيره العراقي بأن تحركاتها ضمن مشاركة تركيا في التحالف الدولي ضد "داعش".

وأضاف اوغل: "اتصلت بالعبادي وقلت له إن تحركات قواتنا تدخل ضمن مشاركتنا في التحالف الدولي ضد "داعش"، ولن نسحبها، كما لن نزيد قوامها".

ووفقاً لمراسل "العربي الجديد" في كردستان العراق، فإن القوات التركية المتواجدة قرب بعشيقة (بمحافظة نينوى)، باشرت منذ أول أمس عمليات تدريب للقوات الكردية والعشائر المناهضة لتنظيم "داعش"، ولا يبدو عليها أي نية للانسحاب.

إلى ذلك، أكد مسؤول كردي بارز أن تلك القوات تتواجد بقواعد مشتركة مع "الأكراد البيشمركة" والعشائر المناهضة لـ"داعش"، وتلويح العبادي باستعمال القوة، فخ أوقع نفسه فيه وهو غير قابل للتطبيق على حد قوله.

القيادي بالتحالف الكردستاني حمة أمين، قال لـ "لعربي الجديد" إنه من ناحية عملية "لا يمكن استهدافها، فهي غير متواجدة بشكل مستقل كما القوات الإيرانية أو الأميركية بالعراق".

أما النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني أردلان نورالدين، فاعتبر أن هناك ضغوطاً روسية تمارس على الحكومة العراقية، من أجل خروج القوات البرية التركية من العراق.

وأوضح نورالدين أن "العلاقات بين روسيا وتركيا ليست جيدة، لذا فإن الحكومة الروسية تضغط على العراق لخروج القوات التركية التي جاءت بالاتفاق مع الحكومة العراقية وليس بدون علم منها كما تقول".

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي العراقي أحمد عبد اللطيف: "إن منح العبادي مهلة بصبغة التهديد، كان فخاً له، وحالياً الحكومة والقيادة السياسية في التحالف الشيعي محرجة محلياً ودولياً، فالعراق في موقع أضعف من أن يهدد أحد عسكرياً"

وبيّن أن "ردة الفعل المتوقعة بعد انتهاء المهلة هي الذهاب لمجلس الأمن أو سحب السفير، وهذا أقصى ما يمكن للحكومة فعله"، واصفاً المهلة والتصعيد من بغداد بأنه "دفع وتوريط من موسكو وطهران أوقعت العبادي به".

اقرأ أيضاً: العراقيون يردّون على رسالة السيسي للعبادي: "شوف سينا" 

المساهمون