قد يتحول قدامى المحاربين من القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة (فارك) قريبا إلى كسب رزقهم بالعمل كمرشدين، في مجال السياحة البيئية أو معالجة اللحوم أو صناعة الجبن ضمن خطط الجماعة الماركسية للاستثمار في مشاريع اقتصادية بمجرد تماسك اتفاق سلام.
وستُفتح مساحات واسعة من الأراضي الريفية التي هجرت لعقود بسبب الحرب للتنمية بما في ذلك من قبل مقاتلين سابقين في القوات المسلحة الثورية الكولومبية للعمل في مزارع جماعية وغيرها من المبادرات التي تمولها الجماعة.
ووقع الرئيس خوان مانويل سانتوس وزعيم الحركة تيموشينكو اتفاق سلام أمس الإثنين لينهيا صراعا استمر 52 عاما وحصد أرواح أكثر من 220 ألف شخص وأجبر الملايين على النزوح عن ديارهم.
وسيطرح الاتفاق للتصويت يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، ومن المتوقع أن تجري الموافقة عليه.
وستدير الجماعة المشروعات الاقتصادية، والتي خطط الكثير منها للمستقبل، بينما بدأ العمل في بعض منها بالفعل، لتوفير وظائف لبعض من مقاتليها السابقين وعددهم سبعة آلاف.
وسيكون التمويل من أموال الجماعة الخاصة والأموال المخصصة لتسريح المتمردين السابقين بموجب اتفاق السلام.
ولم يتلق الكثير من المتمردين تعليما يذكر وينحدرون من أسر ريفية فقيرة، لذا فإنهم بحاجة لخيارات وظيفية تساعدهم على مقاومة فخ الانجرار إلى عامل الربح من خلال تهريب المخدرات والخطف والابتزاز.
وقال ماوريسيو خاراميو في موقع إل ديامانتي العسكري في إقليم كاكويتا الجنوبي في الأدغال "ينبغي أن نكون جزءا من الاقتصاد.. ينبغي أن ننهض بالتنمية بشكل واثق وإيجابي حتى لا ننزلق إلى الطريق الخطأ".
ورفض الخوض في تفاصيل بشأن مشروعات بعينها أو تحديد المبالغ التي ستستثمر فيها.
وأدت عدم المساواة الاجتماعية وعدم تكافؤ الفرص إلى تأسيس جماعة فارك في 1964 ويخشى كثيرون أن ينضم المتمردون السابقون الذين تحرروا من الأوهام إلى عصابات تهريب المخدرات ما لم تتوفر بدائل اقتصادية.
وتقول مصادر من المتمردين إن أمانة الجماعة المؤلفة من سبعة أعضاء تخشى الاعتراف بوجود مشروعات تدار بالفعل خوفا من أن تصادرها الحكومة لتأمين أموال لعمليات تعويض الضحايا.
ومن المفترض أن تحظى المشاريع التي سمح بها بموجب اتفاق السلام بتمويل قدره ثمانية ملايين بيزو (نحو 2700 دولار) للمقاتلين المسرحين لمساعدتهم في بدء العمل.
ولم يسمح بزيارة المشروعات القائمة بالفعل في كاكويتا أو الأقاليم المحيطة بها رغم أن الجماعة أكدت أن محطة لمعالجة الحليب ومزرعة للفول تعملان بالفعل.
ويقول كثير من المقاتلين إنهم يريدون المشاركة في السياسة أو البقاء في المناطق الريفية المألوفة والعمل مع المزارعين، لكن الخطط الاقتصادية للجماعة تتضمن أيضا مبادرات سياحية ومشروعات صناعية.
وقد يرافق متمردون سابقون السياح في زياراتهم للمناطق التي لم تستكشف من جبال وغابات كولومبيا التي كانت تحت سيطرة المتمردين لعقود.
وقال سيباستيان غوميز، مدير منظمة تريد الاشتراك مع فارك في مجال السياحة البيئية: "يمكن أن يتاح للسائح رؤية أين نصبت الأمانة خيامها خلال عملية السلام.. لا أحد يعرف هذه المناطق مثل المتمردين".
(رويترز)