سخي محمد: أنتظر عملية السلام لأعود إلى أفغانستان

16 يوليو 2020
"حلم حياتي أن أرى أفغانستان آمنة" (العربي الجديد)
+ الخط -

 

في فقر يعيش سخي محمد في باكستان. وشأنه شأن كثيرين من اللاجئين الأفغان، يرغب في العودة إلى بلاده فيما الوضع الأمني السائد يحول دون ذلك. لكنّ جهود عملية السلام الأخيرة مثّلت بارقة أمل له، وها هو اليوم ينتظر نجاح تلك الجهود حتى يعود إلى مسقط رأسه في إقليم قندوز شمالي أفغانستان.

يقول محمد البالغ من العمر 65 عاماً لـ"العربي الجديد" إنّ "حلم حياتي هو أن أرى أفغانستان آمنة وقد نجحت عملية السلام، فأحمل حاجياتي وأنتقل إلى بلادي لأعيش ما تبقّى من عمري وسط أبناء قريتي وفي الأراضي التي ورثتها من والدي، بعدما عشت مرارة الحياة بكلّ أشكالها لمدّة أربعة عقود". وكان محمد قد تنقّل في مناطق مختلفة من باكستان، هو الذي لجأ مع أسرته بقيادة والده ملنك خان إلى شمال غربي باكستان إبان الغزو السوفياتي، على الرغم من إغلاق المنافذ بين باكستان وأفغانستان. بداية، سكن في مدينة بيشاور الحدودية لمدّة ستة أشهر فقط، قبل أن ينتقل إلى مدينة كويتا في الجنوب، حيث كان يعيش بعض من أقاربه، فبقي هناك مع أفراد أسرته سبعة أعوام. بعد ذلك، انتقل محمد إلى شمال غرب باكستان من جديد، غير أنّه لم يعش هذه المرّة في بيشاور بسبب الحرّ، بل استقرّ في سوات وتحديداً في مخيّم دركي ملكند للاجئين الأفغان. وكان يحصل على دعم ومواد غذائية من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وبعدما توقّفت المفوضية عن دعهم، لم يعد العيش هناك في مصلحته ومصلحة أسرته، لا سيّما زوجته وأولادهما، وبالتالي قرّر الانتقال إلى مدينة راولبندي من أجل تأمين لقمة عيشه. وحتى يومنا، يعيش محمد في المدينة التي تقع على مقربة من العاصمة الباكستانية إسلام أباد.

يعمل محمد اليوم مع جميع أبنائه في سوق الخضار والفواكه بالمدينة. يقول: "نحن نعيش في باكستان من أجل لقمة العيش فقط، ولا نستطيع إحداث أيّ تغيير في حالنا. نعمل جميعنا طيلة النهار وما نكسبه يكفينا لتأمين قوتنا اليومي ولسداد بدل إيجار المنزل ورسوم الكهرباء والغاز". يضيف باسف: "أمّا مستقبل أولادي، فأنا غير قادر على تأمينه... لا تعليمهم ولا تزويجهم"، علماً أنّ لديه ستّة أبناء هم كل محمد وراز محمد ومحمد جميل وعبد الحميد ونور رحمن وسيف الرحمن، إلى جانب أربع بنات هنّ نورجانه ونورزيه وباز كله وحنيفه. ولا يختلف محمد عن سواه من اللاجئين الذين كانوا يحلمون بأن يتابع أولادهم، البنون والبنات على حدّ سواء، تعليمهم.

 

لجوء واغتراب
التحديثات الحية

 

ويؤكد محمد أنّ "الفقر جعلنا محرومين من كلّ شيء، لكنّ حرمان أولادي من التعليم يؤلمني كثيراً"، مضيفاً أنّ "زوجتي تلح كثيراً على ضرورة أن يتابع أبناؤنا وبناتنا تعليمهم، لكنّنا غير قادرين على ذلك لأنّنا لا نستطيع تحقيق كلّ ما نرغب فيه بالغربة". ويشير إلى أنّ "المدارس الحكومية في باكستان لا تقبل بمعظمها اللاجئين الأفغان، وإذا قبلتهم تكون الإجراءات مشدّدة. أمّا المدارس الخاصة فرسومها مرتفعة وثمّة تكاليف أخرى كثيرة أخرى فيها من قبيل الملابس والكتب وغير ذلك. بالتالي بقي أولادي من دون تعليم".