يختزل الفنان والمعماري الأردني سعد الربضي (1986) في معرضه "من المدينة"، الذي يُفتتح في "غاليري المشرق" في العاصمة الأردنية الثلاثاء المقبل ويتواصل حتى 24 من آب/ أغسطس، عمّان بحركتها اليومية وتراكم طبقات معمارها عمودياً، متكئاً بذلك على سلسلة علاقات هندسية لونية اشتغل عليها منذ بداية تجربته الفنية.
تتنوّع التقنيات التي يشتغل عليها الربضي، فهو يمزج بين تخطيطات بالحبر على الورق، وأكريليك على القماش، وألوان مائية، إلى بعض اللوحات المشغولة بتقنية الكولاج، ويقدّمها في لوحات متفاوتة الحجوم تنسج مشاهداته؛ الأضواء والأبنية والجسور والناس والمركبات والطرقات التي تشكّل لوحته.
تختلف زوايا النظر إلى الفضاءات العامّة لديه، ليلاً أو نهاراً، في لحظة ازدحام أو فترة سكون، صاخبة أحياناً وهادئة في أخرى، لكنها التقطت بانتقائية تُظهر إثارة ما في المدينة، ليشتغل عليها لاحقاً بتخطيطات تبعدها عن صورتها في الواقع وإن ظلّت تحمل عناصره الأساسية، إذ "يقدم تعبيرات بصرية تنقل حميمية المكان والزمان، وتتمثّل في التراكيب المعقدة التي تعطي شكلاً مرئياً للجوهر العاطفي للحياة الحديثة في المدينة"، بحسب البيان الصحافي للمعرض.
تحضر مساحات تجريبية في أعمال الربضي الذي يجمع بين الواقعية والتعبيرية، وبعدٍ تجريدي في بعضها، مبرزاً العلاقات بين الأماكن والأشخاص الذين يعيشون فيها، وأثر التغيّرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية على تخطيط المدينة وعمرانها، في استفادة واضحة من تخصّصه في الهندسة المعمارية.
توثيق العابر والمؤقت والمتحوّل في المدن هو الثيمة الأساسية التي تبيّن الاختلاف بين عملّ وآخر في المعرض رغم تشابه بعض المشاهد التي يلتقطها الفنان، وهي مستوحاة من عمّان بالدرجة الأولى، وبيروت التي أقام ودرس فيها الفن.