انتقد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، مجلس الأمن الدولي لعدم تقديمه أي خطوات عملية تحدّ من التوسع الاستيطاني الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وقال في مؤتمر صحافي عقده بمقر الأمم المتحدة ومجلس الأمن في نيويورك، بعد الإحاطة المتلفزة التي قدمها مبعوث الأمين العام الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، من القدس المحتلة أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك، إنّه "استمعنا إلى مداخلة السيد ملادينوف وتأكيده على أن الاستيطان غير قانوني، ولكن لا يكفي أن تحدد الرباعية ومجلس الأمن مواقف مبدئية معينة دون طرح خطوات عملية محددة لوقف الاستيطان الذي تقوم به سلطة الإحتلال الإسرائيلي من أجل وقفها عند حدها، وهذا يعد موقفاً لفظياً لا يشكل أي ضغط جدي على سلطات الاحتلال الإسرائيلي".
ودعا منصور مجلس الأمن إلى "الاجتماع وعقد نقاش جدي حول الموضوع"، لافتاً إلى أنّ "السلطة الفلسطينية وضعت منذ مارس/آذار الماضي مسودة قرار دولي يدين الاستيطان عند جامعة الدول العربية"، مؤكداً أنّ "المجلس سيعقد جلسة نقاش غير رسمي وسط شهر أكتوبر/تشرين الأول، لنقاش موضوع الاستيطان وتأثيره على حياة الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
من جهته، قدّم ملادينوف إحاطته أمام مجلس الأمن مستهلاً حديثه عن الاسيتطان والعقبة التي يشكلها لتحقيق أي خطوات فعلية من أجل التوصل لحل الدولتين، مؤكداً أنّ "الحكومة الإسرائيلية قامت منذ شهر يوليو/ تموز الأخير بإعطاء تراخيص لأكثر من ألف وحدة بناء في القدس الشرقية المحتلة، فضلاً عن أكثر من 700 وحدة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية".
وأكّد أنّ "إسرائيل تقوم بخطط مسح جديدة للكشف عن أراضي دولة في منطقة E2 الحساسة، وهذه الخطوة يمكن أن تمنح إمكانية لبناء مستوطنة إضافية على مشارف مدينة بيت لحم"، مشيراً إلى" خطط استيطانية في الخليل كذلك".
وتطرق كذلك إلى "الزيادة في نسبة هدم بيوت الفلسطينيين وامتناع السلطات الإسرائيلية عن إعطاء تراخيص بناء خاصة للفلسطينيين الذين يعيشون في القدس"، مؤكداً أنّ "السلطات الإسرائيلية قامت بهدم حوالي 43 منزلاً وتشريد 340 فلسطينياً في القدس الشرقية ومحيطها"، مطالباً إسرائيل بـ"التوقف عن اتخاذ تلك الخطوات التي من الصعب أن نرى كيف يمكن أن تؤدي للتوصل إلى حل الدولتين".
ووصف ملادينوف العمليات الأخيرة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة بأنها "جاءت رداً على صاروخين أطلقهما مسلحون من القطاع، سقط أحدهما في منطقة سديروت"، موضحاً أنّ "إسرائيل أطلقت 60 صاروخاً وقامت بتدمير 30 هدفاً عسكرياً. وتبنى ملادينوف بذلك مجدداً الرواية الإسرائيلية الرسمية لما يحدث في فلسطين المحتلة.
وناشد الحكومة الإسرائيلية، التي قتل جنودها قبل يومين فلسطينيا من ذوي الاحتياجات الخاصة أثبتت التحقيقات الأولية الإسرائيلية أنه لم يشكل أي خطر على قواتها، بـ"محاسبة المسؤولين وأخذ الخطوات اللازمة ضد استخدام القوى غير المبرر".
كما ابتعد مبعوث الأمين العام مجدداً عن استخدام أي كلمات تضع اغتيال وقتل الفلسطينيين من قبل قوات الاحتلال في سياقه، فيصبح قتلهم "استخدام غير مبرر للقوة". وحول غزة، قال ملادينوف إنّ "التدفق المستمر للمساعدات الإنسانية هو شريان الحياة الوحيد لأكثر من مليون فلسطيني في غزة، يعيشون تحت ظروف وأوضاع إنسانية مزرية في وضع إنساني خطر، إلى أن يتم رفع الحصار ووقف التعزيزات العسكرية، وعودة السلطة الفلسطينية الشرعية".