سردار بهادر... لم يحقق أحلامه بعد

27 ديسمبر 2019
يسعى إلى ادخار المال (العربي الجديد)
+ الخط -
صحيح أن سردار بهادر وُلد في باكستان، إلا أنه ظل يحلم بالعودة إلى بلده أفغانستان ومتابعة دراسته، إلا أن حلمه لم يتحقق

كغيره من الشبان، لدى سردار بهادر أحلام كثيرة لم يستطع تحقيقها بعد. إلا أنه ما زال يحتفظ بها علّ أولاده يحققون بعضاً منها إذا ما أتيحت لهم الفرصة. وُلد في باكستان التي لجأ والده إليها نتيجة الحرب الأهلية التي أعقبت خروج القوات السوفييتية من أفغانستان، علماً أن والده بقي في بلده خلال فترة الغزو السوفييتي.

كان يرغب في متابعة تعليمه والحصول على شهادة جامعية والعمل أستاذاً في إحدى جامعات بلاده. إلا أن تحقيق حلمه لم يعد ممكناً نظراً إلى عمره وحالة أسرته المعيشية. لكنه يأمل أن يتمكن أولاده من تحقيق حلمه في المستقبل. يضيف: "حين كنت صغيراً، كنت أساعد والدي في كل أعماله، لكنني لم أكن أظن يوماً أنني سأمارس المهنة نفسها التي امتهنها والدي. كنت أتوقع أن أكون أحسن حالاً وأتعلم كي أغيّر من حال أسرتي". كانت العائلة تعتقد أن في إمكانها العودة إلى أفغانستان، والاستفادة من الأراضي التي تملكها. لكن ذلك لم يتحقق بسبب استمرار الحروب الأهلية. "وأخشى أن يكون أولادنا ضحايا هذه الحروب كما هو حالنا".



سردار في العقد الثالث من العمر، وقد عانى مما يعانيه أي لاجئ بشكل عام. همّه الوحيد حالياً هو أن يوفر لأسرته ما تحتاج إليه. من جهة أخرى، يرغب في الزواج. لكن في الوقت نفسه، يخشى أن يكون زواجه مثل زواج الكثير من أقاربه وأقرانه من اللاجئين، ويعيش تحت وطأة الديون لفترة طويلة. لذلك، يرغب في ادخار المال قبل الزواج بدلاً من الاستدانة، حتى لا ترهقه الديون وتؤثر على حالته النفسية. لكن أهله في عجلة من أمرهم، ويريدون له الزواج في القريب العاجل، خصوصاً أن اثنين من أشقائه يرغبان في الزواج أيضاً، واعتادت الأسرة أن يتزوج الشبان في مقتبل العمر. لكنه وقد تجاوز سن الزواج المتعارف عليه، تصر عليه عائلته أن يتزوج على غرار ثلاثة من أشقائه، لكنه يرفض.

ليس لدى سردار وظيفة ثابتة، إذ يعمل في مقابل أجر يومي. يومياً، يخرج إلى الشارع ويبحث عن عمل، منها أعمال البناء أو نقل البضائع وغيرها. ويصرّ عليه شقيقه الأصغر الذي يعمل حارساً في أحد الأسواق أن يبحث عن عمل مثله. لكنه يرى أن العمل في مقابل أجر يومي أفضل من العمل الثابت والحصول على راتب ضئيل. يكسب يومياً ما بين 800 و1000 روبية باكستانية (ما بين خمسة وسبعة دولارات) وأحياناً أكثر، ويدخر جزءاً من المال من أجل مستقبله.