ما إن تبدأ الشمس بالغروب في جزيرة سانتوريني اليونانية، حتى تمتلأ شُرف المقاهي والمطاعم والحانات والفنادق بالحشود. وفي لمحة البرق وكأن صفارة أُطلقت لِيلتَمّ الجمع من كل حدب وصوب، في اتجاه شمس حمراء خففت من ضوئها.
هو غروب الشمس الوحيد في العالم الذي يوارى وسط تصفيق وتهليل الحضور بمجرد أن ينتهي. وكأنه تعبير عن شكرهم لإلهة الحب والرومانسية "أفروديت" التي حولت صخب يومهم لحالة من الصفاء والهدوء والإحساس بالفرحة والطفولة والروعة والحماقة والحرية. كما وصفها السائح الفرنسي، جيمس برنارد، الذي شبّه شمس سانتوريني بـ"أفروديت".
لحظات المزج بين الصفاء والمجون تلك لا تنتهي باختفاء "الشمس أفروديت"، فالعشاء في هذه الجزيرة مختلف وفريد من نوعه، بل سيتجاوز فيها سقف التوقعات تماما. ففي سانتوريني يختلط ضوء أنوار الشوارع والشموع فوق طاولات المطاعم والحانات التي رُصّت على الأزقة الضيقة والقديمة والملتوية في جو انعدمت فيه الخصوصية، وتجاوز رسم الخطوط والحدود بين الجالسين على الكراسي والمارة. ليس هذا فحسب بل قد تصادف عروسا بلباس زفافها الأنيق وحذاء بسيط تتجول مع حورياتها أو يدا بيد برفقة عريسها في كامل حلته مع التقاط صور وسط المارة في الدروب وأثناء تسلق الدرج المتعرٍج على حافة المنحدر، من دون حرج من أحد.
لم يكن من المستغرب أو الصعب أن يختار المهتمون بالسفر جزيرة سانتوريني اليونانية باعتبارها أفضل جزيرة أوروبية في قوائم السياحة الأفضل في العام الحالي 2018، وفقا لصحيفة تليغراف البريطانية ودليل السفر "لونلي بلانت" الذي صنفها ضمن أفضل 20 مكانا للسفر في العالم، وضمن أجمل 10 جزر على وجه الأرض حسب ترتيب "أدفايزر"، فهي ملأى بمميزات لا تحصى، فالمنحدرات فيها مكسوة بالمباني القديمة ذات القباب البيضاء والزرقاء على هيئة مكعبات السكر، على طول حافة كاليديرا المرتفعة، إلى جانب الشواطئ ذات الرمال السوداء والحمراء الحارقة، والعديد من حمامات السباحة. ومن تعذر عليه تسلق المنحدرات والدرج الوعر، ما عليه سوى امتطاء حمار أو بغل من محطة خصصت لهذا الغرض.
اقــرأ أيضاً
تقول آركون أريانا مالكة مكتب تأجير الحمير للمواصلات، لـ"العربي الجديد": "إنه ليس من السهل الحصول على ترخيص لامتلاك شركة مواصلات بمواصفات قانونية، بل الأمر الأصعب هو النقص في الحيوانات المستخدمة، لتضييق منظمات الرفق بالحيوان الخناق عليهم، والتي تفرض وزنا محدودا للحمولة البشرية فوق الحيوان، معللة ذلك بأن الدابة تجد صعوبة في تسلق المنعرجات الوعرة إذا كانت محملة بحمولة لا طاقة لها بها".
تقع جزيرة سانتوريني وعاصمتها مدينة فيرا على بعد 200 كيلومتر جنوب شرقي اليونان، جنوب بحر إيجه في أرخبيل كيكلاديس، ربما من أهم ما يميز الجزيرة هو جغرافيتها، حيث تقع على أطراف فوهة بركان انفجر قبل ما يزيد على 3500 عام، ولا يزال يُصنف واحدا من أكبر الانفجارات البركانية حتى الآن. وتتخذ الجزيرة، المرتفعة عن سطح البحر، شكلا أشبه بالهلال أو حدوة الحصان.
نشأت جزيرة سانتوريني الأسطورية نتيجة تراكم طبقات الحمم البركانية المتتابعة التي تعرضت لها المنطقة، ما يفسر الألوان الغريبة لشواطئها وبعض قمم جبالها، وتشكيل الهضبة الرئيسية للجزيرة ومنحدراتها الساحرة، محاصرة بساحات خضراء بديعة وأراض خصبة تعد من أجود مناطق الزراعة.
كما تمثل سانتوريني فرصة لهواة النجوم والفلك لمراقبة النجوم والكواكب التي تُرى بالعين المجردة في الليالي الصافية. فضلاً عن استنشاق عبق التاريخ وزيارة أطلال مدينة ثيرا العتيقة سيرا على القدمين.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزيرة تحظى باهتمام خاص من قبل علماء الآثار الذين يواصلون حفرياتهم هناك بعد أن أسفرت أعمال حفر سابقة عن اكتشاف آثار لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ، ويسعى العلماء من خلال تنقيبهم للتحقق مما إذا كانت تلك الجزيرة هي ذاتها الموقع الذي غرقت فيه قارة أطلنطس المفقودة، والتي يعتقد أنها كانت تمتلك حضارة متقدمة ولكنها غرقت.
