وعُقد اجتماع السفراء الثلاثة مع وزير الخارجية السوداني أيضاً، بعد ظهر أمس الجمعة، وبعد ساعات من وصول الأخير إلى الخرطوم عائداً من رحلته إلى النرويج، وبناءً على طلب الدبلوماسيين الثلاثة، بحسب المصادر.
ووفق مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، فإن سفراء "الدول الثلاث أبدوا قلقاً من زيارة المسؤول القطري، بما يرتبط بموقف السودان بشأن الأزمة الخليجية، والذي تمثل بوقوف السودان على الحياد".
في المقابل، ذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، أن "غندور جدد أمام السفراء حرص الخرطوم على إصلاح ذات البين بين الأشقاء الخليجيين، فضلاً عن دعم ومساندة المبادرة الكويتية". وأشار إلى أن "السودان ينظر لمنظومة مجلس التعاون الخليجي باعتبارها نموذجاً للتضامن والوحدة العربية، قاطعاً بثقة الرئيس السوداني في حكمة وقدرة دول المجلس على تجاوز الأزمة الراهنة بما يضمن تماسك المنظومة ويحفظ مصالح دولها الشقيقة".
وعلم "العربي الجديد"، أنّ مسؤولاً إماراتياً يجري حالياً زيارة إلى المنطقة، حيث زار إثيوبيا، ويتوقع أن ينتقل إلى الخرطوم. وتأتي جولة المسؤول هذه استكمالاً لحملة التحريض التي تقودها الإمارات والسعودية ضدّ قطر، في مناطق مختلفة.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية سلطان بن سعد المريخي، قد أجرى سلسلة زيارات إلى عدد من الدول الأفريقية أخيراً، بينها السودان والصومال وإثيوبيا، لحشد الدعم للموقف القطري في الأزمة الخليجية، وضمان بقاء تلك الدول على الحياد، على أقل تقدير، وفق ما أعلنت منذ بداية الأزمة.
وتأتي تحركات الدوحة بعد حالة الاصطفاف والاستقطاب الكبيرة التي تمت خلال الفترة التي أعقبت إعلان دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة قطر دبلوماسيًّا، وفرض حصار عليها، إذ أبدت مجموعة من الدول العربية والأفريقية انحيازها إلى المعسكر السعودي في الأزمة، وقطعت علاقاتها مع قطر، منها تشاد وأريتريا وجيبوتي.
ويرى مراقبون أن التحرك القطري في دول كالسودان وإثيوبيا والصومال وكينيا يأتي باعتبارها تمثل العمق الأفريقي لها، كما أن وقوف تلك الدول على الحياد من شأنه أن يخفف الضغوط السياسية على الدوحة، فضلاً عن أن موقف السودان وتشاد من شأنه أن يظهر عدم اتفاق في مواقف المعسكر السعودي، باعتبارهما جزءاً من التحالف العربي بقيادة الرياض.
ووفقاً لمصادر متطابقة، فإن وزير الدولة للشؤون الخارجية القطرية، عمد خلال زيارته لدول إثيوبيا والسودان والصومال، إلى إيصال رسالة أكّد خلالها تفهم الدوحة مواقف تلك الدول في عدم الانحياز لأي طرف، بالنظر للمصالح التي تربطها بالطرفين، وحرصها على المحافظة عليها، كذلك شدّد على رغبة بلاده في حل الأزمة عبر الطرق الدبلوماسية والحوار.