أعاد الأمين العام لحزب "جبهة التحرير الوطني"، عمار سعداني، مجدداً السجال السياسي بشأن القائد السابق لجهاز المخابرات الجزائرية، الفريق محمد مدين، والذي كان قد أقاله الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في 13 سبتمبر/أيلول 2015.
وهاجم سعداني، في اجتماع لقيادات حزبه، مدين، والذي كان معروفا باسم توفيق، واتهمه بدفع عدد من كوادر ثورة التحرير الجزائرية، وشخصيات تاريخية، إلى توقيع رسالة سياسية تطالب بتنحيته من على رأس الحزب.
وانتقد الأمين العام للحزب تاريخ الجنرال توفيق، ووصفه بـ"رأس حربة ضباط فرنسا بالجزائر"، في إشارة إلى الضباط الجزائريين الذين كانوا منخرطين في الجيش الفرنسي خلال الخمسينيات، قبل أن يلتحقوا في نهاية "ثورة التحرير"، بين عامي 1958 إلى 1962، بصفوف جيش التحرير.
وأضاف سعداني أن "مدين فقد كل شيء، وهو يلعب الآن أوراقه الأخيرة". واتهمه بـ"جلب المرشح الرئاسي السابق رشيد نكاز إلى جزائر للتشويش على الرئاسيات الماضية التي جرت في إبريل/نيسان 2014".
وقاد نكاز، وهو رجل أعمال جزائري يملك شركات في فرنسا، تحركات احتجاجية معارضة للسلطة، وقد اتهمه سعداني بـ"إثارة الفتنة في منطقة غرداية، جنوبي الجزائر"، وهي المنطقة التي شهدت في مارس/آذار 2015 أحداثا عنيفة بين الأمازيغ والعرب.
ودافع المسؤول السياسي عن منجزات الرئيس بوتفليقة، خصوصاً في ما يتعلق بالأمن والاستقرار، قائلاً: "هناك أطراف تبعث رسالة النسيان في قلوب الجزائريين حول ما حققته المصالحة الوطنية. لمن يقولون إن الجزائر ليست بخير، فليذهبوا إلى القرى والمداشر لمعرفة الحقيقة، فلولا بوتفليقة لما رجع الأمن إلى البلاد".
وانتقد سعداني الأمين العام السابق لـ"جبهة التحرير الوطني"، عبد العزيز بلخادم، وشكك في صلات بين أسرته والسلطات الاستعمارية الفرنسية في الجزائر خلال ثورة التحرير قبل عام 1962.
ورد بلخادم سريعا على تصريحات سعداني، ووصفها بـ"الخطاب القذر لشخص لا يتقن إلا السب الشتم، وأنا لا أرد على خطاب قذر لهذه الدرجة".
ومنذ أغسطس/آب 2014 يسود صراع سياسي داخل الحزب بين سعداني، والذي كان يشغل منصب رئيس البرلمان الجزائري بين 2004 إلى 2007، وبلخادم الذي كان يشغل منصب رئيس حكومة ووزير خارجية الجزائر وممثل شخصي للرئيس بوتفليقة.