من القطاع السوري المحرر من الجولان المحتل من قبل (إسرائيل)، نزحت سلام صالح، كما نزح العديد من السوريين إلى لبنان منذ بدء الحرب قبل أعوام. عمرها 49عاماً ولو أنّ سنوات الألم تجعلها تبدو أكبر.
تتحدث عن معاناة النزوح المستمرة. تعيش اليوم في منطقة الوردانية، الواقعة في إقليم الخروب، بالقرب من صيدا الجنوبية. استأجرت بيتاً تقطن فيه مع أفراد عائلتها. تقول: "نزحنا إلى لبنان منذ سنة ونصف فقط. قريتنا لم تشهد في أول فترات الثورة أي معارك. لكنّ ذلك لم يدم طويلاً، فقد شنت المعارضة هجوماً على قوات النظام المتمركزة في القرية واستولت عليها". تتابع: "كنّا داخل القرية، فعمل الرجال على إخراجنا منها ليلاً بالسيارات والباصات هرباً من المعارك. خرجت أنا وأولادي، وأشقائي ونساؤهم، بالإضافة إلى زوجة ابني وابنها الصغير وأقارب آخرين في باص صغير. سار بنا في طريق زراعي، باتجاه العاصمة دمشق. وبينما كنّا في الطريق انفجر لغم أرضي تحت أحد الدواليب. مات بعض الركاب منهم حماتي وابن شقيق زوجي وبنات عمي. وأصيب آخرون عدا عن هلع الجميع". تضيف: "حفيدي كان من بين المصابين. يبلغ من العمر 12 عاماً وأصيب بكسر في الجمجمة، ونزيف داخلي في الرأس. حال تمكننا أدخلناه إلى مستشفى الأطفال في دمشق وقد ظلّ شهراً فيها".
تسبب الحادث للطفل بإعاقة حركية وحسية. فهو كما تقول جدته، لا يمشي و لا يتكلم. تشير سلام إلى أنهم كانوا في الباص الصغير ستين شخصاً عندما وقع الانفجار. بعد ذلك، وصلوا إلى قرية المبطى القريبة التي كان أهلها قد غادروها هرباً من الحرب. باتوا فيها يومين. بعدها ذهبوا إلى منطقة خان أرنبة (في الطريق ما بين القنيطرة ودمشق)، التي نزح إليها كثيرون. تقول عن هذه المرحلة: "أقمنا هناك في بيت أختي التي نزحت قبلنا إلى خان أرنبة. كنّا جميعنا ننام في غرفة واحدة. بعدها وقعت اشتباكات في خان أرنبة، فسقطت قذيفة على البيت، لنترك الضيعة مجدداً".
ومن نزوح إلى نزوح ذهبت العائلة هذه المرة إلى ضيعة الكوع، ومكثت فيها سبعة أشهر. تقول سلام: "اقترب القصف مجدداً من مكان إقامتنا، والمعارك اقتربت أكثر، فاتصل زوجي بنا وطلب منا النزوح إلى لبنان. وبقي هو وحده في سورية".
لكنّ الظروف في لبنان بالرغم من الابتعاد عن الحرب لم تكن جيدة أيضاً. تقول: "أقمنا في البداية في بيت تحت الأرض في الوردانية. كنا ندفع مائة دولار أميركي أجرة له". هو بيت لا تدخل إليه الشمس أبداً ولا هواء فيه. بات الجميع كباراً وصغاراً يعانون من الحساسية خصوصاً الطفل الذي أصيب باللغم. وهو ما جعل العائلة تغادر المنزل إلى منزل آخر في المنطقة إيجاره أغلى، لكنّ وضعه أفضل بكثير.
تقول سلام: "زوجي ما زال موجوداً في سورية، ولم يتمكن من المجيء إلى لبنان هذه المرة. جاء في عيد الأضحى الماضي لكن بعد عودته إلى عمله في سورية منعت الدولة اللبنانية دخول السوريين إلى لبنان. يعيش اليوم في منطقة تسمى الكوم، ويعمل في خان أرنبة. يدفع راتبه كإيجار للمنزل الذي يسكن فيه بالإضافة إلى الغذاء".
تتابع: "الوضع في لبنان صعب جداً فالمعيشة مكلفة بشكل كبير. وابناي يعملان حيناً، وفي أغلب الأحيان لا يعملان، خصوصاً أنّهما مياومان في ورش البناء. عندما يعملان يتحسن الوضع قليلاً مع أنّ أجرتهما ضئيلة، فالواحد منهما يتقاضى يومية ثلاثين ألف ليرة (20 دولاراً)". بناتها الأربع بقين في سورية مع أزواجهن. هي لا تعرف عنهن شيئاً اليوم. ولا تعرف إنّ كن قد تمكنّ من الخروج من منازلهن مع الأطفال والأزواج أم ما زلن في مناطق الحرب. هي لا تدري إن كانوا جميعاً على قيد الحياة أم لا.
تقول سلام: "المعارك مع القصف اليومي أخرجتنا من بيوتنا. واليوم، لا نستطيع العودة إلى قريتنا المستهدفة. لا نعرف إلى أين سنصل لاحقاً. هنا نخاف من التحرك بشكل طبيعي. نخشى توقيفنا وترحيلنا إلى سورية، خصوصاً بعد إقرار التعليمات الجديدة بمنع السوريين من دخول لبنان من دون كفيل".