تغير اسم سانتوريني عبر الزمن، لقبت عند اليونانيين باسم "ثيرا"، واشتهرت بأسماء مختلفة في الماضي مثل "سترونغايل" أو "سترونغيلي" الذي يعني الدائرة لوصف الجزيرة التي كانت دائرية قبل انفجار البركان الشهير. وأيضاً "كاليستي" أو الجميلة، أما اسمها الحالي فيرجعه بعضهم إلى أن أهل البندقية الذين احتلوا الجزيرة في القرن الثالث عشر أطلقوا عليها اسم "سانت إيرني" التي تعني جزيرة القديس إيرني أو قديس السلام، إذ إن كلمة إيرني في اليونانية تعني السلام، وتحول الاسم مع الوقت إلى سانتوريني.
لحظات المزج بين الصفاء والمجون تلك لا تنتهي باختفاء "الشمس أفروديت"، فالعشاء في هذه الجزيرة مختلف وفريد من نوعه، بل سيتجاوز فيها سقف التوقعات تماما. ففي سانتوريني يختلط ضوء أنوار الشوارع والشموع فوق طاولات المطاعم والحانات التي رُصّت على الأزقة الضيقة والقديمة والملتوية في جو انعدمت فيه الخصوصية، وتجاوز رسم الخطوط والحدود بين الجالسين على الكراسي والمارة. ليس هذا فحسب بل قد تصادف عروسا بلباس زفافها الأنيق وحذاء بسيط تتجول مع حورياتها أو يدا بيد برفقة عريسها في كامل حلته مع التقاط صور وسط المارة في الدروب وأثناء تسلق الدرج المتعرٍج على حافة المنحدر، من دون حرج من أحد.
Twitter Post
|
لم يكن من المستغرب أو الصعب أن يختار المهتمون بالسفر جزيرة سانتوريني اليونانية باعتبارها أفضل جزيرة أوروبية في قوائم السياحة الأفضل في العام الحالي 2018، وفقا لصحيفة تليغراف البريطانية ودليل السفر "لونلي بلانت" الذي صنفها ضمن أفضل 20 مكانا للسفر في العالم، وضمن أجمل 10 جزر على وجه الأرض حسب ترتيب "أدفايزر"، فهي ملأى بمميزات لا تحصى، فالمنحدرات فيها مكسوة بالمباني القديمة ذات القباب البيضاء والزرقاء على هيئة مكعبات السكر، على طول حافة كاليديرا المرتفعة، إلى جانب الشواطئ ذات الرمال السوداء والحمراء الحارقة، والعديد من حمامات السباحة. ومن تعذر عليه تسلق المنحدرات والدرج الوعر، ما عليه سوى امتطاء حمار أو بغل من محطة خصصت لهذا الغرض.
تقول آركون أريانا مالكة مكتب تأجير الحمير للمواصلات، لـ"العربي الجديد": "إنه ليس من السهل الحصول على ترخيص لامتلاك شركة مواصلات بمواصفات قانونية، بل الأمر الأصعب هو النقص في الحيوانات المستخدمة، لتضييق منظمات الرفق بالحيوان الخناق عليهم، والتي تفرض وزنا محدودا للحمولة البشرية فوق الحيوان، معللة ذلك بأن الدابة تجد صعوبة في تسلق المنعرجات الوعرة إذا كانت محملة بحمولة لا طاقة لها بها".
تقع جزيرة سانتوريني وعاصمتها مدينة فيرا على بعد 200 كيلومتر جنوب شرقي اليونان، جنوب بحر إيجه في أرخبيل كيكلاديس، ربما من أهم ما يميز الجزيرة هو جغرافيتها، حيث تقع على أطراف فوهة بركان انفجر قبل ما يزيد على 3500 عام، ولا يزال يُصنف واحدا من أكبر الانفجارات البركانية حتى الآن. وتتخذ الجزيرة، المرتفعة عن سطح البحر، شكلا أشبه بالهلال أو حدوة الحصان.
Twitter Post
|
نشأت جزيرة سانتوريني الأسطورية نتيجة تراكم طبقات الحمم البركانية المتتابعة التي تعرضت لها المنطقة، ما يفسر الألوان الغريبة لشواطئها وبعض قمم جبالها، وتشكيل الهضبة الرئيسية للجزيرة ومنحدراتها الساحرة، محاصرة بساحات خضراء بديعة وأراض خصبة تعد من أجود مناطق الزراعة.
كما تمثل سانتوريني فرصة لهواة النجوم والفلك لمراقبة النجوم والكواكب التي تُرى بالعين المجردة في الليالي الصافية. فضلاً عن استنشاق عبق التاريخ وزيارة أطلال مدينة ثيرا العتيقة سيرا على القدمين.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزيرة تحظى باهتمام خاص من قبل علماء الآثار الذين يواصلون حفرياتهم هناك بعد أن أسفرت أعمال حفر سابقة عن اكتشاف آثار لواحدة من أقدم الحضارات في التاريخ، ويسعى العلماء من خلال تنقيبهم للتحقق مما إذا كانت تلك الجزيرة هي ذاتها الموقع الذي غرقت فيه قارة أطلنطس المفقودة، والتي يعتقد أنها كانت تمتلك حضارة متقدمة ولكنها غرقت.
تغير اسم سانتوريني عبر الزمن، لقبت عند اليونانيين باسم "ثيرا"، واشتهرت بأسماء مختلفة في الماضي مثل "سترونغايل" أو "سترونغيلي" الذي يعني الدائرة لوصف الجزيرة التي كانت دائرية قبل انفجار البركان الشهير. وأيضاً "كاليستي" أو الجميلة، أما اسمها الحالي فيرجعه بعضهم إلى أن أهل البندقية الذين احتلوا الجزيرة في القرن الثالث عشر أطلقوا عليها اسم "سانت إيرني" التي تعني جزيرة القديس إيرني أو قديس السلام، إذ إن كلمة إيرني في اليونانية تعني السلام، وتحول الاسم مع الوقت إلى سانتوريني.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|