وتناول الحريري في كلمته التطورات المحلية والإقليمية، مضمّناً إياها ردوداً على كلمة أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، التي ألقاها قبل يومين. فأكد الحريري أن عملية "عاصفة الحزم" في اليمن "لا تزال شوكة في حلق المشروع الإيراني للهيمنة على المنطقة، وأن طريق فلسطين لا تمر بالزبداني ودمشق، أما الطريق من بيروت إلى طهران فتمر بسورية والعراق".
وحذر الحريري من محاولة "استنساخ تجربة الحرس الثوري الإيراني في البلدان العربية، وإيجاد كيانات مسلحة رديفة للجيوش العربية في لبنان وسورية والعراق واليمن على شاكلة حزب الله والدفاع الشعبي والحشد الشعبي وأنصار الله عبر خطوط قاسم سليماني في دمشق والموصل وعدن وصنعاء".
كما أكد رئيس "المستقبل" أن "صب الزيت على النار السورية جريمة بحق لبنان، كما هو جريمة بحق الشعب السوري، والتضحية بأرواح مئات الشباب اللبنانيين دون أن يحققوا أهداف حزب الله في حماية النظام السوري سيضرب عميقاً في الوجدان السوري ويؤثر على العلاقات بين البلدين".
وذكّر الحريري بـ"محاولات التآمر على المناطق التي ترفع لواء المستقبل في لبنان، فكان يوم السابع من أيار (مايو) في بيروت، وتفجيرات طرابلس شمالي لبنان، ومؤامرة سماحة مملوك، وقد ردت هذه المناطق بالتأكيد على الوحدة الوطنية ودور الدولة".
وانطلق الحريري من استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان للرد على رئيس "تكتل التغيير والإصلاح"، النائب ميشال عون، فأكد أن تيار المستقبل "لم يجارِ باقي الأطراف المحلية في لعبة الفيتو ضد أي شخص مرشح للانتخابات الرئاسية، ونزلنا إلى مجلس النواب لانتخاب رئيس في كل الجلسات التي غاب عنها النصاب الدستوري، ثم شاركنا عون في الحكومة رغم تحفظات حلفائنا في حزب القوات اللبنانية، وصغنا مع وزراء عون عشرات القرارات. ثم فجأة قرر عون أنه محروم ومهمّش". وقال الحريري إن تياره "غير معني بمواجهة مع تيار عون ولا مع حزب الله الذي انضمّ إلى الحملة علينا ويتهمنا بالتفرّد بالسلطة".
اقرأ أيضاً: الخلاف السياسي ينتقل إلى داخل بيت ميشال عون
وأثنى الحريري على دور رئيس مجلس الوزراء، تمام سلام، الذي "يحمي موقع السلطة التنفيذية من الفراغ والشلل، وهو ما نتمنى أن يستكمله الرئيس نبيه بري في المجال التشريعي وصولاً إلى انتخاب رئيس للجمهورية يُمسك زمام القيادة".
كما تحدث الحريري عن اتفاق الطائف، مشيراً إلى "ظلم يتعرّض له الاتفاق الذي رسّخ العيش المشترك من خلال الطروحات البديلة التي يحاول البعض التسويق لها، وآخرها الحديث عن الفيدرالية التي تحاكي التقسيم وإيجاد جيوب طائفية في سورية والعراق".