13 فبراير 2022
ستيف بانون والساحر الإماراتي
لا يملّ الساحر الإماراتي في واشنطن من تكرار خدعه وألاعيبه ضد قطر. وكل يوم يُخرج من جعبته ورقة جديدة، يحاول من خلالها تسليط الأضواء على قطر، باعتبارها أصل الشرور وراعية "العنف والتطرف". جديد أوراق الساحر كان قبل أيام في معهد هدسون، المعروف بميوله الصهيونية، والذي نظّم مؤتمراً على مدار يوم، لم يكن له هدف سوى مهاجمة قطر وربطها بالعنف والإرهاب. لذا، لم يكن مفاجئاً أن يكون متحدثون ومشاركون كثيرون فيه من صقور اليمين المحافظ واليمين المتطرّف في أميركا، والذين لم يكن غرضهم تشويه قطر، بقدر ما كان إرضاء "الساحر" وضمان الحصول على أمواله ومكافآته السخية.
تحدّث المشاركون، بكلام مكرر ومعروف، عن مكافحة الإرهاب والتطرّف الإسلامي، وكرّروا معزوفة دعم قطر التطرف، وانتقدوا علاقتها بإيران، إلخ. بدأ الساحر عرضه بورقة وزير الدفاع الأميركي السابق ورئيس المخابرات المركزية، ليون بانيتا، الذي قال كلاماً عاماً عن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، خصوصاً في آسيا والشرق الأوسط. ثم جاء بعده سلفه الجنرال ديفيد بترايوس الذي ترك وزارة الدفاع الأميركية بعد فضيحة مدويّة مع إحدى مساعداته، وتحدث أيضاً بشكل عام عن المشكلات الأمنية التي تواجه أميركا وحلفاءها. وغير خفي العلاقة الحميمة بين الساحر وبترايوس التي ظهرت للعلن قبل شهور في مؤتمر "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية"، الذي عُقد أواخر مايو/ أيار الماضي، قبل يومين من قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، وبدأت معه الأزمة الخليجية الحالية. تلت ذلك كلمات لأعضاء في الكونغرس، تربطهم علاقة جيدة بالساحر، والذين جاءوا لتكرار المعزوفة نفسها عن علاقة قطر بالعنف. وكأنهم جميعاً يقرأون من كتاب واحد مع اختلاف الكلمات.
ثم جاء الدور على صقر الصقور، أو مفاجأة الحفل التي جهزّها الساحر الإماراتي للجمهور، وهو ستيف بانون، المستشار الأيديولوجي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمنظّر الحقيقي لليمين المتطرف في أميركا. تحدث بانون بأريحية عن خلفيته العسكرية، وعن عائلته التي تخدم في الجيش الأميركي، في محاولة لتأكيد ولائه، وبعدها بدأ في إطلاق قنابله الفارغة. وقام بتشبيه "الخطر القطري" بخطر كوريا الشمالية الذي يهدد العالم الآن. بالغ الرجل في أدائه، وهو يعلم أنه كلما زادت مبالغته في وصف "الخطر القطري"، ارتفع رصيده البنكي. وهو الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع الساحر، ويزور بلاد هذا الساحر بشكل متواصل، وأصبح واحداً من أهل الدار. لذا، لم ينس الرجل أن يشيد بحكمة الإمارات والسعودية في مكافحة الإرهاب، وأن يثني على جهود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في اعتقال رموز الوسطية، وفصل آلاف الأئمة، وتغيير مناهج التعليم كي يرضى عنها ترامب. وما كان له ألا يفعل، فالساحر جالس أمامه يراقبه ويدوّن كلماته. وفي الخارج إعلاميون وصحافيون متلهفون لنقل تصريحات بانون، باعتبارها سبقاً صحافياً. اعترف بانون بأن حصار قطر تم التخطيط له مسبقاً قبل قمة الرياض التي حضرها مع ترامب، وأنه أمر حيوي للمنطقة. وكانت المفاجأة عندما سحب ورقةً من جواره، مدّون عليها المطالب الثلاثة عشر التي أصدرتها دول الحصار، وبدأ يتلوها واحداً تلو الآخر، بلغة متعثرة تثير الضحك والسخرية. في حين تم توزيع اسطوانة على الجمهور، تحوي فيلماً مدته نصف ساعة، غرضها الوحيد هو شيطنة قطر.
