23 اغسطس 2016
سفينة العصاة وطيور الطاعة
هاني أحمد (سورية)
صعدوا في سفينتهم، متجهين إلى الضفة اﻷخرى، حيث رأوا من بعيد جنتهم التي ينشدونها، حيث يتمتعون هناك بقدر أكبر من الحرية والحياة، بعدما عانوا عقوداً من نهش الوحوش لهم واستعباد السادة لهم وظلمهم، فلم يعرفوا طعماً للحياة، من شدة الضغوط والمعاناة التي كانوا يعيشونها.
أبحرت سفينتهم التي لا عودة لها إلى نقطة البداية، لأن في رجوعها فناؤهم وموتهم المحتوم، فسارت الامور كما يريدون لكن سرعان ما تغيرت تلك الحالة بعدما أحس الجلادون والسادة بخطورة هذه الخطوة وقرب فنائهم، فأرسلوا خلفهم السفن المحملة بالجنود والمدافع، لإعادتهم إلى بيت الطاعة أو إبادتهم وسفينتهم في عرض البحر، فكانت المعركة وسط البحر بين سفينةٍ مليئة بالعصاة من أطفال ونساء ورجال متشوقين إلى جنتهم، ولا يملكون إلا الحجارة التي حملوها معهم، وصدورهم العارية وجنود مدججين بالسلاح والمدافع ومتشبعين بفكر العبودية، فكانت المعركة لصالح سفينة العصاة، ففاض غضب السادة، فأرسلوا خلفهم الطيور الجارحة، لمساعدة الجنود في ارجاع سفينة العصاة. انفضت الجوارح على السفينة، محاولةً تدمير أجزاء منها، وبدأت مخالبها وضرباتها تطال تلك الأجساد الطرية، فتنهش لحمهم وتكسر عظامهم، وهم لا حول لهم ولا قوة. وفي خطوةٍ ماكرةٍ، استعان السادة بالغربان السود التي بدأت أيضاً إلقاء حممها وبيوضها على السفينة، محاولةً بذلك بناء أعشاش لها وتثبيت موطئ قدم لها على أرض تلك السفينة، أملا في إغراقها حين تتاح الفرصة، وجدا ركاب السفينة أنفسهم بين عدوين، جنود السادة والغربان التي بدأت في بناء أعشاشها وتتمكن منهم
رأوا سفناً تأتي من بعيد، بدأوا بالتلويح لها، لعلها تخلصهم مما يعانونه، استجابت لهم بعض السفن، ألقت لهم الطعام والدواء لمساعدتهم على إكمال رحلتهم، لكن بعض السفن الاخرى أعرت عن مساعدتهم، واكتفت بمشاهدة الجوارح تنهش أجسادهم.
خيم الهدوء فترة قصيرة، لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، سرعان ما جاءت أسراب من الطيور الجارحة التي بدأت رمي حممها وأحجارها على السفينة، بدعوى أنه يوجد في داخلها قراصنة وغربان سود، فدمروا جزءاً من السفينة، وأصيب عدد كبير من ركاب السفينة وسط البحر، بسبب ضربات الجوارح، ومهاجمة الجنود السفينة، وبسبب انتشار الأمراض ونقص الغذاء. اتفق القسم المتبقي على مواصلة رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، والوصول إلى الضفة الأخرى، لكنهم كانوا مقسمين إلى مجموعاتٍ، بفعل الجوارح والغربان، وكل مجموعة تجدف في اتجاه، الأمر الذي انعكس عليهم، فتباطأت سفينتهم، بفعل تشتت قوتهم، وعدم وجود قبطان لها. لكن، حدث ما لم يكن متوقعاً. أعلنت مجوعات على السفينة استقلالها، في جزءٍ من السفينة، وطالبت باقتسامها وسط البحر. وتسلل اليأس إلى بعض المجموعات، فألقت نفسها في البحر، باحثة عن شواطئ جديدة، إلا أن القسم الأكبر لازال مؤمناً، ومدركا أهمية هدفه، ومصراً على تحقيقه، وموقناً بعدم إمكانية العيش بدونه، لكنهم لم يدركوا، حتى هذه اللحظة، أهمية وجود قبطان لسفينتهم، يعمل على توحيدهم وتوجيههم، ويحاول إصلاح السفينة من الخروق والأضرار التي لحقت بها، قبل أن تمتلئ بالماء وتغرق، ويغرق ركّابها .
