الصبغة السياسية لاحقت ستورمزي في الألبوم الجديد، خصوصاً أنه قد تم إطلاق الألبوم بعد ساعتين فقط من إغلاق صناديق اقتراع الانتخابات العامة في المملكة المتحدة، ما جعل من الصعوبة بمكان قراءة الإصدار بمعزل عن سياقه السياسي، ولا سيما أن الألبوم يحمل عنوان "Heavy in the head"، وهو الشطر الأول من جملة شكسبيرية شعرية شهيرة، تعود لمسرحية "هنري الرابع"، التي صورت التاريخ الإنكليزي كتاريخ دموي في الصراع على العروش، وتتمتها: "Heavy is the head that wears the crown"؛ وقد استخدم ستورمزي الجملة كاملةً في أغنية "Crown". وقد وردت هذه الجملة في النص الشكسبيري على لسان هنري الرابع، للتعبير عن مدى صعوبة أداء واجبه الملكي بسبب المسؤولية الملقاة على كاهله، والمتجسدة مادياً بالتاج الذي يضعه على رأسه؛ وقد أعاد ستورمزي استخدام الجملة ذاتها ضمن سياق ثائر وساخر.
في الأغنية ذاتها يقول ستورمزي: "أنا صوت السود". وكأنه يحمل تاج المسؤولية وعليه أن يعبر ويتمرد بهذه اللحظات التاريخية، وبكل ما يحيط فيها من مخاوف عنصرية التي قد تؤدي إليها سياسات الانغلاق. يذكر في الأغنية ذاتها: "قدمت منحة للأطفال، فقالوا إنها عنصرية. هذا ليس معادياً للبيض، بل تأييد للسود"، ليشير هنا إلى الانتقادات التي طاولته عندما قدم منحة للأطفال الأفارقة، والتأويلات التي بلغت حد تهمة العنصرية، ويلمح إلى أن تعاطي الإعلام مع الحادثة قد جعله يشعر بمدى ثقل تاج الملك.
وعلى الرغم من الأبعاد السياسية المحيطة بالألبوم، ولكن الثيمة الرئيسية له تبقى قضايا العنصرية ضد السود المهمشين في المجتمع البريطاني؛ ففي الأغنية الافتتاحية للعمل يعلن ذلك بقوله: "نحن لا نزال نبحث عن مساحة خاصة بنا"، ليبدأ من بعدها بإعادة كتابة سرديات وسائل الإعلام حول الشباب السود في بريطانيا، ما بين سرديات عامة تتناول أبناء العرق الأفريقي بالمجمل، وما بين سرديات خاصة تتعلق به؛ فيذكر التناقضات في الإعلام البريطاني، حين يشير إلى الاحتفاء بألبومه الأول الذي دام لأسبوع واحد، ومن بعدها عاد لموقعه كشاب أسود.
في بعض أغاني الألبوم، يميل ستورمزي إلى التعبير عن حياته العاطفية، وتبدو أغنية "Lessons" أكثر أغاني الألبوم رقة، ففيها يناجي ستورمزي حبيبته السابقة، الإعلامية مايا جام، ويطلب منها الصفح؛ لتبدو الأغنية لوهلة شبيهة بمسرحيات السيسيودراما، التي يعالج فيها المؤدي بها نفسه نفسياً من خلال مواجهته قضيته التي يبدو بها الطرف الأكثر ضعفاً.
في العموم، ورغم ثقل معظم أغاني الألبوم، وغلبة الطابع السياسي عليها، فإن هذه العوامل لم تقع عائقاً للحؤول دون تحقيق أغاني الألبوم جماليات خاصة في الموسيقى؛ فأداء ستورمزي العنيف والموسيقى الإيقاعية السريعة يجعلان من Heavy in the head" واحداً من أفضل ألبومات الراب التي أنتجت في الأعوام الأخيرة.