اقرأ أيضاً: سفيان الذي كان يحب الحياة واللعب
تتحدث عن معاناة النزوح المستمرة. تعيش اليوم في منطقة الوردانية، الواقعة في إقليم الخروب، بالقرب من صيدا الجنوبية. استأجرت بيتاً تقطن فيه مع أفراد عائلتها. تقول: "نزحنا إلى لبنان منذ سنة ونصف فقط. قريتنا لم تشهد في أول فترات الثورة أي معارك. لكنّ ذلك لم يدم طويلاً، فقد شنت المعارضة هجوماً على قوات النظام المتمركزة في القرية واستولت عليها". تتابع: "كنّا داخل القرية، فعمل الرجال على إخراجنا منها ليلاً بالسيارات والباصات هرباً من المعارك. خرجت أنا وأولادي، وأشقائي ونساؤهم، بالإضافة إلى زوجة ابني وابنها الصغير وأقارب آخرين في باص صغير. سار بنا في طريق زراعي، باتجاه العاصمة دمشق. وبينما كنّا في الطريق انفجر لغم أرضي تحت أحد الدواليب. مات بعض الركاب منهم حماتي وابن شقيق زوجي وبنات عمي. وأصيب آخرون عدا عن هلع الجميع". تضيف: "حفيدي كان من بين المصابين. يبلغ من العمر 12 عاماً وأصيب بكسر في الجمجمة، ونزيف داخلي في الرأس. حال تمكننا أدخلناه إلى مستشفى الأطفال في دمشق وقد ظلّ شهراً فيها".
تسبب الحادث للطفل بإعاقة حركية وحسية. فهو كما تقول جدته، لا يمشي و لا يتكلم. تشير سلام إلى أنهم كانوا في الباص الصغير ستين شخصاً عندما وقع الانفجار. بعد ذلك، وصلوا إلى قرية المبطى القريبة التي كان أهلها قد غادروها هرباً من الحرب. باتوا فيها يومين. بعدها ذهبوا إلى منطقة خان أرنبة (في الطريق ما بين القنيطرة ودمشق)، التي نزح إليها كثيرون. تقول عن هذه المرحلة: "أقمنا هناك في بيت أختي التي نزحت قبلنا إلى خان أرنبة. كنّا جميعنا ننام في غرفة واحدة. بعدها وقعت اشتباكات في خان أرنبة، فسقطت قذيفة على البيت، لنترك الضيعة مجدداً".
ومن نزوح إلى نزوح ذهبت العائلة هذه المرة إلى ضيعة الكوع، ومكثت فيها سبعة أشهر. تقول سلام: "اقترب القصف مجدداً من مكان إقامتنا، والمعارك اقتربت أكثر، فاتصل زوجي بنا وطلب منا النزوح إلى لبنان. وبقي هو وحده في سورية".
لكنّ الظروف في لبنان بالرغم من الابتعاد عن الحرب لم تكن جيدة أيضاً. تقول: "أقمنا في البداية في بيت تحت الأرض في الوردانية. كنا ندفع مائة دولار أميركي أجرة له". هو بيت لا تدخل إليه الشمس أبداً ولا هواء فيه. بات الجميع كباراً وصغاراً يعانون من الحساسية خصوصاً الطفل الذي أصيب باللغم. وهو ما جعل العائلة تغادر المنزل إلى منزل آخر في المنطقة إيجاره أغلى، لكنّ وضعه أفضل بكثير.
تقول سلام: "زوجي ما زال موجوداً في سورية، ولم يتمكن من المجيء إلى لبنان هذه المرة. جاء في عيد الأضحى الماضي لكن بعد عودته إلى عمله في سورية منعت الدولة اللبنانية دخول السوريين إلى لبنان. يعيش اليوم في منطقة تسمى الكوم، ويعمل في خان أرنبة. يدفع راتبه كإيجار للمنزل الذي يسكن فيه بالإضافة إلى الغذاء".
تتابع: "الوضع في لبنان صعب جداً فالمعيشة مكلفة بشكل كبير. وابناي يعملان حيناً، وفي أغلب الأحيان لا يعملان، خصوصاً أنّهما مياومان في ورش البناء. عندما يعملان يتحسن الوضع قليلاً مع أنّ أجرتهما ضئيلة، فالواحد منهما يتقاضى يومية ثلاثين ألف ليرة (20 دولاراً)". بناتها الأربع بقين في سورية مع أزواجهن. هي لا تعرف عنهن شيئاً اليوم. ولا تعرف إنّ كن قد تمكنّ من الخروج من منازلهن مع الأطفال والأزواج أم ما زلن في مناطق الحرب. هي لا تدري إن كانوا جميعاً على قيد الحياة أم لا.
تقول سلام: "المعارك مع القصف اليومي أخرجتنا من بيوتنا. واليوم، لا نستطيع العودة إلى قريتنا المستهدفة. لا نعرف إلى أين سنصل لاحقاً. هنا نخاف من التحرك بشكل طبيعي. نخشى توقيفنا وترحيلنا إلى سورية، خصوصاً بعد إقرار التعليمات الجديدة بمنع السوريين من دخول لبنان من دون كفيل".
اقرأ أيضاً: سفيان الذي كان يحب الحياة واللعب