أبحرت سفينتهم التي لا عودة لها إلى نقطة البداية، لأن في رجوعها فناؤهم وموتهم المحتوم، فسارت الامور كما يريدون لكن سرعان ما تغيرت تلك الحالة بعدما أحس الجلادون والسادة بخطورة هذه الخطوة وقرب فنائهم، فأرسلوا خلفهم السفن المحملة بالجنود والمدافع، لإعادتهم إلى بيت الطاعة أو إبادتهم وسفينتهم في عرض البحر، فكانت المعركة وسط البحر بين سفينةٍ مليئة بالعصاة من أطفال ونساء ورجال متشوقين إلى جنتهم، ولا يملكون إلا الحجارة التي حملوها معهم، وصدورهم العارية وجنود مدججين بالسلاح والمدافع ومتشبعين بفكر العبودية، فكانت المعركة لصالح سفينة العصاة، ففاض غضب السادة، فأرسلوا خلفهم الطيور الجارحة، لمساعدة الجنود في ارجاع سفينة العصاة. انفضت الجوارح على السفينة، محاولةً تدمير أجزاء منها، وبدأت مخالبها وضرباتها تطال تلك الأجساد الطرية، فتنهش لحمهم وتكسر عظامهم، وهم لا حول لهم ولا قوة. وفي خطوةٍ ماكرةٍ، استعان السادة بالغربان السود التي بدأت أيضاً إلقاء حممها وبيوضها على السفينة، محاولةً بذلك بناء أعشاش لها وتثبيت موطئ قدم لها على أرض تلك السفينة، أملا في إغراقها حين تتاح الفرصة، وجدا ركاب السفينة أنفسهم بين عدوين، جنود السادة والغربان التي بدأت في بناء أعشاشها وتتمكن منهم
رأوا سفناً تأتي من بعيد، بدأوا بالتلويح لها، لعلها تخلصهم مما يعانونه، استجابت لهم بعض السفن، ألقت لهم الطعام والدواء لمساعدتهم على إكمال رحلتهم، لكن بعض السفن الاخرى أعرت عن مساعدتهم، واكتفت بمشاهدة الجوارح تنهش أجسادهم.
خيم الهدوء فترة قصيرة، لكنه كان الهدوء الذي يسبق العاصفة، سرعان ما جاءت أسراب من الطيور الجارحة التي بدأت رمي حممها وأحجارها على السفينة، بدعوى أنه يوجد في داخلها قراصنة وغربان سود، فدمروا جزءاً من السفينة، وأصيب عدد كبير من ركاب السفينة وسط البحر، بسبب ضربات الجوارح، ومهاجمة الجنود السفينة، وبسبب انتشار الأمراض ونقص الغذاء. اتفق القسم المتبقي على مواصلة رحلتهم المحفوفة بالمخاطر، والوصول إلى الضفة الأخرى، لكنهم كانوا مقسمين إلى مجموعاتٍ، بفعل الجوارح والغربان، وكل مجموعة تجدف في اتجاه، الأمر الذي انعكس عليهم، فتباطأت سفينتهم، بفعل تشتت قوتهم، وعدم وجود قبطان لها. لكن، حدث ما لم يكن متوقعاً. أعلنت مجوعات على السفينة استقلالها، في جزءٍ من السفينة، وطالبت باقتسامها وسط البحر. وتسلل اليأس إلى بعض المجموعات، فألقت نفسها في البحر، باحثة عن شواطئ جديدة، إلا أن القسم الأكبر لازال مؤمناً، ومدركا أهمية هدفه، ومصراً على تحقيقه، وموقناً بعدم إمكانية العيش بدونه، لكنهم لم يدركوا، حتى هذه اللحظة، أهمية وجود قبطان لسفينتهم، يعمل على توحيدهم وتوجيههم، ويحاول إصلاح السفينة من الخروق والأضرار التي لحقت بها، قبل أن تمتلئ بالماء وتغرق، ويغرق ركّابها .
مقالات أخرى
16 اغسطس 2016
20 يونيو 2016
28 مايو 2016