ما هذا الإبداع أيها الساحر؟ يجب أن يرفع لك جمهورك القبعة على قدرتك الساحرة على تحريك هؤلاء السياسيين والباحثين والإعلاميين، كي يتحدثوا بلسانك، ويتبنوا مواقفك، ولو من أجل مكافآتك السخية، وأن ينفذوا أجندتك بشكل عجز عنه الساحر السعودي الذي لا يزال يتخبط في سحره القديم.
تحدّث المشاركون، بكلام مكرر ومعروف، عن مكافحة الإرهاب والتطرّف الإسلامي، وكرّروا معزوفة دعم قطر التطرف، وانتقدوا علاقتها بإيران، إلخ. بدأ الساحر عرضه بورقة وزير الدفاع الأميركي السابق ورئيس المخابرات المركزية، ليون بانيتا، الذي قال كلاماً عاماً عن التحديات التي تواجه الولايات المتحدة، خصوصاً في آسيا والشرق الأوسط. ثم جاء بعده سلفه الجنرال ديفيد بترايوس الذي ترك وزارة الدفاع الأميركية بعد فضيحة مدويّة مع إحدى مساعداته، وتحدث أيضاً بشكل عام عن المشكلات الأمنية التي تواجه أميركا وحلفاءها. وغير خفي العلاقة الحميمة بين الساحر وبترايوس التي ظهرت للعلن قبل شهور في مؤتمر "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية"، الذي عُقد أواخر مايو/ أيار الماضي، قبل يومين من قرصنة موقع وكالة الأنباء القطرية، وبدأت معه الأزمة الخليجية الحالية. تلت ذلك كلمات لأعضاء في الكونغرس، تربطهم علاقة جيدة بالساحر، والذين جاءوا لتكرار المعزوفة نفسها عن علاقة قطر بالعنف. وكأنهم جميعاً يقرأون من كتاب واحد مع اختلاف الكلمات.
ثم جاء الدور على صقر الصقور، أو مفاجأة الحفل التي جهزّها الساحر الإماراتي للجمهور، وهو ستيف بانون، المستشار الأيديولوجي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والمنظّر الحقيقي لليمين المتطرف في أميركا. تحدث بانون بأريحية عن خلفيته العسكرية، وعن عائلته التي تخدم في الجيش الأميركي، في محاولة لتأكيد ولائه، وبعدها بدأ في إطلاق قنابله الفارغة. وقام بتشبيه "الخطر القطري" بخطر كوريا الشمالية الذي يهدد العالم الآن. بالغ الرجل في أدائه، وهو يعلم أنه كلما زادت مبالغته في وصف "الخطر القطري"، ارتفع رصيده البنكي. وهو الذي يرتبط بعلاقة وثيقة مع الساحر، ويزور بلاد هذا الساحر بشكل متواصل، وأصبح واحداً من أهل الدار. لذا، لم ينس الرجل أن يشيد بحكمة الإمارات والسعودية في مكافحة الإرهاب، وأن يثني على جهود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في اعتقال رموز الوسطية، وفصل آلاف الأئمة، وتغيير مناهج التعليم كي يرضى عنها ترامب. وما كان له ألا يفعل، فالساحر جالس أمامه يراقبه ويدوّن كلماته. وفي الخارج إعلاميون وصحافيون متلهفون لنقل تصريحات بانون، باعتبارها سبقاً صحافياً. اعترف بانون بأن حصار قطر تم التخطيط له مسبقاً قبل قمة الرياض التي حضرها مع ترامب، وأنه أمر حيوي للمنطقة. وكانت المفاجأة عندما سحب ورقةً من جواره، مدّون عليها المطالب الثلاثة عشر التي أصدرتها دول الحصار، وبدأ يتلوها واحداً تلو الآخر، بلغة متعثرة تثير الضحك والسخرية. في حين تم توزيع اسطوانة على الجمهور، تحوي فيلماً مدته نصف ساعة، غرضها الوحيد هو شيطنة قطر.
ما هذا الإبداع أيها الساحر؟ يجب أن يرفع لك جمهورك القبعة على قدرتك الساحرة على تحريك هؤلاء السياسيين والباحثين والإعلاميين، كي يتحدثوا بلسانك، ويتبنوا مواقفك، ولو من أجل مكافآتك السخية، وأن ينفذوا أجندتك بشكل عجز عنه الساحر السعودي الذي لا يزال يتخبط في سحره القديم.