تتكلم عن الاستقرار وكأنها الأم تريزا. وتتكلم عن الثورة وكأنها عائدة من كهف كان يتلاصق مع كهوف غيفارا.... تتكلم عن خطط التنمية وكأن في حقيبتها الجنزوري. ثم تتكلم عمن شق عصا الجماعة وكأنها عائدة تواً من حلف موقعة الجمل بعدما تركت عائشة والزبير في خيمتيهما. الغريب أن ما بين التنمية ولهيب الثورة –في الحديثين– قد لا يتعدى الشهر أو الشهرين.
فور أن تولى عصام شرف أول حكومة بعد الثورة، كانت سكينة فؤاد (في كعبه) في أي خطوة يخطوها كمستشارة لرئيس مجلس الوزراء، سواء أذهب الرجل إلى مصنع للحرير في حلوان كي يهدئ من ثورات العمال من أجل الحوافز، أو ذهب عصام لمحاجر المنيا أو حتى ذهب إلى عواقل وعائلات البدو في سيناء أو السلوم، أما لو ذهب لملاقاة الكتّاب فهي في أول الصفوف، فما علاقة سكينة فؤاد بالمحاجر ومصانع الطوب، وطفلة الطوب الحراري في البدرشين؟
كانت فؤاد رئيسة للتحرير في عهد مبارك لسنوات طوال، وكانت تكتب المسلسلات كـ"ليلة القبض على فاطمة"، وبعد المعاش وجدناها معينة، من مبارك، عضواً في مجلس الشورى لسنوات، فمن ذلك الذي لصقها بكعب عصام شرف كمستشارة لأول رئيس مجلس وزراء جاء من الميدان، فكيف مرّ ذلك على الثورة بسهولة؟
الأكثر غرابة من ذلك أنها بعدما جاء مرسي كأول رئيس منتخب وجدنا، أيضاً، سكينة فؤاد مستشارة لمرسي، وحينما أصدر إعلانه الدستوري اعتذرت بسبب حالتها الصحية.
الأكثر غرابة من ذلك أنها بعدما جاء مرسي كأول رئيس منتخب وجدنا، أيضاً، سكينة فؤاد مستشارة لمرسي، وحينما أصدر إعلانه الدستوري اعتذرت بسبب حالتها الصحية.
وبعد عزل محمد مرسي وجدنا سكينة فؤاد بجوار تواضروس والشيخ الطيب ومحمود بدر والبرادعي (في خريطة الطريق)، فهل كانت تلك السيدة تعي كل تلك الخطوات التي تكلف بها من المجلس العسكري وتؤديها ببراعة أم أن الأمور كانت كمنحة -لها- من قدر رحيم بسيدة في الثمانين لا يخشى منها المتنافسون والساسة وخصوصاً وهي تستطيع أن تطابق النقيضين في لمسة واحدة في الكلام؟
إذن سنفترض أنها منذ البداية كانت في بؤرة المشهد تراقب حتى تصل ذروة خدماتها بإزاحة مرسي، فما لزوم أن تعمل، أيضاً، مستشارة للرئيس المؤقت عدلي منصور؟
وتلك كانت مهمة بعيدة عن التصاعد الدرامي تماماً، لأن المستشار، عدلي منصور، لم يكن به مطمع في سلطة، فالرجل حمل الأمانة ثم سلّمها لصاحبها الأصلي ثم أخذ (القلادة) و(شرخ) إلى محكمته الدستورية.
إذن سنفترض أنها منذ البداية كانت في بؤرة المشهد تراقب حتى تصل ذروة خدماتها بإزاحة مرسي، فما لزوم أن تعمل، أيضاً، مستشارة للرئيس المؤقت عدلي منصور؟
وتلك كانت مهمة بعيدة عن التصاعد الدرامي تماماً، لأن المستشار، عدلي منصور، لم يكن به مطمع في سلطة، فالرجل حمل الأمانة ثم سلّمها لصاحبها الأصلي ثم أخذ (القلادة) و(شرخ) إلى محكمته الدستورية.
الآن ماذا تنتظر سكينة فؤاد في الأيام المقبلة؟ وقد أصبحت وزارة الثقافة في يد جابر عصفور، وهو المكان الوحيد الذي رشحت له ولم تحصل عليه؟ عموماً، نتمنى أن نراها معينة في مجلس الشعب القادم في دورتي السيسي القادمتين، وبإذن واحد أحد سيسلمها بنفسه للرئيس التالي، ونحن نتفرج عليها في البرلمان وقد صرنا كباراً والملوخية تلوث ملابسنا بعدما ترتعش أصابعنا من المرض، والسيدة كما هي عنيدة تنتقل من رئيس إلى رئيس دون أن يرتعش لها جفن أو حاجب.